3 مشاهد في حكاية شهيد تنبأ بمقتله في سيناء (صور)

سوهاج - عمار عبد الواحد:

شيعت محافظة سوهاج، اليوم الجمعة، بطلاً جديدًا ارتقى إلى منزلة الشهداء، الذين جادوا بأنفسهم دفاعًا عن أرض الوطن. ولكل شهيد حكاية، وحكاية المجند رمضان عثمان محمد، أحد ضحايا الهجوم على الكتيبة ١٠١ صاعقة بشمال سيناء أمس، تروي كيف صدقت تنبؤات ابن قرية قلفاو التابعة لمركز سوهاج في 3 مشاهد.

المشهد الأول

"إن شاء الله أموت شهيد.. اعتدناها منه في ختام كل اتصال بيننا"؛ يقول "محمود" شقيق الشهيد، ويضيف: "آخر إجازة له تزامنت مع حفل زفافي وبدأت يوم 29 سبتمبر الماضي وانتهت في 6 أكتوبر الجاري. وخلال تلك الزيارة حرص على التقاط الصور التذكارية مع كل أفراد الأسرة، إلا أن ما لفت انتباهنا أكثر أنه ورغم فرحتنا بالزفاف ردد مرارًا: إن شاء الله أكون شهيد. وقد صدقت تنبؤاته".

المشهد الثاني

"مش عاوزة حاجة يا أمي"؛ أخذ يرددها مودعًا والدته التي احتضنها طويلا قبل أن يتركها ويرحل إلى غير عودة.

المشهد الثالث

"طمنوني عليكم.. كانت آخر كلماته لنا"؛ يقول شقيق الشهيد عن تفاصيل آخر اتصال له بشقيقه قبل الحادث بسويعات، مضيفًا كيف سأل شقيقه خلال الاتصال بينهما على كل أفراد الأسرة، كما لو كان يدري ما هو مقدم عليه من الشهادة.

المجند رمضان عثمان محمد كان يعمل بشركة لشحن البضائع في مدينته سوهاج خلال إجازاته الميدانية، وكان يجمع الجنيه فوق الجنيه استعدادًا للارتباط وبدء حياة جديدة بعد انتهاء خدمته العسكرية التي كان مقررًا لها بعد 5 أشهر، إلا أن كل الأحلام أجهضت بنبأ وفاته الذي نقله عمدة القرية قبل أذان فجر اليوم الجمعة إلى الأسرة المكلومة في ابنها.

"أنا الشهيد المنتظر.. لطالما كان يرددها في مجالسنا"؛ يقول محمد عويس، ابن عم الشهيد، ويؤكد: "لم يخش يومًا الحوادث الإرهابية في سيناء، وعُرف بين الجميع بخلقه ورجاحة عقله وحبه للجميع".

والشهيد هو العائل الأساسي لأسرته منذ خرج والده مساعد الشرطة إلى المعاش، ولديه 3 أشقاء ذكور وشقيقتين.

وشيع الآلاف من أبناء قرية قلفاو والقرى المجاورة، الجمعة، جنازة الشهيد رمضان عثمان، والذي استشهد أمس بشمال سيناء.

وحضر مراسم الجنازة بعد استقبال الجثمان بمطار سوهاج العسكري اللواء عمرو عزمي السكرتير العام للمحافظة، واللواء أحمد عبد العظيم مساعد مدير الأمن، والمقدم وليد حسنين المستشار العسكري بالمحافظة، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية.​