إعلان

"حميدة اسماعيل"..قصة فتاة عرضت عينها علي فدائي بورسعيد فتزوجها

05:00 ص الجمعة 22 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

بطولات وتضحيات رجال المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثي علي محافظة بورسعيد عام 1956 سجلها التاريخ في ذاكرة تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز وتقدير، ولكل بطولة وتضحية أحداث ومواقف مختلفة ولعل أشهر تلك المواقف هو قصة زواج البطل الفدائي محمد مهران، الذي اقتلعت قوات الاحتلال عيناه بعدما رفضه الإدلاء بمعلومات لهم أثناء الحرب.

يروي البطل الفدائي قصة زواجه بالحاجة "حميدة اسماعيل"، التي توفت منذ قرابة 6 أعوام قائلًا :"تزوجنا فى 14 نوفمبر عام 1957، وتوفيت في 11 يناير عام 2011، وقضيت معها 53 عامًا لم أشعر خلالها أنني كنت فاقدًا لبصري، إلا يوم وفاتها، ذلك اليوم الذي انكسر فيه قلبي وشعرت لأول مرة منذ زواجي بها أنني أعمي".

وعن قصتهما يكمل حديثه :"(حميدة) كانت تعمل فى مهنة التمريض، وعند قيام العدوان الثلاثى كانت تؤدى دورها الانسانى بنجاح وبصمت مع غيرها من الممرضات، وفى أحد الأيام سمعت (حميدة) أول حديث اذاعى لي علي إذاعة القاهرة مع كلًا من :فهمى عمر وسعد لبيب، وكنت وقتها أقيم بالمستشفى العسكرى العام بكوبرى القبة بالقاهرة، وفور سماعها قصتي حررت خطابًا للرئيس جمال عبد الناصر تعرض فيه وبإلحاح قبول تبرعها بأحد عينيها لي، كما حررت خطابات مماثلة للدكتور نور الدين طراف، وزير الصحة في تلك الوقت، وخطابات لعدد من قيادات الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ورئيس الهلال الأحمر، ووقتها لم يكن يربطها بي أي شيء سوي أنها مواطنة بورسعيدية عاشقة لتراب وطنها، كما كتبت خطاب مماثل لي أيضًا".

وأكمل حديثه :"لم تكتفي (حميدة) بالخطابات بل توجهت إلي المستشفى العسكرى العام بالقاهرة لمقابلتي ومحاولة اقناعي بقبول تبرعها بعينها لي، وألحت في ذلك كثيرًا إلا أنني شكرتها علي تلك المبادرة، وتكررت زيارتها لي عدة مرات، وكنت وقتها أتخذ من اللواء طبيب عبد الوهاب شكرى والدًا روحيًا لي وصيدقًا حميمًا، فطالبني عند حديثنا حول قصة التبرع أن أتزوج منها لأنها ستكون خيرعون لي وستعوضني عن عيني، وبالفعل تزوجتها في نوفمبر من عام 195، و كانت لي بالفعل بصري و بصيرتي، وعيني التي أري بها كل شيء، وكانت ترافقني أثناء فترة التهجير برأس البر إلي العديد من مواقع الجنود ببورسعيد أثناءحرب اكتوبر 1973 لتفقد الجنود وأحوالهم، ورفع معنوياتهم، ودفعهم للأمام، وكانت أمنيتي أن يكون لي عين حتي أراها".

واختتم حديثه قائلًا :"لدي ابنتين أحدهن طبيبة والأخري مهندسة، والاثنين عرضا علي العيش معهما بعد وفاة والدتهما لكنني رفضت وبشدة لأنني مازلت أشعر عن روح زوجتي مازالت تسكن في المنزل".

 

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان