إعلان

بالصور - "باسم بركات".. حكاية شاب تحدى الموت: "هوايتي القفز من فوق الكباري"

02:57 م الخميس 09 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط – محمد إبراهيم:

بين عشية وضحاها، أضحى "باسم بركات" أحد أشهر الشخصيات في محافظة دمياط، بعد أن شاهد الأهالي الشاب العشريني خلال الأشهر الأخيرة، وهو يمارس هوايته المثيرة في القفز من أعلى الكباري، الذي أضاف في حديثه لـ"مصراوي" أنه يحب المغامرات ويرفض الخوف، "اللي خفت منه وأنا صغير بحب أواجهه وأنا كبير".

وانتشرت لـ"باسم بركات" عدة فيديوهات، تظهره أثناء قفزه من أعلى الكوبري العلوي بالمدينة، في مسافة لا تقل عن 20 مترًا، يصطحب في كل مرة أحد أصدقائه أو يفعلها وحيدًا، على أنغام المهرجانات الشعبية، وسط صيحات المارة ودعواتهم له بالنجاة من الغرق، وسط سخرية من الآخرين واتهامهم له بحب الشهرة والجنون.

قال الشاب العشريني إنه كان يعمل في معدية رأس البر الموجودة أسفل الكوبري العلوي، منذ أن كان عمره 10 أعوام "أجمع الأجرة من الركاب وطالما وقعت في مياه النيل لكن القدر كان ينقذني"، وتابع: "كنت بسبب الزحمة أو الهزار أقع في المية وأغرق وأعوم وحلاوة الروح تطلعني، كنت بخاف من المية وأفضل أشوف الناس اللي بتعوم وأتمنى أقلدهم لكن بدأ عدد من أقاربي وأصحابي يشجعوني على إني أتعلم".

يتذكر بركات، البالغ من العمر 23 عامًا، اليوم الذي كان فاصلًا في علاقته بالسباحة ويسرد تفاصيله مبتسمًا: "وقعت في نص البحر وكنت بجمع الأجرة، فضلت أعوم ودراعاتي وقفت ومبقتش قادر أتحرك وخدت نفسي ولقيتني بقف في المية بسهولة وفرحت جدًا وبدأت أنزل كل يوم أعوم واتعلمت درس مهم وهو إني لازم أكون جرئ".

حكاياته مع القفز من أعلى الكباري جاءت صدفة – كما روى "باسم"، وفي خلال عام واحد كان له ثلاث تجارب مختلفة، وأوضح: "في المرة الأولى من حوالي سنة كنت مع أصحابي في المعدية وكنا بنتكلم عن إزاي واحد ينط من فوق الكوبري ولقيت راجل بيقول محدش يقدر يعملها فسألته تدفع كام قالي 200 جنيه، قمت قايل لواحد صاحبي يلا بينا وفعلا طلعنا ونطينا ونزلنا خدنا من الراجل الفلوس، قسمناها بينا ويومها محستش بأي رهبة لأني بتحكم في جسمي بشكل كويس خلال النطة وبعد ما أنزل المية، صاحبي كمان بيعرف يعوم وكان مبسوط من المغامرة دي".

التحق باسم بركات بأحد المعاهد المتخصصة في دراسة الحاسب الآلي لكنه لم يكمل تعليمه في المعهد، تزوج في سن مبكرة، رزقه الله طفلًا أسماه "آدم" يعتبره كل حياته، ومنزله يقع بالقرب من الكوبري العلوي الذي يشهد مغامراته.

أكمل حديثه: "في المرة التانية لقيت المعدية زحمة وناس عرفاني كتير طلبت من الريس يربط اللنش وقلت له هطلع أنط، قالي إنت مجنون، قلت له لأ هطلع، والناس فضلت تزعق لما شافتني طلعت وفيه ناس كانت مبسوطة وشباب بيصفر ونطيت فعلًا، بقابل ناس في الشارع تقولي بلاش تعملها تاني، وفعلًا فيه واحد بطنه اتفتحت لما نط من على الكوبري، وواحد تاني حاول يقلدني من كام شهر ونط من على الكوبري المعدني ولولا فرق الإنقاذ لحقته كان مات".

قبل أيام، كانت المرة الثالثة التي يقدم الشاب فيها على المغامرة التي أحبها، اصطحب صديقه محمود البالغ من العمر 21 عامًا لأن الأخير طلب أن يشاركه التجربة ورغم التحذيرات من وجود كتل حديدية وأخشاب متراكمة أسفل الكوبري، لكن الإصرار جعل باسم يوافق على طلب صديقه، يحكي: "أول لما طلعنا فوق الكوبري قلت له يلا ابدأ إنت، قرأ قرآن ونطق الشهادتين وكان مرعوب لأنه معملهاش قبل كده وكان بيبص في المية وده غلط، أنا ببص على الطريق والعربيات ماشية وضهري للنيل، كنت عايز أطمن عليه لكن لقيته نط بشكل غلط، وفضل أسبوع تعبان في البيت بعدها بسبب دراعاته ورجليه، وأسرته حذرته إنه يكررها تاني أو يمشي معايا، وبتحايل عليه نعملها تاني لكنه بيرفض دايمًا، ومفيش حد من الشرطة أو المسؤولين كلمني".

يروي باسم بركات تفاصيل القفزة المخيفة التي أدمنها – على حد تعبيره – "ببقى مستعد ومتحكم في جسمي، بنزل في نص الكوبري وعلى حسب النطة لو ربنا بيحبك هيكرمك وفيه ناس عملتها وماتت، المسافة من الكوبري للمية حوالي 20 مترًا والعمق حوالي 10 أمتار، 9 سنين اشتغلتهم في المية ما بين المعدية وشغل تاني، تحت فيه أكوام من الطين والسراب والخشب، بس ربنا بينجي".

يأمل بركات أن يعمل في هذا المجال، مضيفًا أن الهدف من مغامراته حبه للجرأة والإقدام على ما كان يخافه أثناء طفولته، واختتم حديثه: "كنت متعقد من حاجة اسمها مية لكن دلوقتي بعملها علشان أكسر الخوف، وهعملها كل يوم لو فيه فلوس، لو حد جه دلوقتي يتحداني على مبلغ محترم هطلع أنطها، لكن ببلاش لأ خليني أكون صريح".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان