إعلان

بالصور.. رحلة "عجوز العربة" من الوظيفة الميري إلى أشهر جامع كرتون في مصر

01:02 م الأحد 07 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية- رامي القناوي:

بوجه مليء بالنشاط والحيوية، يعيش زكريا أحمد سالم، البالغ من العمر 77 عامًا بمدينة المنصورة، والذي اشتهر بـ"عجوز العربة"، بعد انتشار صورة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجر عربة خشبية يجمع فيها الكرتون من الشارع، ليبيعه ويوفر قوت يومه وأسرته، المكونة من 5 أفراد.

يبدأ "الحاج زكريا" عمله يوميًا في تمام السادسة صباحًا، بجمع الكراتين من أمام المحلات، مستخدمًا عربة صغيرة، يجرها بحبل ملفوف حول جسده النحيل، رافضًا عروض الكثيرين بمساعدته في جرها، أو حتى مساعدته ماديًا.

"مصراوي" انتقل إلى منزل "عجوز العربة" بشارع حسونة بمدينة المنصورة، حيث يسكن "الرجل الحديدي"، داخل شقة مكونة من غرفتين، أعلى سطح الطابق السادس من أحد العقارات، تحولت إلى مزار بعد تداول صورته، طلبا لالتقاط صورة تذكارية مع بطلها الحاج زكريا وأسرته.

"عاوزني أحكي إيه، أنا عشت طول حياتي بكافح ودلوقتي كل ما حد يشوفني يتصور معايا".. ببسمة تكسو ملامح وجهه، تخفي تجاعيد عقود من العمل الشاق، يروي "الحاج زكريا" قصة حياته، بدأها بولادته عام 1940 بمدينة المنصورة، والحصول على دبلوم ثانوي تجاري، والمعيشة لأكثر من 40 عاما عازبا، ليوضح السبب: "ما كنتش عاوز أتجوز لحد ماوقعت في غرامها"، في إشارة لشريكة العمر زوجته "عائشة"، والتي يداعبها من وقت لآخر: "عاوز أغيّر وأتجوّز من تاني".

وأضاف "عجوز العربة": "أعمل منذ طيلة حياتي بكل جد وإخلاص، بدأت كموظف بشركة الغزل والنسيج، حتى تقدمت باستقالتي، نظرًا لوجود اختلاسات في تلك الفترة داخل الشركة، وقررت بعدها البحث عن لقمة عيش لتربية أبنائي الثلاثة، فالتحقت بالعمل بمجال النقاشة لأكثر من 15 عاما، حتى أصبت بكسر، بعد سقوطي من أعلى سقّالة، وقرر التوقف عن تلك المهنة، والبحث عن عمل جديد".

ظل الرجل الثمانيني يبحث عن عمل يعيش منه، حتى عمل بمحل لبيع الأسماك، إلى أن وصل به العمر لـ66 عامًا، فقرر التوقف عن تلك المهنة، بسبب الآلام التي ألمّت به، نتيجة الدخان المنبعث من الفُرن وتشبع صدره به، ليقرر الانتقال إلى جمع الكراتين وبيعها.

يوضح أن جمع الورق والكرتون من الشارع، تستلزم منه اللف "كعب داير"، نظرًا لرفضه طيلة حياته إجبار أي من أبنائه الثلاث: محمد، 34 عاما، ومروة، ومي، 22عاما، على العمل، وتحقيق هدفه بتوفير حياة كريمة لهم، معتبرًا نفسه -في الوقت ذاته- دخيلًا على أبناء المهنة، نظرا لحداثته بينهم.

"ما زلت أعمل حتى الآن حبًا في العمل ولا أطيق الجلوس في البيت"، كلمات رد بها "الحاج زكريا" على استفسار باستمراره في مهنته الشاقة، التي تحتاج إلى قوة الشباب، ليؤكد: "الله منحني قوة خارقة لجر العربة بحبل حول جسدي، لأستطيع العمل والكسب من عمل يدي، دون الحاجة إلى أحد في الدنيا".

وعن أمنياته، أوجزها "عجوز العربة" في الستر في الدنيا، وأن يمنحه الله القدرة على العمل ومواصلة العطاء، مؤكدا أن الفترة الماضية شهدت قلة عمله بسبب كبر سنه، إلا أنه قهر التعب بالاتكاء على عصا في يده اليمنى، لتكون سندًا له في جر عربته.

ووجه "الحاج زكريا" رسالة للشباب: "شيلوا الغشاوة من على عينيكم حتى تنهض مصر، والشاب اللي عايز يبقى بني آدم يشتغل بحب، العمل شرف وواجب وصحة وسعادة، والإنسان ممكن يغير حياته لو أراد، أما عدم العمل يجلب المرض، مثل الماكينات العطلانة بسبب وقوفها عن الشغل، لكن طول ما هي شغالة بتبقى سليمة وبتنتج".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان