13 سنة كفاح.. بالفول والطعمية "حياة" عالجت والديها وزوجت أشقائها

كفر الشيخ - إسلام عمار:

في قرية الكفر الشرقي التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ، يلفت انتباه كل متردد على القرية، خيمة تقف أسفلها شابة، تعد المأكولات الشعبية "الفول والطعمية"، من عوامل الجو المختلفة، ومن تلك الخيام تدور قصة كفاح لتلك السيدة الشابة.

"رفضت الزواج وفضلت العمل بعد مرض والدي، وشغالة في الفول والطعمية بقالي 13 عامًا. الرزق يحب الخفية".. قالت "حياة أحمد الفخراني" 39 عامًا، تقيم في قرية الكفر الشرقي التابعة لمركز الحامول لـ"مصراوي"، عن قصتها التي وصفتها بـ"حكاية كفاح".

وقالت حياة لـ"مصراوي": "منذ نشأتي أرفض الجلوس في المنزل، وعقب حصولي على مؤهل متوسط، دبلوم ثانوي تجاري، قررت احتراف العمل والاعتماد على النفس، وشاءت الظروف أن أشقائي الأربعة تزوجوا جميعهم، ومرض والدي رحمه الله، ورفضت الزواج، لكني اخترت وقررت الوقوف بجوار والدي، لإعانته ورعايته".

وتابعت قائلة: "احترفت عملي الحالي وأنا في سن 26 عامًا، لأن والدي علمنا جميعًا أنا وأخوتي، والاعتماد على النفس، فأسست كشكًا صغيرًا لإعداد وبيع فول وطعمية، والحمد لله ربنا أكرمني، وعلى الرغم من وفاة والدي، مرضت والدي بفيروس الكبد، وتكاليف علاجها مرتفعة للغاية، واستمريت في عملي، من أجلها".

وأضافت لـ"مصراوي"،:"استيقظ من الساعة الثالثة فجرًا يوميًا، لتجهيز أدوات عملي والطعام، حتى الساعة الخامسة صباحًا، وانتقل إلى خيمتي الحالية، وأبدأ في البيع، والرزق حسب التساهيل، ممكن أقف أبيع حتى الساعة 12 أو 1 ظهرًا، وهذا في الأيام العادية".

وأشارت إلى أنها في أيام إقامة السوق، يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع، يتعدى يوم عملها الـ 10 ساعات، واصفة هذا الأمر بالقول المأثور "القرش الحلال مابيحبش الراحة"، فهي تستيقظ في الساعة الثالثة فجرًا وتستمر في عملها في هذين اليومين، إلى الساعة العاشرة مساء، وأحيانًا تصل إلى الساعة 11، أما يوم الجمعة فتعمل من بعد صلاة الظهر، حتى نفاذ إنتاجها، بناء على رغبة الناس، بعدما كانت تتخذ هذا اليوم راحة لها.

وأضافت حياة لـ"مصراوي"، أنها تقيم تلك الخيمة من أجل الوقاية من عوامل الجو، بمساعدة أحد أهالي القرية، الذي يشجعها مثل والدها، الذي مد لها يد العون، مطالبة اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، بإصدار ترخيص كشك خاص بها.

من ناحية أخرى، قال عدد من الأهالي لـ"مصراوي"، إن "حياة" مثال يحتذى به بين أوساط القرية، وتحظى بحب الجميع بين أهالي القرية، وطوال عمرها تحب وتعشق الكفاح، وترفض الجلوس في المنزل، ورغم مطالبة الكثيرين لها بذلك، إلا أنها رفضت، وأصرت على موقفها وكانت إجابتها لأي من يطلب منها ذلك: "الرزق يحب الخفية" و "بأحب أكسب قرشي بعرق جبيني".