لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الطفل حمزة".. 3 أعوام معاناة مع مرض حير الأطباء

04:24 م الأحد 22 أكتوبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

"حالة نادرة.. الحالة أكبر مننا.. ملوش علاج عندنا".. كلمات لا يزال صداها باقيا في أذان والدي الطفل حمزة، الذي قدر له أن يعيش بمرض غريب حير الأطباء، ورغم رحلة العلاج التي بدأت مع يومه الأول في الحياة إلا أن سلاما نفسيا يسود أسرته راضين بما قدره الله، والأمل في حدوث معجزة تغير حياته.

مرض نادر

قبل 7 سنوات، ارتبط كرم السيد، بـ"أم حبيبة" والدة حمزة، 

لينجبا حبيبة وحمزة وردينة، وولد الطفل الأوسط بالتصاق وزوائد دهنية في قدميه ويديه ووحمة دموية كبيرة في فخذه.

ما بعد الولادة

"أول ما اتولد رجله اليمين كانت عادية، الشمال كان فيها وحمة دموية، وصوابع الرجلين طويلة" تقول أم حبيبة والدة الطفل حمزة، مشيرة إلى أن طفلها قضى شهرين بالحضانة، وعندما خرج كان في صدره كيس دهني، والشامة الدموية زاد حجمها أيضا بمرور الوقت.

تحكي الأم عن طفلها وتقول إنها توجهت به ووالده كرم إلى مستشفى الدمرداش، بحثا عن تشخيص للمرض، وعلاج يخلصه من تلك الزوائد والشامة التي تكبر بمرور الوقت وتنزف دما.

"ابنكم حالته نادرة" تكررت هذه الجملة على مسامع الأبوين، قبل أن يصحبه الأطباء إلى غرفة الفحص ويجردونه من ملابسه لتصوير الزوائد والأورام بحسب ما تروي أم الطفل.

"بعد ما خلصوا فحص حدد الدكاترة ميعاد علشان جلسات الكي.. وروحنا على السويس"، تقول الأم: "جربوا الكي بالتبريد، والليزر، والحقن، لكن حالة حمزة لم تتحسن، وكنا صابرين أملا أن يحدث تغيير بتكرار الجلسات.

وتوضح الأم أنها ووالده كانا يصطحبان حمزة فور العودة للسويس، إلى مستشفى التأمين الصحي، فيتم حجزة يومين لتلقي العلاج من تأثير جلسات الكي، وبعد تحسن حالته يغادران.

"فضلنا على الوضع ده سنة، بعد كل جلسة كي بالتبريد وحقن نرجع بيه على التأمين لكن مفيش حاجه اتغيرت، فقررنا نوقف جلسات الكي" تشير الأم إلى ما انتهت إليه المحطة الأولى في البحث عن العلاج.

أبو الريش

بعد شهر قرر الأطباء بمستشفى التأمين، تحويل "حمزة" لمستشفى أبوالريش، هناك كان أول من استلمه الأطباء في عيادة الجلدية، كرروا ما قاله الأطباء السابقين "الحالة نادرة ومفيش علاج للشامة دي عندنا" بعد انتهاء المحطة الثانية، استمرت محاولات علاج الزوائد مدة شهر.

"قالوا مفيش علاج وحولوه لمستشفى المقطم" تشير الأم إلى أن الرحلة الثالثة بدأت من مستشفى المقطم التي تجوهوا إليها بتحويل من أبو الريش، كان حمزة أتم 14 شهرا، وتوضح أن الأطباء طلبوا منهم الحضور كل 3 شهور، لمعرفة مقدار النمو في عظام الطفل، إلا أنه مع كل زيارة لم يكن الطبيب المختص موجود، فقررت الأسرة تغيير العتبة والبحث عن العلاج في مكان آخر.

رجعت الأسرة للمستشفى الأقرب إليهم، لكن هذه المرة لم يحسن الأطباء استقبالهم وأخبروهم قبل أن يفحصوا الطفل "خلاص مفيش في إيدينا حاجة، حالته أكبر مننا ومشاكله الصحية كتير".

غيرت الأسرة وجهتها وذهبت شمالا، حيث مستشفى جامعة قناة السويس.. "أول مرة تصادفنا حالة زى دي.. المرض ده بيصيب واحد من كل 80 مليون" قالها طبيب العظام لأسرة حمزة ثم طلب إجراء تحاليل وأشعة على جسد الطفل.

"الأشعة كشفت إن حمزة عنده وتر واحد بس في إيده اليمين، والطبيعي 8 أوتار وهناك أيضا أصبعين متلاصقين متضخمين من الورم الذي يزداد بمرور الوقت، أما طبيب الأوعية الدموية فبعض فحص الشامة، قال للأسرة إنها ستزول بعد عامين، ولا تشكل خطورة.

عقدة التصوير

عادوا مرة أخرى لمستشفى الجامعة، وهناك أجرى الأطباء الفحص مجددا، وأخبروهم ان حالته تستدعي السفر للخارج وتركيب أطراف صناعية للطفل، ثم جردوا الطفل من ملابسة واستمروا في تصويره، كما كان يفعل الأطباء السابقين بدعوى فحص الحالة ودراستها، حتى ساءت الحالة النفسية للطفل وكره الأطباء والتصوير، وحتى الغرباء الذين يزورن الأسرة بالمنزل.

وأمام ذلك وعدم تحسن الحالة انقطعت الأسرة عن زيارة المستشفيات، ثم خرج للنور بصيص أمل، حينما شاهدت كرم والد الطفل طبيب أمراض جلدية يتحدث عن حالة مشابهه لحالة حمزة، فقرروا الذهاب إليه.

"الدكتور كشف عليه وشاف الوحمة.. وكتب على علاج" يقول والد الطفل، ويشير الى أن قيمة الكشف 200 جنيه، بينما كتب الطبيب مرهم للعلاج ثمنه لا يتجاوز 10 جنيهات وكان عديم النفع.

المحطة الأخيرة قبل 6 أشهر، بالمركز الطبي العالمي، وبعد أن فحصة فريق طبي متخصص خرج أكبرهم سنا وأخبر الأسرة أن المركز لا يمكنه تقديم علاج لحالة الطفل، وطلب منهم استرداد قيمة الكشف قبل مغادرة المركز.

"الدكاترة لما حمزة كان صغيرة قالوا من هيمشي بسبب حجم رجليه وعظمه الضعيف، لكن الحمد لله مشي على سنه ونص بس يا ريت الناس تسيبه في حاله" يتحدث الأب، وهو يحبس دمعة في عينيه ويشير إلى أن ابنه لا يسلم من تعيلقات الناس عن حجم جسمه، وقدميه ويده، واستكمل "أنا بقول الحمد لله وراضي بقضاء الله".

فيديو قد يعجبك: