إعلان

حصن سكندري قاوم الغزاة يصبح وكرًا لتعاطي المخدرات.. و"الآثار": ليس كل قديم مسجلاً (صور)

12:51 م السبت 08 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد أحمد:

منذ أكثر من 500 عام، كان الجانب الغربي من سواحل الإسكندرية، أحد العقبات لصد هجمات الغزاة عبر البحر الأبيض المتوسط، بدءًا من عصر المماليك وصولاً لعهد الدولة العثمانية، ليظل ما تبقى من الحصن المنيع بمنطقة الدخيلة، صامدًا أمام حروب الطبيعة ومخاطر تعرض أجزائه المتروكة للسرقة.

على مقربة من شاطئ الدخيلة غربي الإسكندرية، يقع برج الدخيلة الأثري المعروف باسم الحوض الجاف، والذي كان يستخدم كحصن لصد الهجمات في العصر المملوكي، وتفصله أمتار قليلة من مبنى آخر متهالك يرجع لفترة حكم محمد علي باشا، لا يكاد المارة يدركون تاريخه سوى من وجود بعض الدانات ومدفعين أثريين تُركا على رمال الشاطئ دون حراسة لتشوهها كتابات عابثة حفرها بعض الأشخاص دون رقيب.

"تضررت أجزاء كبيرة من الطابية بسبب عوامل التعرية والترسيب وملوحة البحر، وتعرضت أجزاء أخرى للسرقة على مدار سنوات دون تحديد قيمتها لا تقدر بثمن".. هكذا أكدت الباحثة الأثرية أمل نبيل، قائلة إن الغريب في الأمر أن الطابية غير مسجلة في الآثار، بينما نال البرج المجاور لها حظًا أكثر في التسجيل كأثر إلا أن ذلك لم يحول دون تعرضه أيضًا للإهمال.

وأضافت الباحثة الأثرية في تصريح لـ مصراوي، أن إهمال المنطقة تسبّب في تحويل الطابية إلى سبيل لبعض الباحثين عن أوكار لتعاطي المخدرات، بحسب شهادات بعض أهالي المنطقة، مشيرة إلى أن المدفعَين المتروكَين على الشاطئ منذ عهد محمد علي باشا لم يجدا من يمنحهم الاهتمام الكافي.

وعن تاريخ منطقة طابية الحوض الجاف، يقول الخبير الأثري محمد وفيق: "إن المنطقة شُيدت في عهد المماليك لحماية المنطقة الغربية لسواحل الإسكندرية وبُني أسفلها عدة صهاريج لمد الجنود بالمياه، حتى أعاد محمد علي باشا تطويرها من خلال إقامة مرسى لتقديم الخدمات للسفن، وبمرور الوقت عُززت بمدفعين حربيين لرفع درجة الحماية.

وطالب "توفيق" بتوفير الحماية اللازمة لما تبقى من آثار المنطقة، مشددًا على أهمية ترميم الأجزاء التي تقاوم الانهيار، مع تخصيص أفراد أمن بحراسة المنطقة منعًا لتعرضها للتلف أو السرقة.

من جانبه قال محمد متولي مدير الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية، في تصريح لـ مصراوي: "نتابع مع إدارة حي العجمي الذي تقع المنطقة في نطاقه الجغرافي إجراءات توفير الحماية اللازمة للموقع."

وتابع متولي: "أصدرنا قرارًا بنقل المدفعين لمنطقة كوم الناضورة، وكُلف مدير المنطقة المختصة بنقلهما، وجرى عمل مقايسة لتكليف رافعة عملاقة لديها القدرة على نقل المدافع، لا سيما وأن المدفعين من طراز (أرمسترونج) ويزن الواحد منهما 12 طنًا، وجار التعاقد مع أحد الشركات لتنفيذ القرار".

وأشار إلى أن المنطقة مقسمة إلى جزأين، أحدهما برج الحوض الجاف، وهو مسجّل كمبنى أثري ويتابع دوريًا مع إدارة حي العجمي للحفاظ على معالم الموقع، مبينًا أن مبنى الطابية غير مسجل بالآثار، رغم تجاوز تاريخ بنائه المائتي عام، معلقًا على ذلك بأن "ليس كل شيء قديم يتم تسجيله، وأن إدراجها كموقع أثري يحتاج إلى تشكيل لجنة لاتخاذ قرار بهذا الشأن، علما بأن المحافظة بها 7 آلاف مبنى تراثي وغير مسجل بها في الآثار سوى 60 مبنى فقط".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان