القصة الكاملة لعصابات خطف الأطفال بقنا.. رُعب واحتجاجات وقطع طرق.. والأمن: شائعات
قنا – أبو المعارف الحفناوي:
رُعب وقلق وخوف، احتجاجات وقطع طرق، تفريق متجمهرين، تكثيف أمني لحل لغز اختفاء وتغيب أطفال، زاد من حدّته أقوال تفيد بوجود عصابات لخطف الأطفال، ودشّن مستخدمو موقع التواصل الاجتماع فيسبوك، "هاشتاج" الإعدام لخاطفي الأطفال، الأمر الذي نفته مصادر أمنية بقنا مؤكدين أن هذه مجرد شائعات ليس لها أي أساس من الصحة..
تغيُّب الأطفال
شهدت المحافظة خلال 6 أشهر، وفقًا لمحاضر شرطية، تغيّب قرابة 18 طفلاً، عاد منهم 10 من خلال نشر صورهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتعليقها في الأماكن العامة والرئيسية، وعودة 5 جثث هامدة، و 3 لم يعُدن حتى الآن، من بينهم طالبتان يبلغ عمر كل منهما 17 عامًا، وطفل في المرحلة الابتدائية، تغيّب بفرشوط ولم يعد منذ 4 أشهر، ولم ترد أية معلومات عنه أيضًا.
تجمهر وقطع طرق
كما شهدت المدينة 3 حالات للتجمهر وقطع طرق، الأولى عندما تجمهر العشرات من منطقة الشيخ مُحين بقنا، أمام مدرسة الصنايع، احتجاجًا على اختفاء مارينا نشأت، 17 عامًا، منذ الثامن من مارس الجاري، وعادوا للتجمهر أمس وقطعوا الطريق، بمنطقة الشؤون، ورفعوا لافتات: "يا محافظ قنا عايزين بنتنا"، و"فينكم يا نواب الأزمة ولا دخلتم والأقباط ملهمش لازمة"، و "فين الأمن والأمان والخطف بقى إدمان"، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 11 شخصًا منهم، وأحالتهم للنيابة العامة لتتولى التحقيقات.
وقال نشأت لبيب، والد الطالبة المُختفية: "إن ابنته خرجت لـ "درس خصوصي" في الرابعة والنصف عصر يوم الثامن من مارس الجاري، ولم تعد حتى الآن، موضحًا أنه حصل على وعود من الأجهزة الأمنية بعودة ابنته، ولم يحدث، الأمر الذي دفع الأهل والأقارب إلى التجمهر، للضغط على الأجهزة الأمنية للتحرك وكشف ملابسات الواقعة".
كما قطع المئات من منطقة "الحميدات"، أول أمس السبت، الطريق الرئيسي الذي يربط بين غرب ومدينة قنا، احتجاجًا على اختفاء يوسف حمدي، 9 سنوات، منذ عصر يوم الجمعة الماضي، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إقناع المحتجين بفتح الطريق، وإعطاء فرصة للأمن 48 ساعة لكشف غموض الواقعة.
ولم تنتهِ مهلة الأمن، حتى عُثر على جثة الطفل، غريقًا في نهر النيل، وكشفت التحريات عدم وجود شبهة جنائية في الواقعة، وأن سبب الوفاة الغرق لعدم إجادة الطفل السباحة، وصرّحت النيابة بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية.
عصابة الخمس سيدات
وأثارت "عصابة الخمس سيدات"، اليوم الاثنين، حالةً من الذعر لدى المواطنين، بقنا، وذلك بعد تداول صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالقبض على 5 سيدات، كوّنّ عصابة لخطف الأطفال، وقام الأهالي بالتجمهر بالقرب من كمين دندرة بمدخل مدينة قنا، في محاولة للتعدي على السيدات، بعد أن تمكنت القوة الأمنية من حمايتهن داخل الكمين، عقب ضرب المتجمهرين لهن.
