في دمياط الجديدة.. شقق الشباب تحت رحمة "مافيا السمسرة"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
دمياط – محمد إبراهيم:
شهدت مدينة دمياط الجديدة ارتفاعًا كبيرًا في أسعار العقارات خلال الآونة الأخيرة، إذ يتراوح سعر متر الأرض بين 4 آلاف جنيه إلى 15 ألف جنيه حسب الموقع، في الوقت الذي تحولت فيه مشروعات الإسكان التي تقدمها الحكومة لدعم محدودي الدخل والشباب إلى نقمة ساهمت في استغلال بعض المستفيدين منها بسبب مافيا "السمسرة" التي تسيطر على المدينة.
وأعلن جهاز تنمية دمياط الجديدة، طرح وحدات سكنية بمحور جديد للإسكان المتميز، تحت اسم "سكن مصر"، بنظام القرعة العلنية، وتبلغ مساحة الوحدة بشكل مبدئي 115 مترًا بمستوى تشطيب متميز، مع عمل زراعة سياج شجري حول المشروع.
وأوضح الجهاز أن مقدم حجز الوحدات 10% من إجمالي ثمن الوحدة، على أن يتم طرح نظم تقسيط ميسرة، مع خصم خاص للسداد الفوري، يكون تسليم الوحدات خلال عامين.
ومن المقرر أن تتاح كراسات شروط ومواصفات الحجز منتصف الشهر المقبل، وعلى الرغم من انتهاء المرحلة الأولى من المشروع الذي يقع في عدد من أحياء المدينة مثل غرب الحي الخامس وجنوب الحي الأول وجنوب الحي الرابع بإجمالي 77 عمارة سكنية، يضاف لها 27 عمارة أخرى في منطقة "المحتلة" إلا أن عدد من الأهالي أبدوا مخاوفهم من أن يتحول المشروع إلى "سبوبة".
"لعبة الحظ"
قال أحمد النجار، صيدلي، ويقيم في المدينة، إنه سبق وأن تقدم للحصول على شقة سكنية بمشروع "دار مصر"، لكن لم يحالفه الحظ وقتها، مشيرًا إلى أن أحد السماسرة عرض عليه الحصول على وحدة في المشروع ذاته بسعر 900 ألف جنيه، رغم أن سعرها الذي كان قد أعلن عنه يبلغ 650 ألف جنيه.
ويكشف النجار عن تورط بعض الأهالي مع مافيا "السمسرة"، بدافع العوز والفقر، "اللي بيحصل إن السماسرة ومكاتب العقارات بيجمعوا بطاقات شخصية وبيروحوا يقدموا بيها واللي بيقبل فيها بيعرفوا صاحب البطاقة وبيراضوه بأي فلوس علشان يبيع الوصل بتاع الشقة، وبعدين يبيعوها بأزيد من سعرها فيما لا يقل عن 200 ألف جنيه وده اللي حصل في مشروع دار مصر".
وأضاف عبدالرحمن السلاموني، مدرس، أن المشروع السكني السابق وصل سعر الوحدة فيه إلى أكثر من مليون ومائتي ألف جنيه بفضل حالة العرض والطلب، متسائلًا: "هل تعرف الحكومة أن معظم الوحدات لا تذهب إلى المستفيدين منها وأنهم يبيعونها للحصول على 100 ألف جنيه مقابل الوصل"، وتابع قوله: "اللي بيقول ده كان زمان يتفضل ينزل دمياط الجديدة ويشوف بنفسه".
"الوصل" من 10 آلاف إلى 100 ألف
ولفت السلاموني إلى أن ما يحدث في المشروعات السكنية الجديدة يؤثر سلبًا على أسعار العقارات في المدينة كلها، موضحًا: "إنهاردة أي شقة مساكن لا تقل عن 250 ألف جنيه ولو شقة أهالي بيتكلموا في 400 ألف جنيه، والمحل بعد ما كان إيجاره من ألف إلى 3 آلاف أصبح 8 آلاف في الشوارع الحيوية رغم مساحته الضيقة، ولو مش هتوافق على الإيجار هيمشيك وهيجيب غيرك في ساعة زمن".
"حقي وباخده من الدولة"
ويقول شاب، تحفظ على ذكر اسمه، يبلغ من العمر 33 عامًا، إنه قدم في وقت سابق من خلال أحد معارفه على وحدة سكنية تابعة لوزارة الإسكان ضمن مشروع "دار مصر"، ونجح في الحصول على شقة في الدور الثالث، لكنه لم يكن معه أي مبالغ لسداد الأقساط فعرض عليه سمسار شهير بالمدينة شراء الوصل بـ50 ألف جنيه لكنه رفض فعرض عليه 100 ألف جنيه وبالفعل باع الوحدة له نظرًا لمروره بضائقة مالية، بحسب زعمه.
ودافع عن موقفه بالقول: "ده حقي في الدولة ومش هستفيد تاني من أي شقة يبقى لازم يكون فيه مقابل لده، أنا عارف إنه هيكسب قد اللي دفع مرتين لكن هعمل إيه".
واكتفى "محمد. م"، سمسار، ويبلغ من العمر 55 عامًا، بالقول: "أيوة بيحصل ده ومش هنا بس، في كل مصر والوزارة عارفة وأنا علشان أقدم لحد بدفع فلوس وعلشان أخد الملف في وسط الزحمة والطوابير بدفع، وده بالاتفاق بين البايع والشاري ومفيش حد بيضرب حد على إيده".
منيع: الشفافية تحكم
من ناحيته، قال المهندس علاء منيع، رئيس جهاز تنمية مدينة دمياط الجديدة، في تصريحات له، إن كل ما يتعلق بمشروعات الإسكان تابع لوزارة الإسكان، ويتم بمعرفتها في أجواء من الشفافية، مشيرًا إلى أن أي إعلان يجري طرحه سواء أراضي أو وحدات سكنية يكون وفقًا لشروط معينة، وفي جميع الأحوال لا يقل سن المتقدم عن 21 عامًا، والمدة الزمنية لإنشاء مدينة دمياط الجديدة تنتهي في 2027، ووصلت نسبة التنفيذ 70% باستثمارات بلغت 6.5 مليارات جنيه، يشترك فيها القطاع الخاص بنصيب وافر.
وعن مشروع "سكن مصر"، أوضح منيع أن الوحدات تشمل 9 عمارات جنوب الحي الأول بتكلفة 53 مليون و843 ألف جنيه و11 عمارة غرب الحي الخامس بتكلفة 65 مليون و404 آلاف جنيه و21 عمارة غرب الحي الخامس بتكلفة 124 مليون و762 ألف جنيه و9 عمارات غرب الحي الخامس أيضًا بتكلفة 53 مليون و431 ألف.
وأوضح أن تلك العمارات تم طرحها وجاري تنفيذها وهناك 16 عمارة جنوب الحي الرابع يتم حاليًا طرحها للبدء فى تنفيذها.
فيديو قد يعجبك: