لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - كرامات الأولياء بقنا.. ميّت يطلب نقله من قبره والشيخ العريان عاش في حفرة 60 سنة

08:57 م الأربعاء 22 مارس 2017

قنا – أبو المعارف الحفناوي:

يعيشون في زهد، طيلة حياتهم، يُعرفون بالأولياء أو المشايخ، يأتي إليهم المواطنون من كل مكان لنيل البركات، أو ربما يتخذونهم ملجأ للهداية أو للشفاء من الأمراض خاصة العقم عند السيدات أو "مس الجان"، وفي وفاتهم يودعونهم بالزغاريد والسير هرولًا بالنعش، يجوبون بهم القرى والطرقات حاملين الرايات وسعف النخيل، وصولًا إلى المقابر وانهاء عملية الدفن.

وبعدها تُقام لهم المقامات، "هنا الشيخ بيّن"، كما تُقام الليالي والموالد لأيام، تشهد المدح والإنشاد الديني وقراءة القرآن الكريم وبيع الحلوى، والألعاب الترفيهية، وسط ترحيب من أهالي المنطقة وتقديم "واجب الضيافة" لكل الحضور.

"على أعتابهم تقف الأجساد مسلوبة للروح التي هامت في أفلاكهم، وإلى رحابهم تهفوا القلوب وتقبل"، عبارات وأبيات وقصائد شعرية، لايزال صداها يتردد هنا وهناك، يشدوا بها المريدين ممن تصوفت أرواحهم وقلوبهم، منذ أمد بعيد.

مقامات وأضرحة، لا تخلو منها محافظة أو مدينة أو قرية، كان لأصحابها تاريخ حافل في حياتهم، وكرامات خالدة، بعد أن ارتقوا إلى رحاب ربهم، لاسيما في قنا، الذي يأخذ فيه التصوف والصوفية منحى آخر، يتسع فيه مقام الاعتقاد والتبجيل، لحد قد يرقي إلى التقديس والقداسة عند بعض المريدين باختلاف مذاهبهم.

وشهدت محافظة قنا، خلال أشهر ماضية، العديد من المواقف، ما بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة، فمنهم من يؤيد أن هذه مجرد بدع، وآخرون ما زالوا "يتمسَحون" في الأولياء، ويذهبون للمقامات بقصد التقرب إلى الله.

وشهدت محافظة قنا، العدديد من المواقف خلال الأشهر الماضية، الخاصة بالأولياء، فمنهم من مات وطلب نقله من قبره ليُدفن في منزله، وآخر عاش 60 سنة عاريًا داخل حفرة يأكل السمك النيء، وثالث هرول بنعشه وابيضّ وجهه في الغُسل.

وبحسب روايات الأهالي، فهُنا يرقد الشيخ جاد الكريم الحمدان، أو ما يًسمى بالشيخ العريان، عاش في حفرة عاريًا في 60 سنة، بعد أن حفرها بيده، في مكان يقع بين محافظتي قنا والأقصر، لا يملك إلا بطانية يواري بها عورته، وكان يخرج من حُفرته فقط للذهاب إلى ترعة يصطاد منها السمك ويأكله نيئًا، وشُيع جثمانه بالزغاريد، والتكبير والتهليل، واتخذ مريديه بعد ذلك حفرته، مزارًا للتبرك والدعاء إلى الله عز وجل.

الواقعة الثانية، هي واقعة الشيخ محمد عبد الوهاب، الذي استُخرج من قبره بعد دفنه، بقرابة 40 يومًا من وفاته، بناء على موافقة النيابة العامة بنقله من قبره ليُدفن في منزله، بعد أن قدّم أحد أفراد أسرته طلبًا للنيابة بذلك، عقب رؤيته للمتوفى، في منامه يطلب منه نقله من قبره.

وقام شباب القرية بتصوير لقطات خروج المتوفي من القبر، وحمله على الأكتاف والسيارات، والطواف به داخل القرية وسط تكبير وتهليل واطلاق الزغاريد وأيضًا اطلاق الأعيرة نارية، واصفين اياه بأنه ولي من أولياء الله الصالحين وله كرامات عديدة.

"محدش يغلط فيهم عشان ميتحرقش أو ربنا يعاقبه "، و " لو متعملش المولد بتاع الشيخ البلد كلها هيجيلها الفقر"، هذه الكلمات ما زالت في أذهان مريدي ومحبي هؤلاء الذين طلّقوا الدنيا بكل ما فيها واتجهوا إلى الإخلاص لله.

وردًا على ذلك يقول الشيخ محمد الطراوي، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إن الولي علاقته بينه وبين ربه، يتعبّد خشية منه ويعمل على طاعته، ومن المحتمل حدوث مواقف تشهد على ورعه ، ولكن ما يحدث في تشييع جثمان هؤلاء بعد وفاتهم، غير شرعي فالجنازة يُستحب فيها الصمت للعظة والعمل ليوم الآخرة.

ويوضح الشيخ أبو الفضل عبد السميع، مدير عام إدارة اوقاف نجع حمادي، أن كرامات الأولياء أمر ثابت شرعاً، وعرفها العلماء بأنها" أمر خارق للعادة يجريه الله على وليّ، تأييدا له، أو اعانة، أو نصرا للدين"، لافتًا إلى أن هناك اجماع بين أهل السنة والجماعة على ثبوتها شرعا، كما في قوله تعالى" ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون".

ويضيف عبد السميع، أن أولياء الله الصالحين، معروفين لدى العامة والخاصة، لاسيما في صعيد مصر، ويتم الاحتفاء بهم، من الجميع، في حدود ما أوصى به الدين الاسلامي الحنيف، وتشرف وزارة الاوقاف علي عدد كبير منها.

ويشير مدير عام إدارة أوقاف نجع حمادي إلى أن هناك مشاهد حقيقية للرؤيا قد يراها عبد صالح، أو قريب من أقرباء المتوفي، تدل على كرامة بعينها، وهو ما يمكن أن يحدث في حياة الولي، أو حتى بعد وفاته، لافتًا أن ان شيوع الأمر بين العامة والخاصة، هو ما فتح المجال أمام ادعاء البعض أنه شاهد رؤيا توصيه ببناء مقام، أو ضريح لشخص ما، والتي كثيرًا ما ترتبط بوجود " شجرة من نبات ما" عند قبره، أو في مكان كان يكثر جلوسه فيه، دون تدقيق او تحقيق للأمر، بغية الحصول علي مكاسب دنيوية فانية.

ويوضح الدكتور محمود عبد الوهاب مدني، مدير عام الشؤون الاثرية بمنطقة آثار نجع حمادي، أن العصر الفاطمي كان بداية لبناء مشاهد الرؤيا أو القباب، في مصر، بخلاف العصر الاموي والعباسي، الذي كان يندر فيه هذا الأمر، مشيرًا إلى أن وجود المشايخ والقباب بكثرة في بلد ما عادة ما يرتبط بأقدميتها، كالبلاد التي كان بها بعض الصحابة والصالحين، فهي ترتبط بالمدن القديمة بشكل كبير.

ويلفت إلى أن الفقر والجهل هو الذي جعل ارتباط المصريين أكثر بها في العهود السابقة، فضلا عن كونها توفر الظروف المعيشية للمريدين والمجاذيب، والتجار، مثل ما يحدث في زيارات الوافدين للأضرحة والموالد المختلفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان