بالصور- "نحات الصابون".. ألهمته حفيدته وهدده نظام "مبارك" بالسجن

بورسعيد - طارق الرفاعي:

حجرة داخل منزل بمحافظة بورسعيد كلما اقتربت منها التقطت أنفك رائحة الصابون بأنواعه المختلفة، يجلس داخلها رجل عجوز سيكمل عامه الـ75 بنهاية شهر أكتوبر الجاري يرتدي "بالطو" أبيض اللون وحوله تماثيل وأشكال مختلفة ومتنوعة الألوان.

يروي الفنان التشكيل، أحمد طايع، بدايته مع فن النحت على الصابون قائلًا إنه كان يعمل بإحدى شركات القطاع العام وعقب خروجه على المعاش رفض قضاء ما تبقى من عمره على مقهى واختار المسجد، مضيفًا: "كنت دائم الدعاء في سجودي لله تعالي بأن يرزقني بعمل، وأثناء أداء صلاة العصر بأحد الأيام سمعت صوت يدعوني لدخول المطبخ وعندما دخلت إذا بي أمسك بسكين وأصنع من ثمار البطاطس مسجدًا، ومن هنا كانت البداية".

حفيدتي ملهمتي

ويتابع "طايع" حديثه قائلًا: "عندما حضر أولادي لم يصدقوا أنني قمت بصناعة مسجد من ثمار البطاطس وأعجبوا به جدًا لدرجة دفعت حفيدتي (مايا) لمطالبتنا بطهيها وبالفعل تم طهيها لها وأكلتها بالكامل، وطلبت مني صناعة طعامها بأشكال مختلفة حتى تأكله، وهو ما فعلته وكنت أقوم بنحت البطاطس بالأشكال التي تريدها ونقوم بطهيها وتأكلها، فتحولت حفيدتي إلى ملهمتي".

خلطة الصابون

وأشار الفنان التشكيلي إلى أنه لاحظ أن البطاطس لا تعيش طويلًا، فطير فكرته وصنع خلطة من الصابون على غرار "الصلصال" وذلك على مدار عام ونصف حتى توصل لعجينته الخاصة.

تهديد مبارك

وكشف الفنان البورسعيدي عن مفاجأة، خلال حواره مع "مصراوي"، وهو أنه في عام 2009 نحت تمثالا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على هيئة رجل سمين لديه "كرش" كبير ولونه بالأصفر وعرضه في المعرض الفرنسي "الأليانس"، مضيفًا: "عقب عرض التمثال تلقيت تهديد من أشخاص طالبوني بالكف عن نحت الرئيس على الصابون، حتى لا أتعرض للخطر وتم تهديدي بالسجن وعقب ذلك التهديد توقفت عن نحت أي تماثيل لشخصيات سياسية.

الصابون وفلسطين

وأكمل: "شاهدت في أحد الأيام نشرة الأخبار والتي عرضت إحدى روايات الاعتداء الصهيوني على الفلسطينيين على لسان رجل عجوز قال إن منزله انهار ومات جميع أولاده وتبقى هو وحفيدته إلا أن قوات الاحتلال قتلتها وهي بين ذراعيه، فتأثرت بتلك القصة فاستمريت في العمل على مدار يومين متواصلين لتجسيد تلك القصة ونحت تمثال لرجل وعلى حجره الطفلة مقتولة وتسيل منها الدماء".

جوائز وتكريم

وقال الفنان أحمد طايع إنه حصل على المركز الأول للفنون التشكيلية في إحدى المسابقات، وأيضًا جائزة أخرى بقيمة 5 آلاف جنيه، وجائزة عالمية من ألمانيا عن تمثال "القزم" الذي نحت من الصابون نصفه حيوان والنصف الآخر إنسان وأهداه لإحدى الجامعات الفرنسية، بإجمالي حوالي 15 جائزة محلية منها جوائز بمهرجان الأقصر الدولي للفنون التشكيلية ومهرجانات شرم الشيخ التي كان يشارك خلالها وزير الثقافة وكبار الفنانين التشكيلين، وغيرها من المهرجانات.