"مصراوي" يرصد مأساة فتاة فقدت متعلقات زفافها في عقار الأزاريطة - (صور)
الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:
رغم استمرار مظاهر الحياة المعتادة في شوارع حي الأزاريطة العتيق بالإسكندرية بصورة طبيعية، غير أن الأمر ظهر على النقيض تمامًا في شارع علي الخشخشاني، الذي احتضن العقار المائل المنهار جزئيًّا قبل أيام، حتى ساد الشارع حالة من الصمت لا يكسرها سوى أصوات مطارق العمال الذين يواصلون عمليات الهدم، تصاحبها ابتهالات بالدعاء من أفواه الأسر المنكوبة والمتضررة التي تنتظر ما يمكن استعادته من متعلقاتهم، التي دُفن معظمها تحت الأنقاض.
وعلى بُعد أمتار قليلة من العقار المائل، سَحَبَ ربُّ إحدى الأسر المتضررة، ويدعى "أحمد"، حقيبة سفر من تحت التراب، ليجلس داخلها كالأريكة، غير عابئ ولا مبالٍ لمشقة الصيام، ويتمنى، كما يقول، لو أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء، ليجلس داخل شقته الكائنة بالطابق الحادي عشر بالعقار وهو هادئ البال.
بجانبه، جلست زوجته، هالة عبد الحميد، موظفة بأحد البنوك الحكومية، لم يغب بصرها عن موقع شقتهم التي انتهى عمال الهدم من إزالة سقفها، آملةً في الحصول على أية مقتنيات تحمل ذكرياتها من تحت الأنقاض.
وقالت "هالة" بمرارة وألم شديدَين ظهرا على وجهها: "إن مقتنيات الأسرة التي تُقدَّر بآلاف الجنيهات ضاعت تحت الأنقاض، وأصبح استعادتها شبه مستحيل، غير أن أملها لا يزال باقيًا في الوصول لأي شيء ذي قيمة يحمل ذكرياتها".
بجوارها، اتكأت ابنتها الشابة، التي لم تتجاوز العشرين ربيعًا، على جدار أحد المنازل التي جرى إخلاؤها أثناء عملية الهدم، لتروي في عبارات قصيرة يكسوها السخرية لتهدئ من روع أسرتها.. "ملحقتش من حاجتي إلا ده"، في إشارة إلى هاتفها المحمول الذي لم تستطع جلب أي شيء من متعلقاتها سواه.
الفتاة الشابة قالت لـ"مصراوي"، وفي عينيها حزن طاغٍ: "إنها كانت تستعد للزواج، وأن متعلقات الزفاف التي دأبت وأسرتها على شرائها شيئًا فشيئًا طوال سنوات ذهبت سدى في لحظة أمام أعينهم، ولم يستطع أحد إنقاذ أي شيء"، وأنهت الفتاة حديثها قائلة: "حتى الهدوم اللي علينا مبقاش عندنا غيرها.. لكن حياتي وحياة أمي وأبي أغلى بكثير من اللي ضاع".
فيديو قد يعجبك: