بالصور.. ركود مستمر في أسواق الفسيخ حتى ليلة شم النسيم بالإسكندرية

الإسكندرية – محمد أحمد:

استمرت حالة الركود النسبي في محال بيع الفسيخ والرنجة بالإسكندرية، حتى الساعات الأخيرة لاستقبال موسم شم النسيم، متأثرة بموجة ارتفاع أسعار الأسماك بشكل جنوني، ما تسبب في تراجع نسبة البيع بأسواق الأسماك المملحة.

وأجرى "مصراوي" جولة في أحد أشهر أسواق بيع الفسيخ في منطقة العطارين بالإسكندرية؛ لرصد نسبة البيع في الساعات الأخيرة المعروفة بساعات الذروة والتي ترتفع خلالها نسبة المبيعات في نفس التوقيت من كل عام، وأظهرت الجولة تراجعًا نسبيًا، إذ قلت الطوابير المألوفة للمواطنين على المحال الشهيرة بالمنطقة.

وقال محمد ياسين القصاص، صاحب محل فسخاني، بشارع عبد المنعم في الإسكندرية، إن الإقبال هذا العام تراجع بنسبة 50%، نظرًا لارتفاع أسعار الأسماك الذي أثر بالسلب على بيع الفسيخ والأسماك المملحة بأنواعها، ما اضطر التجار لتقليل الكميات المعروضة وتمليح نصف الكمية المعتادة.

وأضاف: "الظروف المعيشية وأسعار السمك المرتفعة أثرت على السوق، المفروض النهاردة يكون عندنا أعلى إقبال زي كل سنة ولكنه تراجع بشكل كبير، اللى كان بيشترى كمية معينة أصبح يشترى نصفها، البضاعة بقت غالية، وفيه ناس قررت تشتري بعد الموسم أملا في انخفاض الأسعار، إلا أن أملنا في ربنا موجود خصوصًا أن المصريين لسه بيحافظوا على العادة دي ولو بشراء أقل كمية ممكنة".

فيما قال محمد محيسن، المدير المسؤول لأحد محال الفسيخ الشهيرة بمنطقة العطارين، إن أسعار الرنجة والفسيخ ارتفعت بشكل كبير حيث زادت الرنجة هذا العام حيث تراوحت بين 40 جنيهًا و50 جنيهًا.

وأضاف أن سعر كيلو الفسيخ تراوح بين 100 إلى 140 جنيها، بينما سجل سعر كيلو الملوحة 120 جنيهًا بفارق كبير عن العام الماضى، فيما تراوحت أسعار الرنجة بين 60 إلى 80 جنيهًا.

وعلى مقربة من محال الفسيخ، وقف "محمد" بائع خضروات لعرض كميات كبيرة من البصل الأخضر والليمون، والتي يزداد الإقبال على شرائها خلال موسم شم النسيم، مشيرًا إلى أن أسعار خضروات الموسم لم تتأثر بارتفاع الأسعار، لاسيما وأنه لا يحب استغلال المواسم، مشيرًا إلى أنه خصص كميات صغيرة من الليمون لعرضها بواقع 6 جنيها للربع كيلو، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البصل الأخضر والتي تباع بطريقة "الحزمة" بلغت الواحدة منها جنيهين.

وأوضح محمد أن ارتفاع أسعار بعض خضروات شم النسيم غير مرتبط بارتفاع أسعار الأسماك وإنما يرجع لفترة موسم الزراعة واختلاف النبتات التي يتم طرح ثمارها في الأسواق، مشيرًا إلى أن حركة البيع عنده لم تتراجع مثلما حدث في محال الأسماك المملحة.

واستكمالًا للجولة رصد "مصراوي" آراء عدد من المواطنين، إذ قالت الحاجة، فريدة، ربة منزل، أنها قررت عدم شراء الفسيخ والرنجة هذا الموسم كما اعتادت في السنوات السابقة، نظرًا لارتفاع الأسعار غير المبرر من وجهة نظرها، قائلة:" بلاها فسيخ هشوف حاجة تانية ممكن تفيد البيت واشتريها، رغم إن كل حاجة بقت غالية في الظروف والعيشة اللى احنا فيها".

فيما أوضحت سامية، ربة منزل، أن ارتفاع الأسعار لم يمنعها من شراء الكمية المعتادة لأسرتها في كل عام، مبررة ذلك بيسر حالتها المعيشية، وتابعت: "دا ميمنعشي إني مضايقة إن فيه ناس مش قادرة تشتري حاجة بسيطة زي دي، خصوصًا إنها بتجمع المصريين في عادة واحدة من آلاف السنين."

يشار إلى أن أسواق الأسماك في الإسكندرية تشهد ركودًا منذ 3 أسابيع بعد اشتعال أسعارها ليتراوح سعر البلطى بين 35 إلى 40 جنيهًا، والبورى من 45 إلى 70 جنيهًا، والجمبري من 140 إلى 300 جنيه، والبربون والسبيط من 110 إلى 120 جنيهًا، والقاروص بـ 100 جنيه.

ووفقًا لتجار الأسماك تراجع الإقبال على الشراء بنسبة تقارب الـ 60%، بعدما عجز المواطنون عن الشراء بالأسعار الجديدة، فيما أجبرت حملات المقاطعة من جانب المواطنين بائعو الأسماك على إغلاق أبواب محلاتهم، والبالغ عددها نحو 20 محلًا، لمدة تزيد على 3 أيام.