إعلان

بالصور.. مصنع بصل سوهاج.. من التصدير للعالم إلى مسكن للطيور المهاجرة

04:20 م الإثنين 01 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

شيّد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أكبر مصنع لإنتاج البصل المجفف بإفريقيا والشرق الأوسط في محافظة سوهاج، عام 1960م، على مساحة 18 فدانًا، قرب مجرى نهر النيل، لتوفير فرص عمل لأبناء محافظة سوهاج، والحفاظ على محصول البصل "الاستراتيجي" في محافظات الصعيد، ليمارس المصنع دورا قوميا في تصدير البصل المجفف إلى دول العالم.

ظلّ المصنع كذلك على مدار عقود، حتى توقف عن العمل تماما عام 2008، وتم تسريح 3580 عاملا، وتدمير صناعته تمامًا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث ما زال العاملون من أبناء المحافظة، يحلمون بإعادة تشغيل المصنع مرة أخرى، بعد 9 سنوات توقف.

التقى "مصراوي" بعدد من العمال، الذين تم تشريدهم بسبب توقف المصنع، والذين يحلمون باليوم، الذي يعود فيه تشغيل الماكينات، حتى ينبض المصنع من جديد.

المحاسب حاتم علي، أمين اللجنة النقابية السابق لعمال مصنع بصل سوهاج، يقول لـ"مصراوي" إن مرتبات العاملين توقفت منذ سبتمبر 2012، وتم بيع أجزاء من الخردة والماكينات القديمة، لإعطاء العاملين جزءا من مستحقاتهم المالية لينفقوا على أسرهم، وسداد جزء من الضرائب والتأمينات المستحقة عليهم.

ولفت إلى مخاطبة مجلس الوزراء الأسبق، والعديد من الوزراء، الذين تولوا حقائب وزارات الصناعة والتجارة والاستثمار والقوى العاملة ومجلسي الشعب والشورى السابقين، لإعادة العمل بالمصنع وصرف مستحقات العاملين، لكن دون جدوى.

ويضيف أمين اللجنة النقابية السابق للعمال، أنه منذ توقف المصنع تماما عن العمل 2008، تتم مخاطبة المسؤولين بالوزارات، الذين يأتون لأخذ أقوال العمال، ويذهبون، ليبقى المصنع "خرابة" ومسكنًا للبوم والطيور المهاجرة، كما أن محافظي سوهاج منذ 2008 وحتى الآن، لم يحرك أحدهم ساكنا لبحث موقف المصنع وإعادة الحياة مرة أخرى له.

ويُعتبر مصنع بصل سوهاج، أكبر مصنع لتجفيف البصل في إفريقيا والشرق الأوسط، حسب تصريحات رئيس اللجنة النقابية السابق للعمال, حيث كان يتردد عليه بصفة مستمرة، 69 عميلا أجنبيا، كما يضم 4 خطوط إنتاج، للتصدير إلى جميع دول العالم، دون وجود منافس لجودته، فضلا عن إنتاجه لـ"زيت البصل"، الذي كان يتم تصديره خصيصًا إلى أوروبا.

وجاءت بداية مأساة المصنع، بخصخصة شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية، التي يتبعها المصنع، وبيعها في شكل أسهم لمجموعة من المستثمرين، بعدما كان ينتج زيت قشرة البصل الذي كان يُصدر لبلجيكا وفرنسا وإنجلترا بالعملة الصعبة، وحوالي 420 طن بصل مجفف شهريًا، على مدار 10 أشهر، مع تجهيز المصنع خلال الشهرين الباقيين، لاستقبال المحصول الجديد من المزارعين والموردين.

وأشار المحاسب عباس محمود، مدير الإدارة المالية السابق بالمصنع في تصريحات لـ"مصراوي"، إلى تسريح 3580 عاملاً وعاملة، وإنهاء عقودهم، حتى أصبح عدد العمالة حاليا 30 فقط، لا يتقاضون مرتبات، ويعيشون على بيع بعض الخردة الموجودة في المصنع، وتجاهل التأمين الصحي لهم، حيث يعانون من أمراض الكبد والفشل الكلوي وغيرها.

ولفت إلى الاستغناء عن موردي البصل الخام في جميع محافظات الصعيد، والبالغ عددهم 786 موردا، بعد توقف المصنع، وتراجع زراعة البصل بسوهاج بعد أن تجاوزت 14 ألف فدان سنويًا، وقلته على مستوى الجمهورية بشكل عام، ما يؤدي لارتفاع أسعاره في بعض أوقات العام.

وحول السبب الأبرز لتوقف المصنع، قال عباس: "ما حدث من إهدار طاقة المصنع وغلقه وتشريد العمالة، يصب في مصلحة المستثمر، حيث يرغب في بيع الأرض التي يوجد عليها المصنع، واستغلال موقعها المتميز قرب مجرى نهر النيل، وتقدر قيمة أرض المصنع بمليارات الجنيهات".

ودلل على ذلك بمحاولة المستثمر بيع قطعة أرض في صورة عقارات للجمعية التعاونية للبناء والتعمير، مقابل 150 مليون جنيه، منذ حوالي 10 سنوات، إلا أن العمال تصدوا له ومنعوه، وتكرار محاولة المستثمر أثناء أحداث ثورة 25 يناير، ببيع فدانين من مساحة الأرض، إلا أن المحافظ الأسبق اللواء وضاح الحمزاوي، منعه من بيع أرض المصنع.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان