إعلان

بالصور.. "تونس المصرية" ملاذ المبدعين.. تواجه أزمة "مافيا التعديات"

01:24 م الثلاثاء 23 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الفيوم – حسين فتحي:
قبل 15 يومًا كانت قرية تونس بالفيوم تعج بالسياح من كل حدب وصوب، كونها تمثل لوحة طبيعية خلابة في أحضان الريف وعلى ضفاف بحيرة قارون‏ الشهيرة، حيث الهواء النقي والطبيعة الساحرة التي لا يوجد لها مثيل في كثير من البلدان الأوروبية، والتي جعلتها واحدة من أهم المصادر السياحية والبيئية الريفية في العالم، والتي تتشابه في روعتها مع الريف السويسري.

ورغم كل إمكانياتها الخلابة، إلا أن مسئولي القرية، بدأوا حملة لإغلاق بعض المنشآت والمحال، وتحويل أصحابها إلى عاطلين، لا سيما أن تلك القرية الساحرة، كان لا يوجد بين أبنائها عاطل واحد، فجميعهم يعمل في مجالات الحِرف اليدوية، والتسويق السياحي، إلى جانب الزراعة وصيد الأسماك، وذلك بحسب آراء بعض أهالي القرية.

قرية تونس تبعد عن القاهرة حوالي 165 كيلو مترات، ويقطنها 4 آلاف مواطن، يعيشون على 600 فدان، ما بين أراض زراعية ومبان.

فنانة تشكيلية سويسرية تُدعى "إيفيلين"، متزوجة من الفرنسي "ميشيل باستورلي"، وأنجبت ولدًا وبنتًا وهما "أنجلو" و"ماريا"،‏ يعيشان معها بقرية تونس، تقول بلهجتها المصرية التي تتقنها: "ليه رئيس المدينة بيعمل كده؟ هو الرئيس السيسي قاله خرب السياحة واقفل الورش واهدم المنشآت السياحية الريفية الخاصة بالبسطاء الذين يكدون ويعرقون من أجل توفير حياه مستقرة لأبنائهم.. كل الحكاية 150 فدانًا هي مساحة المباني على القرية الجميلة، التي تركتُ سويسرا من أجلها ومن أجل ناسها الطيبين.. لازم يبقى فيه رحمة شوية".

ويضيف محمد الجمال، "مدير مدرسة أيفلين" للخزف أن، المدرسة أنشئت عام 1990 وكانت تضم في بدايتها حوالي 23 شابًا من أبناء القرية، وبعد تعليمهم أصبحت القرية تضم مئات من أكفأ صُناع الخزف في العالم، إلى جانب فتح هؤلاء ورش جديدة تضم كافة شباب وبنات وسيدات القرية، مشيرًا إلى أن متوسط دخل الفرد من هذه الصناعة لا يقل عن ألفي جنيه، واختتم حديثه بنبرة حزن قائلا: "للأسف تحولنا حالًيا إلى عاطلين، نستدين لننفق على أسرنا بسبب جبروت رئيس المدينة الذي يسعى لهدم الورش والمنشآت السياحية".

وعلّق علاء أبو طالب صاحب "كافيه ومطعم ريفي": "فوجئت منذ أيام بهجوم رئيس المدينة على منشآتي وأمره بهدم سور المكان وفصل الكهرباء، وكأني سطوت على آلاف الأفدنة، خاصة أن كل المساحة التي أعيش عليها أنا وعائلتي لا تتعدى 250 مترًا وأملك عقود شراء من بعض المواطنين".
ويضيف: مساحة القرية لا تمثل 1 من مائة من حجم تعديات الحيتان على أراضي الدولة والتي لا تبعد أكثر من 3000 آلاف متر.

ويشير محمد جمعة صاحب "ورشة خزف"، إلى أننا لا نعترض على مشروع إنشاء نقطة شرطة بالقرية، لكننا نعترض على المكان المختار والذي يتوسط المنطقة السياحية، والتي لا تزيد عن 250 منشأة، خاصة أن وجود نقطة الشرطة في هذا المكان سيتسبب في إزعاج وتوتر السائحين وزوار القرية، مطالبًا بإنشائها على أحد أطراف المدينة، أو مكان استراحة رئيس المدينة غير المستخدمة.

واتفق معه في الرأي "محمد محمود"، صاحب ورشة "خزف"، لافتا إلى أن كافة الورش والمطاعم أغلقت أبوابها تضامنًا مع أبناء القرية الذين تعرضوا للهجوم "التتاري" من قِبل رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، والذي دمر العديد من المنشآت بحجة أنها مقامة على أراضي أملاك الدولة.
وأشار إلى أن الأهالي ليس لديهم مانع من تقنين أوضاعهم وشراء الأراضي التي لا يزيد حجم التعدي عليها عن 300 متر على أكثر تقدير، وجميعها عبارة عن ورش لصناعة الخزف ومنشآت سياحية ريفية بسيطة تستهوي عشاق الهدوء.

من جهته، قال المهندس حسن موافي، رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، "إن ثورة أهالي القرية بسبب إنشاء نقطة الشرطة، مشيرًا إلى أن الإزالات التي جرت كانت لبعض الأسوار التي تعوق الطريق العام قبل تعليمات رئيس الجمهورية".
وأضاف "موافي" أن إغلاق الورش وبعض المشروعات السياحية يعود لأصحابها وليس للمحافظة شأن في ذلك.

وإلى الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم، الذي أكد لـ"مصراوي" أنهم يسعون جاهدين للحفاظ على السياحة بقرية تونس وتطويرها، مشيرًا إلى أن بعض أهالي القرية يريدون لي زراع الدولة بعدم السير في استكمال نقطة الشرطة، لا سيما أن الهدف من إنشائها حماية السائحين وأهالي القرية معًا، بعد أن أصبحت "تونس" من القرى الرائدة على مستوى العالم في مجال السياحة البيئية.

واختتم سامي حديثه بالقول: "المحافظة ستتعاون في تخصيص أي مساحات مملوكة للدولة لإقامة أية منشآت سياحية، والتي ستسهم بشكل مباشر في دفع الاقتصاد لأبناء المحافظة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان