بطل واقعة إنقاذ سيدة من الغرق في مياه القناة ببورسعيد يروي القصة كاملة
بورسعيد - طارق الرفاعي:
لم يتردد في الإلقاء بنفسه في مياه قناة السويس، لإنقاذ حياة إنسانة، دون أن يُفكر من تكون أو ماذا يمكن أن يكون مصيره، إنها شهامة المصريين، المعتادة في المواقف العصيبة.
إنه أحمد فخري، الطالب بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، الذي ألقى بنفسه، أول أمس الاثنين، في مياه قناة السويس، بعد أن سقطت سيارة في المجرى الملاحي للقناة بجوار مرسى معديات بورسعيد، وكان بالسيارة رجل مسن وزوجته،عندما اختل توازن عجلة القيادة، في يده وسقط السيارة في المياه، ما أدى إلى وفاته، فيما نجح الشاب في إنقاذ حياة الزوجة.
"أثناء ذهابي إلى ميدان المعديات متوجهًا إلى منزلي بمدينة بورفؤاد، سمعت صوت صراخ فأسرعت في اتجاه مرسى المعديات، لأجد سيارة سقطت في المياه، وعلى الفور ودون تردد خلعت "البلوفر" وقفزت في المياه، هكذا بدأ روايته للواقعة لـ"مصراوي"، مضيفًا "توجهت ناحية الباب المجاور للسيدة، لكنني لم أستطع فتحه في المياه فكسرت الزجاج بيدي، ما تسبب في إصابتي إصابة شديدة، وشعرت بعدها بقلة الأكسجين فقررت الصعود للسطح لاستنشاق بعض الهواء والعودة إلى السيدة مرة أخرى".
واستطرد "فخري": "أمسكت بقدمي بيدها من زجاج السيارة فسقط سروالي، وأكملت صعودي للسطح، فاستنشقت الهواء وعدت إلى أسفل مرة أخرى، فأخرجتها من النافذة".
وأوضح الشاب البورسعيدي دور الأهالي فيما بعد، والذين تلقفوه والسيدة، ليسعفوهما، فوضعوه في سيارة إسعاف، نظرًا لكمية الدماء التي نزفها، وإصابته الخطيرة، وتوجه إلى مستشفى بورسعيد العام، وهناك أخبره الأطباء أنه مصاب بقطع في أحد الأوتار باليد اليسري، وتلقى 20 غرزة، مؤكدًا أن هناك عدد آخر من المواطنين قاموا بإخراج السيدة من المياه إلى المرسى بعدما أخرجها من السيارة، وأنه إذا حدث حدثٌ مشابه لن يتردد في النزول للمياه مرة أخرى حتى لو كلفه الأمر حياته.
وكان مستشفى بورسعيد العام استقبل، أول أمس الإثنين، "عبد الحي مختار أحمد مختار"، 68 عامًا، مهندس بالمعاش، جثة هامدة، وزوجته "لبني عبد الحميد أبو النصر"، 56 عام، مصابة، عقب سقوط سيارتهما رقم "منطقة حرة 60767"، بالمجري الملاحي نتيجة اختلال عجلة القيادة من سائقها فسقطت بالمجري عبر إحدى المراسي الخالية من المعديات.
وتمكن مواطنون بمساعدة لانشات الهيئة من إنقاذ السيدة، وفشلت محاولات إنقاذ الرجل، وتمكنت لانشات هيئة قناة السويس من انتشال جثته، بينما انتشلت الرافعة "إنقاذ"، إحد الرافعات العائمة التابعة لقسم الإنقاذ البحري بهيئة قناة السويس السيارة من المجرى الملاحي للقناة بجوار مرسى معديات بورسعيد.
فيديو قد يعجبك: