لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. مصرف بحر البقر "غول" ينهش حياة المصريين برعاية الحكومة

11:38 ص الأربعاء 10 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

غول ضخم ووحش مُرعب يهدد حياة الملايين، تسبقه رائحته الكريهة بعدما أصبح مرتعًا للحشرات والقوارض التي تُهدد كل مصادر الحياة..

إنه مصرف "بحر البقر"، المُمتد لأكثر من 190 كيلو متر بين 6 محافظات، والجهات الحكومية بدلًا من البحث عن حلول، وفرت طلمبات ومحطات رفع ثلاثي للفلاحين؛ حتى يستخدموا مياهه في ري المحاصيل الزراعية؛ وفق ما أكده وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب.

انتقلت عدسة "مصراوي" إلى موقع المصرف بقرية "بحر البقر"، التابعة لمركز الحسينية في الشرقية، إذ تبين أن الأهالي يميزون المكان بحاسة الشم؛ "خليكي ماشية حوالي 10 دقائق كدا يا أستاذة.. وأول ما تشمي ريحة ولا مؤاخذة مش كويسة تبقي وصلتي عند المصرف اللي بتسألي عليه دا".. كانت هذه إجابة أحد أهالي القرية واصفًا مكان المصرف.

تبدأ مياه المصرف من جنوب القاهرة، مرورًا بمحافظات "القليوبية، والشرقية، والإسماعيلية، والدقهلية"، حتى تصل في النهاية إلى المصب في بحيرة المنزلة في الدقهلية. وبالعودة إلى تاريخ المصرف نجد أنه شُيّد عام 1914، إذْ كان مُخصصًا للصرف الزراعي فقط، قبل أن تتدخل الحكومة المصرية في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وتُحوّله لاستقبال الصرف الصحي لسكان القاهرة الكُبرى، وطوال تلك المدة لم تظهر بوادر أي تحرك ملموس من المسئولين، اللهم إلا دراسات وخطط ووعود لم تُنفذ أيّ منها، فيما يواصل المصرف استقباله للقمامة والصرف الصحي، فضلًا عن الصرف الصناعي السام.

يقول "سامح الأسد"، أحد أهالي قرية بحر البقر لـ"مصراوي": "إن الأهالي يعانون أشد معاناة؛ بعدما أصبح المكان مرتعًا للحشرات والأمراض والأوبئة، التي تهدد صحة الأهالي والحيوانات على حدٍّ سواء".

وتابع: "زمان كان المسئولين بيبعتوا طيارات ترش النخل هنا علشان الناموس والحشرات، وكنا بنسمع وعود زي الفل، لكن عمرنا ما شوفنا نتيجة، ولا حتى بقى في حد بيرش حاجة".

وأضاف الأسد: "والله يا أستاذة بيسقوا الزرع بمياه المصرف ومفيش حد بيتكلم عن حاجة، ولسانا تعب من كُتر الشكوى للمسئولين".

وناشد المواطن، الجهات المسئولة بالنظر لهذا المصرف، وإيجاد حلول عاجلة، لا سيما بعد ما أثير حول استخدامه في تربية البعض للأسماك ثم بيعه للمواطنين؛ ما ينذر بكارثة.

من جانبه، يقول النائب رائف تمراز، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية ووكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بالمجلس: "إن المصرف وحش مُرعب يُهدد حياة الملايين؛ حتى أن أهالي بحر البقر والقرى المحيطة يطلقون عليه لقب "الغول"، لما يُسببه من أمراض تهدد كل مظاهر الحياة".

وأضاف تمراز لـ"مصراوي"، أن الجهات الحكومية بدلًا من أن تعمل على إيجاد حل جذري لمشكلات المصرف، وفرت طلمبات ومحطات رفع ثلاثي للفلاحين؛ حتى يتمكنوا من استخدام مياهه في ري المحاصيل الزراعية، وهو ما انعكس بالسلب على سُمعة وجودة المحاصيل الزراعية والفاكهة المصرية، حيث رفضت دول مثل: "السودان والإمارات، والكويت" الصادرات المصرية من محاصيل زراعية وفواكه.

وأشار تمراز، إلى أن المصرف تسبّب في انتشار أمراض الفشل الكلوي وارتفاع نسبة الإصابة بفيروس "سي"، فضلًا عن مخاطر تناول الخضروات والفاكهة المروية بمياه المصرف شديدة الخطورة والتلوث والتسمم، بالإضافة إلى موت أسماك بحيرة المنزلة؛ نتيجة تلوث مياه المصرف التي تصب هناك.

من جانبه، حمّل وكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بمجلس النواب، وزراءَ البيئة والتنمية المحلية والري، مسئولية تدهور حالة المصرف وما آلت إليه مخاطره، حيث تتركز قراراتهم على وعود زائفة لا يحققون منها شيئًا، مطالبًا بتوفير محطات لتنقية ومعالجة المياه بالمصرف، أسوةً بما تفعله العديد من الدول في مُشكلات مماثلة.

"معندناش الكلام دا.. فيه محطات تنقية خماسية وثلاثية وكمان محطات تحلية، ولو حصلت حاجات زي اللي حضرتك بتقول عليها دي بيبقى فيه محاضر، لكن لم يتم تحرير أية محاضر تقول الكلام دا".. كان هذا تعقيب المهندس علاء عفيفي، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، على تصريحات النائب رائف تمراز.

وأضاف عفيفي لـ"مصراوي"، أنه من الممكن أن يلجأ الفلاحون إلى الاستعانة بمياه المصرف للري في حالة عدم وصول مياه؛ "هي حالات فردية بكل تأكيد، لكن هذا لم ولن يحدث؛ لأن مياه النيل تصل بكل سهولة إلى كل أراضي الفلاحين القريبة من المصرف داخل نطاق محافظة الشرقية".

وردًّا على ذلك، قال النائب رائف تمراز: "100 ألف فدان بتتروي من مياه مصرف بحر البقر، وعندنا في القرية مفيش أي مصدر ري من المياه العذبة.. يا ريت اللي بيقول عكس كلامي ينزل بنفسه ويشوف الوضع على الطبيعة"، مطالبًا بوضع حلول للمشكلة بدلًا من التنصل من مسئوليتها.

وإلى الدكتور حسام أبو ساطي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الذي أكد أن هناك أيامًا مُعينة تتولى فيها المديرية مسألة رش المصرف ضد الحشرات والقوارض المختلفة.

وأوضح أبو ساطي لـ"مصراوي"، أن المديرية ترش المصرف خلال أيام مُحددة من شهر مايو سنويًّا، حيث يجري الاستعانة بعددٍ من السيارات لرش المصرف بمواد تساهم بنسبة كبيرة في القضاء على الحشرات والقوارض الضارة بالصحة.

في سياق متصل، أرجأ العقيد تامر الديب، المسئول الأول عن الإعلام بديوان عام محافظة الشرقية، التعليق على المُشكلة؛ لحين استبيان حقيقة الأمر والوقوف على مسببات الأزمة.

فيديو قد يعجبك: