لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- الطفلان "أحمد وملك".. حكاية أصغر المتضررين في كارثة مصنع الإسكندرية

05:53 م الجمعة 27 أكتوبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:
كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحًا عندما استقيظت الجدة "فاطمة" من نومها فزعًا على صوت انفجار في مصنع البويات الملاصق لمنزلها بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية، سرعان ما تحول إلى حريق هائل أثار الذعر في نفوس المئات من أهالي المنطقة.

ثوان معدودة قضتها الجدة في استيعاب الصدمة قبل أن تهرع راكضة إلى غرفة حفيديها أحمد وملك، اللذين لم يبلغا الثلاثة أعوام، غير عابئة بالأدخنة الكثيفة التي أعمت الأعين وأغلقت الصدور جراء الحريق، لتحمل الصغيرين وكانا غارقين في النوم أملاً في إنقاذهما من موت محقق.

"كل شيء بقى رمادً"؛ قالتها الجدة بعد أن اتخذت من الرصيف المواجه لمنزلها مجلسًا لها، لتصف ما حل بمنزل العائلة من أضرار، إذ فقدوا كل ما يملكون في حريق المصنع الذي امتدت ألسنته إلى كامل طوابق العقار السكني الملاصق له دون أن تترك شيئًا على حاله.

أضافت الجدة أيضًا لمصراوي: "احنا هنا بيت عيلة وأبنائي ساكنين في نفس البيت كل واحد له شقة وكل حاجة راحت في الحريق، ابني متجوز جديد وكل حاجته في الشقة اتحرقت بالكامل حتى أوراق العربية اللي بيشتغل عليها اتحرقت. شقى عمره كله راح في غمضة عين".

وتابعت الجدة فاطمة: "بنتي أم أحفادي ما كانتش موجودة وقت الحادث وكان أطفالها معايا في رعايتي ساعة الحريق والحمد لله إنهم ما كانوش نايمين في شقتهم في الدور الرابع وقتها وناموا عندي في الدور الأول. ربنا كتب لهم عمر وأراد إنهم يعيشولي وأعيشلهم".

صمتت قليلاً، ثم استأنفت حديثها قائلة: "وقت الحادث خدتهم في حضني وجريت بيهم برة البيت وأنا بصرخ علشان الناس تنجدنا لحد ما خرجنا واطمنت عليهم، كل شيء يهون طالما ولادي وأحفادي في حضني، رغم إن اللى راح غالي أوي وكل ما نملك لكن مش هيكون أغلى منهم".

إلى جانب الجدة المحبة جلس الحفيدان أحمد وملك غير مستوعبين ما حدث إذ طغت عليهما طبيعتهما الطفولية في اللعب لبعض الوقت الذي يقضونه للمرة الأولى في الشارع رغمًا عنهم، اقتربنا منهما أثناء تشاركهما وجبة صغيرة من طعام الكشري الذي حصلا عليه بالأموال الأخيرة التي نجت من الحريق، لمعرفة ما يدور في ذهنهما بعد الحادث، حيث اكتفت ملك بالحديث عن عروستها اللعبة التي تركتها تحترق في المنزل، وكأنها تشعر بمسؤولية تجاه تلك الدمية، بينما أشار شقيقها أحمد بيده إلى شرفة منزله وتساءل في براءة: "مش هلعب هنا تاني؟!".

واندلع حريق هائل، صباح أمس، بمصنع بويات في منطقة العجمي، أسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم 2 من رجال الحماية المدنية، فيما أخليت مدرستين ومستشفى العجمي العام و3 عقارات مجاورة لموقع الحريق كإجراء احترازي.​

فيديو قد يعجبك: