بالفيديو والصور- "عسل نجع حمادي".. عصّارات غير مرخصة وصناعة تتراجع

قنا - أبو المعارف الحفناوي:

تشتهر مدينة نجع حمادي شمالي قنا بصناعة العسل الأسود، الذي تنتشر "عصّاراته" بين ربوع قرى المحافظة، فهي صناعة كاملة قائمة بذاتها في تلك المحافظة، توفر فرص العمل للمئات، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من المشكلات. 

ومن أهم مشكلات صناعة العسل الأسود بقنا ما يتعلق بالقانون، إذ هي حرفة تدار دون أي تراخيص، وفق ما يؤكد عبد الراضي عربي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي.

وفي هذا الشأن، تقول المهندسة أماني صلاح، مدير إدارة البيئة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، إن عصّارات العسل الأسود منشآت غير قانونية، موقوفة تراخيصها منذ سنوات عديدة لأضرارها البيئية، مشيرةً إلى تحرير عديد من المخالفات لأصحابها.

ويشير المهندس عادل أنور، مدير مكتب السلامة والصحة المهنية بنجع حمادي، إلى المتابعة الدورية من المفتشين على هذه الصناعة، موضحًا أن هناك نسبة 75 % من العصّارات تعمل دون ترخيص، وتُحرر محاضر لأصحابها.

ويضيف الدكتور بدوي المعاون، مدير الإدارة الصحية بنجع حمادي، أن الإدارة تشن حملات متكررة على العصّارات للتأكد من سلامة المُنتج بعد أخذ عينات منه، فضلًا عن إصدار شهادات صحية للعمال داخل هذه العصارات للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية.

وتبدأ رحلة العمل في موسم العسل الأسود مع بدء حصاد القصب، وما يلفت النظر في هذه الصناعة أن القائمين عليها جعلوها المنتج الأعلى تصديرًا إلى المحافظات الأخرى، وذلك إلى حد وصل معه اسم "عسل نجع حمادي" إلى ماركة مسجلة في هذه الصناعة. 

لكن هذه الصناعة تواجه أيضًا حاليًا أزمة تجارية إلى جانب مشكلتها القانونية، وفق ما يوضح عبد الحكيم عابدين، صاحب عصّارة وتاجر، الذي قال لمصراوي إن تجارة العسل الأسود تعرضت في الآونة الأخيرة إلى صعوبات كثيرة منها ارتفاع أسعار القصب، وأجرة الأيدي العاملة، وكذلك عبوات العسل، سواء المصنوعة من الفخار أو من البلاستيك، إلى جانب ارتفاع سعر السولار والزيوت، ما يكبد أصحاب العصّارات خسائر مادية كبيرة.

وإلى ذلك، يضيف حسن أحمد، تاجر، أن الاوضاع تغيرت في الآونة الأخيرة، لا سيما عند أهل القرى الذين كانوا يشترون كميات كبيرة من العسل الأسود، وهو ما تغير الآن بسبب ارتفاع الأسعار، ما أدى بدوره إلى ركود في حركة البيع والشراء، بالإضافة إلى مخاوف التجار من توزيع بضاعتهم بالتقسيط، خشية ألا يتمكنوا من جمع ثمنها في المستقبل.