وكشفت مصادر أمنية بالمحافظة، أن السيدات الخمس، تخصّصن في سرقات المحال وحقائب السيدات عن طريق المُغافلة، وأثناء استقلالهن سيارة ميكروباص، اشتبه فيهن السائق، واتصل بذويه، الذين تجمعوا بالقرب من كمين دندرة، وفور رؤية السيدات لهم، حاولن الهرب، إلا أن الأهالي طاردوهن حتى تمكنّ من ضبطهن، وتمكنت بعده الأجهزة الأمنية من تفريق المتجمهرين باستخدام القنابل المُسيلة للدموع، والتحفظ على السيدات.
وأثناء محاولته مساعدة الأمن في فض تجمهر الأهالي، أصيب عبد التواب فخري، عمدة قرية الترامسة بحالة من الهبوط، تُوفي على إثرها فور وصوله المُستشفى.
جثث هامدة
وعثرت الأجهزة الأمنية بقنا، على 5 جثث للأطفال بعد التبليغ عن تغيبهم، منهم جثتا "شروق وشهد" بنجع حمادي، اللتان عُثر عليهما مذبوحتين داخل جوّالين، الأولى في 10 يناير الماضي والثانية في 12 يناير الماضي، وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة "زوجة أب" الطفلة الثانية، بسبب خلافات عائلية، وراحت الطفلة الأولى التي كانت برفقة الأولى وقت وقوع الحادث، ضحية، بعد أن ذبحتها المتهمة خشية افتضاح أمرها وجرى إلقاء القبض عليها وإحالتها للنيابة العامة.
أما الجثة الثالثة، فعُثر عليها، في العاشر من فبراير الماضي، أعلى سطح منزل بمركز الوقف، بعد تغيبها بقرابة 10 أيام، وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة فتاة بغرض سرقة "حلق" المجني عليها واستدراجها لمجند، الذي وجهت له النيابة تهمة الخطف وهتك عرض المجني عليها والتخلص منها خشية افتضاح أمره.
كما عثرت الأجهزة الأمنية، في 11 مارس الجاري، على جثة طفل يبلغ من العمر عامين، ملقاة في ترعة بمنطقة الزوايدة بنقادة، بعد تغيبه بيوم وقيام أهله بقطع طريق قنا – الأقصر، وكشفت الأجهزة الأمنية غموض الحادث، بعد أن أوضحت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة عجوز وابنتها، قامتا باختطاف الطفل وكتمتا أنفاسه انتقامًا من والدته بسبب الجيرة.
والجثة الخامسة التي عُثر عليها هي جثة "طفل الحميدات"، التي تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثته، صباح اليوم الاثنين، بعد غرقه في نهر النيل، عقب اختفائه بـ 3 أيام، وقطع أهله الطريق احتجاجًا على تغيبه عن منزله.
3 متغيبين
وتحاول الأجهزة الأمنية بقنا، كشف غموض تغيب 3 عن منازلهم، وهم: مارينا نشأت لبيب، 17 عامًا، طالبة بالثانوية العامة، التي تغيّبت منذ 19 يومًا، ورانيا الراعي، 17 عامًا، طالبة بالصف الثاني بمدرسة التمريض ومقيمة بالوقف، وتغيّبت منذ الاثنين الماضي، وأحمد محمود، طالب بالصف الثالث الابتدائي، الذي تغيب منذ قرابة 4 أشهر بمركز فرشوط.
الأمن ينفي
من جانبه، نفى مصدر أمني بقنا، في تصريحات لـ "مصراوي"، ما تردّد عن وجود عصابات لخطف الأطفال بالمحافظة، مؤكدًا أن جميع الحالات كانت لـ 4 أطفال فقط، وكانت بسبب خلافات عائلية، ولا يوجد ما يسمى بعصابات خطف الأطفال وسرقة الأعضاء كما يردد البعض، خاصة مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تُكثّف جهودها لكشف غموض المتغيبين الثلاثة، مستبعدًا أن يكون حدث لهم اختطاف حتى الآن.
وتابع المصدر: "الأطفال الذين عادوا إلى منازلهم، كان سبب تغيبهم هو خلافات عائلية، وكان آخرهم طفل نجع حمادي، الذي زار القاهرة ثم عاد مرة أخرى إلى قنا"، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في عملية تغيُّب الأطفال في الفترة الأخيرة بالمحافظة.
فيديو قد يعجبك: