إعلان

بالصور- 95 عامًا على أهم كشف أثري بالقرن العشرين .. هنا دُفن الملك الصغير

02:05 م السبت 04 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر – محمد محروس:

قبل 95 عامًا، و بالتحديد في عام 1922، كان عالم الآثار البريطاني "هوارد كارتر" في موعد مع التاريخ، حيث قادته الصدفة لأهم كشف أثري في القرن العشرين، والذي لا يزال حديث العالم حتى الآن، فاكتشاف كنز أثري بحجم مقبرة الفرعون الصغير أو الملك الذهبي، كما يلقب بـ "توت عنخ آمون" بكامل محتوياتها الثمينة، حدث جلل يستحق كل هذا الضجيج والاهتمام.

ويحتفل الأثريون وعلماء الآثار يوم 4 نوفمبر من كل عام - والذي يتوافق مع العيد القومي لمحافظة الأقصر- بذكرى اكتشاف المقبرة بوادي الملوك بمنطقة القرنة الأثرية غرب الأقصر، على اعتبار أن كنز الملك توت عنخ آمون، هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه، ولا نظير له، إذ يتكون من أكثر من 5 آلاف قطعة، تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب، والتي جرى نقلها للمتحف المصري بالقاهرة، باستثناء المومياء والتابوت الخشبي المذهب الخارجي والتابوت الحجري.

محمود فرح الباحث الأثري يقول: إن هوارد كارتر قبل اكتشافه لمقبرة الفرعون الصغير كان محبطًا للغاية فمرت فترة كبيرة على انتدابه للتنقيب عن الآثار بوادي الملوك دون أن يعثر على شيء مميز، ولم يكن يتخيل أنه سيعثر خلال بحثه في آخر عام لانتدابه على مقبرة بهذا الحجم ستخلد اسمه في تاريخ الاكتشافات الأثرية، ففي صبيحة يوم الرابع من نوفمبر عام 1922 أثناء حفره عند مدخل النفق المؤدي إلى مقبرة رمسيس السادس في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو ودرج لسلم ربما تكون بداية لوجود قبر لأحد الملوك.

يضيف فرح: "درج السلم كان مؤشرًا لكارتر على وجود كنز ثمين، فاستمر في التنقيب إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم تابوت توت عنخ آمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي التابوت رسوم رائعة تحكي قصة رحيله إلى عالم الأموات، و كان كارتر ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة، ويقال إن مساعده سأله: هل ترى شيئا؟ فأجابه كارتر "نعم إني أرى أشياء رائعة".

يتابع فرح: "وفي 16 فبراير 1923 وطأت قدم كارتر أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ آمون، حيث وجد صندوقًا خشبيًا ذا نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة، وعندما رفع الصندوق اكتشف أن الصندوق يغطي صندوقًا ثانيًا مزخرفًا بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أن الصندوق الثاني كان يغطي صندوقًا ثالثًا مطعمًا بالذهب، وعند رفع الصندوق الثالث عثر التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ آمون، وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون، وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب".

و يقول أثريون إن "كارتر" لاقى صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطي مومياء توت عنخ آمون عن المومياء، ففكر أن تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف الأقصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء، ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفًا بطبقات من الحرير، وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصي، وكانت كلها من الذهب الخالص، ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها، وبعد إزالة الحلي أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.

وترجع كنوز مقبرة توت عنخ آمون إلى الأسرة الثامنة عشرة، وهي أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة، حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.

وتوضح مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون كيف كان القبر الملكي يُجهَز ويُعَد، فهناك أمتعة الحياة اليومية، كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية وتماثيل للأرباب، تتعلق بدفن الملك وما يؤدي له من شعائر وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة، وآخر من النحاس، وكل هذه المحتويات الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.

ويعدّ توت عنخ آمون أكثر ملوك مصر القديمة إثارة للجدل على مر التاريخ، إلى جانب تعرضه ومقتنياته للكثير من الحوادث الغريبة التي تتناقلها باستمرار جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتحمل مقبرته رقم 62 بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، ولايزال التابوت الجرانيتي والمومياء داخل تلك المقبرة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان