إعلان

بالصور- "تريزة" تتحدى الإعاقة والأمية: "امنحوا أرواحكم الحرية"

04:01 م الخميس 28 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسيوط – أسامة صديق:

في منزل بسيط بقرية علوان بمركز أسيوط، عاشت "تريزا"، في حياة تشبه الدائرة المفرغة، التي لا خلاص منها، ولا أمل لها في الخروج، انتظارًا لمعجزة ما قد تساعد على ولادتها من جديد.

"تريزا" تعاني إعاقة حركية، جعلتها حبيسة المنزل، وقضت على مستقبلها في التعليم، لكنها كسرت الدائرة، عندما التحقت بفصل محو الأمية، لتحقق النجاح في مراحل التعليم المختلفة، حتى وصلت لمرحلة الجامعة، بالإضافة إلى امتلاك مشروع خاص بها، لتصبح أيقونة للتحدي، عقب تكريمها، وحصولها على جائزة "المتحررات من الأمية" ضمن 8 سيدات وفتيات من كافة ربوع مصر.

قالت "تريزة" لـ"مصراوي": "منعتني ظروفي من التعليم، بعد أن رفضتني المدارس، بسبب إعاقتي، حتى سمعت عن افتتاح فصول لمحو الأمية بجمعية كاريتاس، والتحقت بأحدها، دفعني إصراري للتقدم في مراحل التعليم، والتحقت بالصف السادس الابتدائي بنظام المنازل، وبعدها نجحت في الإعدادية، ثم تقدمت للالتحاق لدبلوم الثانوية التجاري، بعدها استطعت التحويل للالتحاق بالثانوية العامة، وبرغم مروري بظروف عائلية قاسية، استطعت الفوز بجائزة ضمن المتحررات من الأمية لعام 2016، وأنا الآن في الصف الأول بكلية الحقوق بجامعة أسيوط".

وأوضحت تريزة، أن جائزة "المتحررات من الأمية" الأولى من نوعها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وهي جائزة سنوية متخصصة تمنح للسيدات المتحررات من الأمية، وتهدف إلى تطوير وتحسين مستوى المعيشة لهن ولأسرهن من خلال تمكينهن من إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.

وأشارت تريزة، إلى أنها تيقنت أن الجائزة تعد رسالة ربانية لتشجيعها على استكمال ما بدأت، وقالت: "كنت مبسوطة إن اللي بعمله مش على الفاضي".

وحول الجائزة قالت: "الجائزة كانت عن مشروع، وأول ما بدر في ذهني هو احتياجات منطقتي، وقررت شراء ماكينة خياطة، الماكينة أصبحت رفيقتي معظم ساعات اليوم التي كنت أحاول استغلالها، كما أن دخلي المادي ارتفع بعدما ذاع صيتي بين أهل القرية، ساعدني ذلك في توفير مصروفاتي الجامعية، وأملي هو أن أتوسع في مشروعي الصغير".

واختتمت حديثها قائلة: "أخاطب كل الناس، رغم أي ظروف أو صعوبات تمرون بها، وأحيانًا تكون الظروف أقوى من الإعاقة، فالنجاح بعد الفشل والكفاح، له مذاق آخر، ومهما كان نوع الإعاقة أو ما تمرون به امنحوا أرواحكم الحرية، تعلموا وأحصلوا على حقوقكم، فبعد النجاح لن تتذكروا التعب، فقوة الإرادة تعلو فوق أي إخفاق، واخرجوا اليأس من حياتكم فالإنسان بلا أمل فهو في عداد الموتى".

وبحسب العميد مصطفى عبدالله، مدير هيئة تعليم الكبار بأسيوط، فإن محافظة أسيوط يصل فيها عدد الأميين إلى مليون و118 ألف و219 مواطنًا، وهو ما يعادل 25% من سكان المحافظة، البالغ عددهم 4 ملايين و600 ألف نسمة، كما بلغت نسبة الأمية في السيدات 65 %، والرجال 35 %.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان