إعلان

إزالة أشجار نادرة وتركيب سيراميك "فرز تالت".. ميدان "المسلة" ببورسعيد بين التطوير والتدمير

01:45 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

لازال مشهد كسر تمثال الشهيد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، أثناء نقله بطريقة بدائية مهينة بمحافظة بورسعيد، عالقًا في الأذهان، لم تمحوه تصريحات ووعود المحافظ اللواء عادل الغضبان، حتى أطل علينا بأزمة جديدة وصفتها شريحة عريضة بمحافظة بورسعيد بـ"الإهانة" للميدان الذي خطب منه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

حالة غضب

وتسود المدينة الباسلة حالة من الغضب بسبب ما تشهده حديقة المسلة، من تمدير وإهانة التاريخ تحت شعار التطوير الذي دعا إليه المحافظ اللواء عادل الغضبان، ضمن مبادرة "حدائق بلا أسوار"، بالرغم من أن الحديقة لها مكانة خاصة في قلوب البورسعيدية كونها استقبلت الزعيم جمال عبدالناصرمرتين لإلقاء خطبته لأهل بورسعيد، في ذكرى انتصار المقاومة الشعبية على دول العدوان الثلاثي عام 1956، كذلك انطلقت منها شرارة ثورة 30 يونيو.

وعد لم ينفذ

وكان محافظ بورسعيد قد أعلن عن مخطط لتطوير حديقة المسلة تمهيدا لافتتاحها باحتفالات العيد القومي، بجانب إزاحة الستار عن تمثال الفريق أول عبدالمنعم رياض بعد الواقعة الشهيرة لتحطيم التمثال القديم أثناء إزالته بطريقة بدائية، وتم وضع الفعاليتان في برنامج الاحتفالات يوم 22 ديسمبر وهو ما لم يحدث وتم تأجيل افتتاح الحديقة التي تحولت إلى أنقاض بعد إزالة نخيلها وأشجارها التي يرجع عمرها لعشرات السنوات كذلك إزالة السيراميك الأسود القيم الذي كان يغطي أرضيتها ووضع أنواع محلية وصفها المواطنون بالرديئة.
تشويه

قال الفنان التشكيلي عاطف زرمبة، إن هناك ممارسات خاطئة في أعمال تطوير ميدان الشهداء وتعرض ميدان وحديقة النصب التذكاري لشهداء بورسعيد 56 للتشويه والتعدي على فلسفة تصميم النصب التذكاري المسلة التاريخية وحديقتها وإحلال رخام محلي مكان الرخام الجلاكسي الأسود في الأرضيات ودرجات السلالم وصب العديد من القواعد الخاصة بوضع تماثيل في أماكن غير مناسبة ومتفرقة بالحديقة.

وضع مأساوي

اتفق معه مصطفى الزيني، مدرس مساعد بكلية هندسة جامعة بورسعيد، حيث أكد أن الوضع فى المسلة أكثر من سيئ، والوضع مأساوي، وكان من المفترض أن يلقى مكان تاريخي في قلب المدينة اهتمام أكبر، كذلك التصميم القديم أفضل بكثير، ولا يشترط لكي أطور مكان أن أهدمه وأبنيه من جديد، مشيرًا إلى أن التصميم القديم كان به مسارات ومناسيب سليمة، وأماكن جلوس أكثر، ورخام عند المدخل أمام المحافظة، ومسطحات خضراء أفضل بجانب "بركة" مياه.

وأكد المدرس المساعد بكلية الهندسة، أن التصميم الجديد ليس به سوى "نجيلة" فقط، والشجر أقل جدا، والكراسي قليلة، والمسارات ضيقة وغير موزعة بالقدر الكافي داخل المسطحات الخضراء بجانب ارتفاعها الزائد عن الحد، كذلك النسب والخطوط سيئة وغير منتظمة، والدهان الخاص بالمسار غير سليم و"مطرطش" من الجوانب، أما بالنسبة للإضاءة فهي زائدة جدا، مرجعًا الوضع الحالي لإسناد الأمر لغير أهله مشبها ما حدث بإسناد عملية قلب مفتوح إلى طبيب عظام.


إضاءة مخالفة

وعن الأرصفة المضيئة بمحيط الحديقة باللونين الأزرق والأصفر، قال عمرو بركات، خبير مروري، وضابط مرور سابق، إنه لا يعرف ما هي دلالة الرصيف الأصفر والأزرق المضيء فى ميدان المسلة؟ وما هى وظيفته المرورية؟، فالقاعدة المرورية تنص على أن الرصيف الأصفر والأسود ممنوع الوقوف والرصيف الأزرق والأبيض يعني محطة لصعود ونزول الراكبين، أما الرصيف الأبيض والأسود يسمح بالوقوف فقط، والرصيف الأبيض والأصفر ممنوع الوقوف قطعيا، مؤكدًا أن الإضاءة أسفل أنوار المركبات يسبب منطقة عمياء لدى قائدي المركبات لا يتحقق لهم فيها الرؤية الكاملة، وأيضا ليست كل الألوان تصلح للطرق العامة فهي تتأثر بحالة الجو ودرجة الضباب، وعليه فإن ما يتم وتم بالفعل في ميدان المسلة يعد عدم دراية بكود الطرق المصري والعالمي أو كود الإضاءة في الطرق العامة.

إهدار مال عام
في سياق متصل، تقدم محاميان بمحافظة بورسعيد، ببلاغ إلى المحامي العام لنيابات بورسعيد، ضد كل من المحافظ اللواء عادل الغضبان، وفؤاد نعيم صلاح، مستثمر، ومحمد الدسوقى، والمستشار الثقافي للمحافظ، تتضمن اتهامات بالتربح وإهدار المال العام، وحملهم البلاغ مسؤولية ما أسموه التدمير والتشويه بميدان الشهداء، متضمنا وقائع مخالفة القانون رقم 144 لسنة 2006 الخاص بحظر الهدم أو الإضافة للأماكن الأثرية المرتبطة بحقب تاريخية وأعياد قومية.

رجال الأعمال

بينما أكد محمد الدسوقي، المستشار الثقافي لمحافظ بورسعيد، أن عملية تطوير النصب أوكلها المحافظ لأحد المستثمرين وهو المسئول الوحيد عن محاسبته، بينما الفنانيين الذين نفذوا التماثيل التي سيتم وضعها في الحديقة لم يتربحوا منها وإنما أهدوها لشعب بورسعيد بسعر تكلفة الخامات فقط وجميعها لم تتعد تكلفتها 800 ألف جنيه وتحمل التكلفة رجال أعمال بورسعيد.

المحافظ يرد

ومن جانبه، قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، إن أعمال تطوير حديقة المسلة وساحة الشهداء، تهدف لجعلها مزار سياحي تاريخي، يتناسب مع مكانتها في تاريخ المدينة الباسلة ففيها استقبل الزعيم جمال عبدالناصر، ومنها انطلقت شرارة ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن أعمال تطوير الحدائق تصب في المقام الأول لصالح المواطن من خلال توفير متنزهات تليق بالمواطن البورسعيدي، وذلك ضمن خطة المحافظة لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين بالتوازي مع خطط التنمية الاقتصادية والصناعية واللوجيستية والسياحية التي تشهدها المحافظة كقاطرة للتنمية لمصر.

وأكد محافظ بورسعيد، أن أعمال تطوير الحديقة مازالت مستمرة ولم تنتهي حتى يتم إصدار أحكام مسبقة عنها، مشددًا على أن عملية التطوير لم تكلف المحافظة مليمًا واحدًا ولكن تحمل رجال الأعمال كافة التكاليف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان