لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استاد الإسكندرية.. قطعة من أثينا في "عروس البحر المتوسط" (صور)

01:18 م الأحد 23 يوليو 2017

الإسكندرية – محمد عامر:
تُضاء، مساء اليوم الأحد، الأضواء الكاشفة باستاد الإسكندرية الرياضي، لتعلن عن عودة الصخب وهتافات عشاق الساحرة المستديرة إلى أحد أقدم الملاعب في أفريقيا والعالم، باستضافة مباراة النصر السعودي والعهد اللبناني، ضمن مباريات البطولة العربية لكرة القدم.

10 أشهر مرت على إغلاق الاستاد الذي ينقلك إلى أجواء أثينا بطرازه الروماني، وتصميمه المستوحى من أقواس النصر الرومانية أبضًا، حيث جرى تطويره بتكلفة تقارب الـ 30 مليون جنيه، ليعود في ثوب جديد شاهدًا على تاريخ مدينة "كوزموبوليتانية".

في وسط الحي اللاتيني، أقدم أحياء عروس البحر المتوسط، يقع استاد الإسكندرية، وتضم جدرانه المزينة بمنحوتات ذهبية عن الألعاب الأوليمبية، 10 بوابات، أشهرها بوابة "الماراثون"، التي تُعد نسخة طبق الأصل من بوابة الماراثون التذكارية باستاد لوس أنجلوس.

وتحوي البوابة الشرقية للاستاد الذي صممه المعماري الروسي "نيكوسوف" وافتتحه الملك فؤاد، جزءًا من أسوار الإسكندرية الإسلامية القديمة، التي تطل على المشجعين من الجانب الأيسر للاستاد.

في نوفمبر 1929، لُعبت أول مباراة على أرض الاستاد بين ناديي "الاتحاد السكندري والقاهرة"، وانتهت بفوز الأول بهدف مقابل لا شيء، ليحصد كأس الافتتاح الذي حضره الملك فؤاد الأول وآلاف المتفرجين.

اليوناني "أنغلو بولاناكي"، مندوب مصر باللجنة الأوليمبية الدولية عام 1910، يعود له الفضل في إنشاء استاد الإسكندرية الرياضي، من أجل تنظيم دورة ألعاب أوليمبية بها، حيث طلب من بلدية الإسكندرية تخصيص قطعة أرض لتشييد استاد رياضي عليها.

ووفقا للموقع الرسمي للاستاد، وافقت البلدية على فكرة "بولاناكي" وخصصت له أرضًا ملكًا لها مقابل إيجار بمنطقة الشاطبي، غير أنه بعد إنشاء نادي الاتحاد السكندري عليها نُقل موقع الاستاد إلى مكانه الحالي بالحي اللاتيني.

ومن إيراد المباريات والمسابقات الرياضية والحفلات التي نظمها "بولاناكى"، جرى جمع التبرعات للمساهمة في عملية التشييد، بالإضافة إلى تبرعات من أغنياء الإسكندرية من المصريين والأجانب، على رأسهم الملك فؤاد والأمير عمر طوسون أول رئيس للجنة الأولمبية المصرية.

مسابقة يانصيب
ومع شروع المعماري الروسي "ونيكوسوف" في تنفيذ الحلم الذي طال انتظاره، نفذت الأموال التي تم جمعها، لتتوصل اللجنة التي شُكلت من الأعيان وكبار المسؤولين إلى تنظيم مسابقة "يانصيب" لجمع الأموال، وبلغ قيمة ما جرى بيعه 60 ألف جنيه مصري.

وعلى مساحة 38 فدانًا، أي ما يوزاي 160 ألف متر مربع تقريبًا، شُيد أقدم استاد في أفريقيا بتكلفة تُقدّر وقتها بنحو 132 ألف جنيه، بمدرجات مقسمة إلى 4 أقسام تستوعب نحو 18 ألف متفرج، تتوسطها المقصورة الرئيسية التي تضم الصالون الملكي المخصص لاستقبال أفراد العائلة الملكية.

وشهد الاستاد العديد من البطولات الدولية، منها الدورة الأولى لألعاب البحر الأبيض المتوسط في أكتوبر 1951، ودورة الألعاب العربية الأولى أغسطس 1953، ودورة الألعاب الأفريقية الخامسة أكتوبر 1991، وبطولة كأس الأمم الافريقية 2006، وبطولة كأس العالم للشباب، أكتوبر 2009.

ولجماهير الاتحاد السكندري، ذكريات مؤلمة لا تُنسى على هذا الاستاد، من بينها مباراة الفريق مع الكروم في كأس مصر عام 1998، والتي أعقبها أحداث شغب قُتل فيها 8 أشخاص وأصيب آخرون.
تحفة معمارية
وحول أعمال التطوير الأخيرة، قال شريف سعد، مدير الاستاد، إن أعمال التطوير شملت تراك ألعاب القوى، والمسطح الأخضر لملعب كرة القدم بالكامل، وتركيب كراسي المقصورة الرئيسية ومقصورة الإعلاميين، ودعم قاعة المؤتمرات الصحفية بـ ٦٠٠ كرسي .

وأشار "سعد" في تصريحات لـ"مصراوي"، إلى أنه جرى تركيب سور جديد حول ملعب كرة القدم وفقًا للاشتراطات الأمنية، ومد كابلات كهربائية وشبكة صرف صحى وخط حريق حول المدرجات، فضلاً عن إنشاء طلمبة مياه مخصصة لري الملعب لتوفير استهلاك المياه بنسبة ٧٥٪.

وأضاف مدير استاد الإسكندرية، أنه تم تجهيز ميدان الوثب والقفز والجري في ألعاب القوى، بالإضافة إلى دوائر وميدان الرمي وفقًا للمعايير العالمية، بالإضافة إلى تطوير الغرف الخاصة بخلع الملابس، وإنشاء استوديو تحليل مباريات وملحق خاص بالإعلاميين، بتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 30 مليون جنيه.

من جانبه، رفض الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحين بالإسكندرية، اقتراحًا كانت طرحته إدارة الاستاد للنقاش العام، يتضمن تعديل بوابة دخول الأفراد والسيارات إلى تصميم بوابة حدائق وقصر المنتزه.

وقال نقيب المرشدين السياحين: إن الطراز الذي بني عليه الاستاد يوناني، ويتميز بالواجهات الجمالونية وأقواس النصر الرومانية، مشيرًا إلى أن بوابة قصر المنتزه وأسواره ذات طراز إيطالي مستمد من جنوة وفينيسا ومنشأة بصورة عمارة حربية دفاعية، لكونها باب قصر الملك.

"صرح رياضي تاريخي وتحفة معمارية في الشرق الأوسط".. هكذا وصف المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، استاد الإسكندرية الرياضي المقرر افتتاحه، اليوم، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير التي لحقت بالاستاد ستجعله واحدًا من الاستادات الرياضية التي سيرغب لاعبو مصر في اللعب عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان