بالفيديو والصور.. قصة 20 يوما لإنقاذ كلب في الإسكندرية بمساعدة ''الحكومة''

الإسكندرية – محمد أحمد:

"الراحمون يرحمهم الله".. عبارة جسدها مواطنون بالإسكندرية، خلال 20 يوما من محاولات إنقاذ كلب صغير سقط أسفل الكتل الخرسانية في شاطئ كليوباترا، والتي تكللت بالنجاح بعد استجابة أجهزة المحافظة لاستغاثتهم واستطاعوا إنقاذ الكلب "صخرة" كما أطلقوا عليه بعد نجاح عملية إنقاذه.

بداية القصة كانت قبل 20 يوما من الآن عندما اكتشفت فتاة شابة تدعى مريم وجود كلب صغير عالق بين الصخور بشكل غير واضح للعين المجردة، إلا أن كثرة النباح ساهمت في تحديد لموقعه أسفل أطنان من الكتل الخرسانية الخاصة بحماية الشواطئ، وذلك دون أن يتمكن أي شخص من إخراجه أو حتى الوصول إليه.

وبعد فشل محاولات مريم في إنقاذ الكلب وحدها حاولت التواصل مع عدد من الأشخاص لمساعدتها، حتى تواصلت مع الناشطة "شيماء الجنايني" إحدى عضوات جمعية حقوق الحيوان بالإسكندرية، والتي كانت أول من قام بنشر دعوات الاستغاثة حيث أطلقت عدة نداءات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، فور علمها بالأمر، بعد أن استنفذت كل المحاولات لإنقاذ الكلب الصغير بمساعدة زملائها نظرا لضيق المكان الذي سقط فيه، في ظل عدم امتلاكهم للمعدات الكافية لتحريك أي من تلك الصخور التي تزن كل واحدة منها نحو 3 أطنان، في حين اكتفوا بإلقاء بعض الطعام إليه في محاولة أخيرة لإبقائه على قيد الحياة.

"الجنايني" وزملائها دشنوا حملة لإنقاذ الكلب وجهوا خلالها نداءات عدة لكل من يمكنه المساعدة في المحافظة، وعلى مدار 10 أيام ازدادت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، المطالبة بتدخل المسئولين بحي شرق الإسكندرية.

الحكومة تستجيب بقوات من الحماية المدنية

الحملة التي حملة معاني الرحمة والإنسانية لاقت انتشارا واسعا خلال الأيام الماضية، حتى استجابت أجهزة محافظة الإسكندرية ومسؤولي حي شرق على الاستغاثات، من خلال التنسيق مع قوات الحماية المدنية التي دفعت بمعداتها لموقع الاستغاثة، ليستمر العمل على مدار يومين،حيث قام رجال الإنقاذ برفع كتلتين من الخرسانة إلا أن ذلك لم يمكنهم من العثور على الكلب حيث تطلب الأمر تدخل معدات ثقيلة لرفع كميات أخرى من الخرسانة.

"المقاولون العرب" ترسل معدات حفر ثقيلة لإنقاذ الكلب

جهود " شيماء الجنايني" وزملائها من نشطاء الرحمة، استمرت دون كلل ، بعد أن عاودوا التواصل أجهزة المحافظة ليفاجئوا باستجابة جديدة من عدد من الجهات المسؤولة بالإسكندرية، ليتم إبلاغهم أن شركة المقاولون العرب ستقوم بإرسال معدات حفر ثقيلة "أوناش" لرفع وتكسير الكتل الخرسانية لإنقاذ الكلب العالق دون مقابل.

نجاح عملية الإنقاذ

في حين استمرت مساعي عمال الشركة والمهتمين من يوم الأحد الماضي وحتى فجر أمس الثلاثاء، تسببت الأصوات العالية لعملية الحفر بالمعدات الثقيلة في فزع الكلب الصغير والذي حاول الابتعاد عن مصدر الصوت خوفا من الأذى، ليقرر نشطاء الرحمة التدخل للمساعدة من خلال إلقاء مزيدا من الطعام أسفل الصخور بعد أن تمكنت الحفارات من فتح مكان كافي يسمح بعبور الكلب، حتى نجحت الجهود أخيرا في إنقاذه لينتقل إلى منزل "مريم" الفتاة التي كانت سببا رئيسيا في عملية إنقاذه، والتي قررت أن تحتفظ به في منزلها، كما قرروا إطلاق اسم "صخرة" عليه، وفقًا للموقف الذي كان يعيش فيه.

ونشر المشاركون في عملية إنقاذ الكلب على مدار الأيام الماضية صور لحظة انتشال الكلب من بين الصخور ، مما لاقى إستحسان المتابعين لها.

فيما أثارت قصة إنقاذ الكلب حالة من الجدل حيث أشاد البعض بإنسانية المتطوعين وإظهار الرحمة بالحيوان، وانتقدهم آخرون مطالبين بقصر جهودهم على مساعدة الإنسان.