لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انطلقت منه المقاومة وقصف الإنجليز مئذنته.. مسجد "زغلول" برشيد 12 عامًا "أسير الترميم"

05:20 م الأحد 24 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة – أحمد نصرة:

 

يحظى مسجد زغلول، بمكانة خاصة لدى أهالي مدينة رشيد، بمحافظة البحيرة، فهو الجامع الأقدم والأكبر بالمدينة، ظل لقرون طويلة يحمل لواء العلم والتنوير، كما ارتبط بالعديد من الأحداث التاريخية المهمة، فمنه انطلقت إشارة البدء لمقاومة حملة فريزر الإنجليزية، ورغم كل هذه المقومات التاريخية، عانى المسجد سنوات طويلة من الإهمال ومازال موقفه غامض من عمليات الإحلال والتجديد التي بدأت قبل 12 عامًا، وتعطلت لسنوات دون إبداء أسباب، إذ أُعلن أكثر من موعد للانتهاء منها، وافتتاحه، وفي كل مرة يُؤجل كل شيء.

أعمال الترميم

أوضح أحمد السمري، المحامي، وأحد القاطنين بجوار المسجد، أن الحكومة المصرية بدأت أعمال ترميمه منذ 12 عامًا، بتكلفة تصل 35 مليون جنيه، وتم الانتهاء من 80% من الجزء الغربي منه، وبدأ العمل في الجزء الشرقي، وفي عام 2015 وخلال زيارة الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار آنذاك لرشيد أكّد الانتهاء من كافة الأعمال، وافتتاحه في سبتمبر 2015، ولم يحدث ذلك، ثم جاء الدكتور خالد العناني، وزير الآثار في عام 2016، واتفق على فتح الجزء الذي انتهت به أعمال الترميم أمام المصلين، مع سرعة استئناف الأعمال في الجزء المتبقي منه، ومع ذلك لم يٌفتتح حتى الآن، ولا جديد".

من جانبه قال محمد تهامي، مدير عام آثار رشيد: "إنه تم قطع خطوات كبيرة والانتهاء من 90% من أعمال إحلال وتجديد الجزء الغربي من المسجد، وتتبقى بعض التشطيبات البسيطة ومن المنتظر افتتاحه خلال شهورقليلة"، فهل تصدق الحكومة هذه المرة؟

تاريخ عريق

أوضح المؤرخ خميس سلمونة لـ"مصراوي" تاريخ أهم مساجد رشيد، الذي بني عام 985هـ - 1577م، ويتكون من جامعين أحدهما قديم من المرجح أن يكون من العصر المملوكي، ويُعرف باسم الديواني نسبة لمنشئه مسؤول الديوان في المدينة حينذاك، ويقع في الجهة الشرقية الآن، والجزء الثاني، وهو الحديث يقع في الجهة الغربية أسسه زغلول، أحد مماليك السيد هارون، أحد الأمراء الذين عاشوا في القرن السابع عشر، وبهذا الجزء يوجد ضريح زغلول".

ويُعرّف علي باشا مبارك، هذا المسجد فيقول: "الجامع الكبير – يقصد جامع زغلول- له شبه بالجامع الأزهر في الاتساع وكثرة العمد وأرضيته مفروشة بأنواع من الخشب".

وأضاف "سلمونة": "نتج عن كثرة الإضافات والتجديدات التي حدثت في المسجد أن أصبح غير منتظم الوضع، إذ يحتوي على أربع قبلات مجوفة كل منها تسجل عهدًا من العهود التي مرت به، وهو كبير الحجم إذ تبلغ مساحته 90 مترًا طولًا في 48 مترًا عرضًا".

طراز مميز

من جهته قال الأثري محمود الحشاش في وصف المسجد: "يحتوي على حقل من الأعمدة مكوّن من 244 عمودًا وتحمل هذه الأعمدة سقفًا على شكل قباب صغيرة ضحلة، كالتي نجدها في جامع محمد علي باشا، بالقلعة، وهي عثمانية الطراز".

والأعمدة متعددة الأشكال، والمقاس، بعضها من حجر الصوّان، والبعض من الرخام، والبعض الآخر منحوت من الحجر الجيري، كما توجد بالمسجد أكتاف، ودعائم مبنية من الطوب، وقد استخدم صحن الجزء القديم "الديواني" كحديقة بها الكثير من النخيل وللمسجد مئذنتان الشمالية بحالة جيّدة، والشرقية زالت أدوارها العليا، ولم يبق منها إلا القاعدة، والدور الأوّل والمبنى بوجه عام من الطوب المبخور.

مكانة المسجد

تحدث الشيخ حسن موافي، وكيل أوقاف رشيد، عن مكانة المسجد قائلًا إنه كان بمثابة نموذج مصغر للجامع الأزهر، ومنارة للعلم والمعرفة، متميزًا بأعمدته الكثيرة، وكان يجلس على كل عمود عالم، ومن حوله تلاميذه يدرسون على يده، ويتلقون منه العلم في فروع الدين المختلفة كالفقه والحديث وغيرها.

ويأتي في صدارة ما يُحكى عن مكانة مسجد زغلول، حكاية دوره في مقاومة أهل رشيد الشعبية لحملة فريزر، وهنا قال المؤرخ سلمونة "إنه عندما جاءت حملة فريزر عام 1807، كانت خطة علي بك السالونيكي، حاكم رشيد،‏ ‏أن أصدر أمرًا لأهلها بالاختباء داخل منازلهم حتى إذا يعطي لهم إشارة بدء المعركة‏، ودخل الإنجليز المدينة الهادئة، ولم يجدوا أمامهم عدوًا، لكن سرعان ما انطلقت إشارة المقاومة المُتفق عليها من فوق مئذنة مسجد زغلول بصيحة‏ "الله أكبر‏"‏ لتبدأ مقاومة الحامية والأهالي من داخل المنازل، فانتقم الإنجليز بقصف المئذنة لتتهدم أجزاء منها، وتظل شاهدًا على الأحداث التاريخية العظيمة".

شيخ المسجد :

فيما قال المؤرخ ماهر شاور: "من أشهر الشيوخ الذين اعتلوا منبر مسجد زغلول، الشيخ حسن كريت، وكان نقيب الأشراف بمدينة رشيد، وإماما للمالكية بمصر، وله العديد من المؤلفات الدينية، والواضح من الاسم أنه جاء من جزيرة كريت، واقتسم الشيخ كريت مقاومة حملة فريزر مع قائد حامية رشيد آنذاك علي بك السالونيكي فقاد الأخير الجنود النظاميين، بينما تولّى كريت قيادة المتطوعين من أهل رشيد، ومن انضم إليهم من البلدان المجاورة، والقاهرة استجابًة لنداء الشيخ عُمر مكرم، الزعيم الوطني، ونقيب الأشراف في مصر.

وأضاف شاور: "إن الشيخ حسن كريت، كان أحد الرموز الشعبية، وعندما شعر محمد علي باشا، بقوة نفوذ الشيخ كريت أمر جنوده بأن يعسكروا خارج مدينة رشيد وألا يدخلوها إلا بالملابس المدنية بتصريح من الشيخ حسن كريت".

فيديو قد يعجبك: