قعيد "الروضة".. على الأكتاف دخل المسجد وعلى الأعناق غادره شهيدًا
الإسماعيلية - إنجي هيبة:
على أكتاف أبناء قريته، وكما اعتاد مقاومة إعاقته برحلات المستمرة إلى هناك، انطلق ماجد سليم سالم يوم الجمعة الماضي إلى مسجد "الروضة" ببئر العبد، وغادره سريعًا محمولاً على الأكتاف أيضًا، لكنه يومها خرج وكان قد أسلم الروح بالداخل إلى ربها، وارتقى و304 آخرين شهداءً في هجوم إرهابي، أسقط أيضًا 128 مصابًا.
"ماجد" شاب عشريني سيناوي قعيد، ظل يبحث طيلة سنوات عمره الثماني والعشرين عن فرصة للعلاج أو العمل دون جدوى، يعرفه أهالي قريته بحسن خلق وبساطته وما اشتهر به من حرص على ارتياد المسجد.
نال "ماجد" الشهادة ساجدًا يصلي في "الروضة" الذي استهدفه الإرهابيون قبل إقامة صلاة الجمعة، ولم تشفع إعاقته لدى قاتليه. وفي الأمر منطقية إذا ما نظرنا إلى جثامين أطفال وعجائز لم يرحمهم المتطرفون.
"صلاح محمود"، وهو أحد أهالي القرية، قال: "ماجد كان مصابًا بإعاقة كلية في أطرافه، يعيش مع والديه، الذين نزحوا من قرية الظهير بالشيخ زويد، كما فعل أغلب أهالي القرية هربًا من أيادي الإرهاب، لكنه وغيره من الشهداء لم يعلموا أن أقدراهم تلاحقهم إلى هنا".
وكانت النيابة العامة أصدرت بيانًا عن الحادث، جاء فيه أن الهجوم نُفذ بداية خطبة صلاة الجمعة، وأن عدد العناصر المهاجمة كان ما بين 25 إلى 30 إرهابيًا، حضروا في 5 سيارات دفع رباعي، وكانوا يرتدون الملابس العسكرية، ويرفعون علم تنظيم "داعش"، فيما كان بعضهم ملثمًا.
كما كشف بيان النائب العام أن المسلحين حاصروا جميع مداخل ومخارج المسجد، ووقفوا على الأبواب وبالنوافذ البالغ عددها 12 نافذة، حيث فتحوا النار من أسلحتهم، ثم أحرقوا 7 سيارات للمصلين.
فيديو قد يعجبك: