لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سارة تعزف وغريب يغني".. مواهب تتحدى الإعاقة في السويس (صور)

01:42 م الخميس 19 أكتوبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

في خفة ملحوظة جلست الطفلة "سارة" على الكرسي الصغير، تحسست بأناملها أوتار الجيتار، ورغم أنها كفيفة، إلا أنها تعرف جيدًا كيف تعزف مقطوعة موسيقية تسلب اللب وتشعل الوجدان.

في مدرسة النور للمكفوفين بالسويس، مواهب لم يعقها ضعف البصر، أو فقدانه عن الإبداع، بل اتخذوا مما يراه المبصرين إعاقة، وحولوه إلى إرادة تعينهم على مصاعب الحياة، قناعتهم أن الله بعدله وحكمته إن حرمهم من نعمة البصر، فإنه عوضهم عن غيرها ورزقهم بصيرة لا ترى إلا الحقيقة.

"اتعلمت العزف من سنة، بحب الموسيقى، وأبلة حنان هي اللي اكتشفت حبي للعزف".. قالت سارة ذات الـ11 عامًا، مضيفة أنها عقب انتهاء اليوم الدراسي، تستخدم "المكتبة" التي تفضلها هي وزملائها عن طريقة "برايل"، في أداء الواجب المدرسي.

تحدثت سارة عن حلمها بأن تصبح مذيعة، لتساعد "الناس" على حد قولها، وتقدم ما يحثهم على فعل الخير، ومساعدة الغير.

دقائق قليلة وصعد "غريب ضياء"، يلقبونه بمغني المدرسة، وبدأ في الغناء ومن خلفة فرقة الكورال، بعدها غنى منفردًا إحدى الأغاني الدينية التي يحبها، فكان كمن عزل نفسه وحواسه وركزها في صوته فقط، سابح في صور من خياله لم يكتب له رؤيتها.

في العام الماضي حصل غريب على المركز الأول على مستوى الجمهورية، في مسابقة "أحسن صوت" التي أجرتها إدارة التربية الخاصة بالوزارة.

"وأنا في ثانية ابتدائي كنت بدندن في الفصل، فسمعتني أبلة حنان، وهي اللي اكتشفتني ونمت جوايا الموهبة وحبي للغناء، ومن ساعتها بغني وبحب الغناء".. قال غريب المقيد في الصف الثالث الإعدادي عن اكتشاف موهبته.

بخفة ظله المعهودة عليه في المدرسة، يتحدث غريب عن حلمه في أن يصبح مترجمًا، ليكون على دراية بما يحدث في العالم، واكتساب مهارات جديدة في اللغة، كما تمنى أن يكون مذيعًا.

"إنما لو جبت مجموع قليل في الثانوية، هدخل كلية آداب، علشان أطلع مدرس تاريخ" يتحدث غريب عن الحلم البديل، وقال: "التاريخ قصص وحواديت شيقة، وسهل شرحها للأطفال، وأنا هعرف أعمل ده".

قال غريب، إن هناك تطبيقًا إلكترونيًا يتواصل من خلاله مع أصدقاءه المكفوفين، عبر شبكة الإنترنت وفي صفحات "فيس بوك"، وهو برنامج ينقل بينهم المحادثات الصوتية بطريقة سهلة ومباشرة.

وفي السياق نفسه، قالت حنان محمد مدرسة الموسيقى، إنها تعتمد على الغناء الجماعي للأطفال وهم في المرحلة الابتدائية، وتدقق في صوت كل منهم حينما تطلب منه الغناء منفردًا، لتتعرف على صوت صاحب الموهبة من العُرب والمقامات التي تخرج منه بعفوية ودون تجويد.

وأشارت إلى أنها تهتم بالموهوبين وتتولى تدريبهم على أغاني معينة، وتكرار سماعها، أما بالنسبة للعزف فهناك صعوبات لكنها بطريقة معينة تستطيع تعليم الأطفال السلم الموسيقي والتفريق بين النغمات فيه.

وأضافت مدرسة الموسيقى: "الأورج مثلًا فيه صفين زراير، كل صف يمثل درجًا موسيقيًأ لتكشل إيقاع كامل، وأعلم الأطفال المكفوفين من حكم الأزرار كيف يفرقوا بينها".

"المدرسة تضم 8 فصول، بإجمالي 52 طالبًا بالمراحل التعليمية الثلاث ابتدائية وإعدادية وثانوية عامة" قالت الدكتورة إيمان مصطفى، مدير إدارة التربية الخاصة، التي أشارت إلى أن المدرسة تخرج فيها العديد من الطلاب المبدعين، بينهم من التحق بكليات القمة وعمل في وظائف مرموقة داخل شركات البترول بالسويس.

وأضافت الدكتورة إيمان، أن المدرسة تضم نابغين ومتفوقين حققوا مراكزًا متقدمة في مسابقات العدو والعزف والغناء على مستوى الجمهورية، سيتم تكريمهم خلال احتفال السويس بالعيد القومي، كما تشارك فرقة كورال المدرسة في تقديم أغنية خلال العرض باستاد السويس.

وأوضحت المديرة، أن معلمة الموسيقى تهتم بالأطفال وتبحث عن الموهبة بداخلهم، وكشفت عن أنها تحرص على تشكيل فريق الموسيقى وتنمية المهارات لديهم، وكان آخر فريق تخرج العام الماضي في المدرسة، وبدأت العام الدراسي الجديد في تكوين فريق جديد.

قالت إيمان: "لدينا طلاب ضمن الفرق الفنية لأشهر المغنيين في مصر، أحمد أبو القاسم عازف أورج محترف، اتخرج من النور للمكفوفين، يعمل في فرقة تامر حسني".

فيديو قد يعجبك: