الهلال يحتضن الصليب أعلى دير الأنبا بولا ببني سويف طوال 97 عاما

بني سويف ــ أحمد كامل:
في مشهد للتآخي بين المسلمين والمسيحيين يبرزها تعانق الهلال والصليب أعلى دير الأنبا بولا بمركز ناصر بمحافظة بني سويف، والذي يعد أقدم دير رهباني في العالم، احتضن فيه الهلال للصليب في ثورة 1919 ليدل على الوحدة الوطنية وتعانق نسيجي الأمة في مصير واحد، ليمتد بموقعه الحالي مرورا بـ 97 عامًا حتى الآن ليكون شاهدا على المحبة بين المسلمين والأقباط.

"الله محبة" كلمات يعبر بها أسطفانوس الأنبا بولا، مسئول الكنيسة بدير الأنبا بولا، عن مدى الحب والتسامح الذي يربط المسلمين بالأقباط، قائلا" تعانق الهلال مع الصليب أعلى منارة قصر الضيافة بدير الأنبا بولا شاهدا على التآخي والمحبة بيننا، فمنذ ثورة 1919 وقت ترميم كنيسة الأنبا بولا، والتي شاركت في الثورة ورفعت شعارها تعانق الهلال والصليب، ورفعته فوق منارتها، ومنذ ذلك الحين وأصبح دير الأنبا بولا بناصر رمزا لتآخس وتوحد المسلمين والأقباط".

وعلى مسافة 7 كيلو مترات شمال مدينة بني سويف، يقع دير الأنبا بولا بمدينة ناصر، وترى منارته من على الطريق الزراعي بني سويف اسيوط، والذي مر على انشائه مئات الاعوام، ويرتاده مئات السائحين سنويا من الدول الأوروبية والإفريقية، لما يحويه من معالم أثرية قبطية هامة، حيث يقول جرجس وهيب ناشط قبطي، إن دير الأنبا بولا بناصر شاهدا على المحبة والتآخي بين المسلمين والمسيحين، ويعد نموذجا لروح التعاون والوحدة الوطنية الحقيقية، لما يحمله من مكانا جامعا للناس سواء مسلمين أو مسيحيين، حيث يقصده المئات من المواطنين لحل مشاكلهم بالتعاون مع الاباء والكهنة والقساوسة سواء كانت بين مسلمين ومسيحيين أو مسلمين ومسلمين.

وتابع "وهيب" تعانق الهلال بالصليب أعلى الدير ليس حالة في ثورة 19 فقط وإنما امتدت على مر العصور حاملة معها تعانق المسلم والمسيحي بالمركز، وما يبرهنه ذلك من خلال تهافت الإخوة المسلمين على الدير للتهنئة في الأعياد المسيحية أو القبطية والعكس في أعياد المسلمين.

محمد جمال، موظف، ويقيم بمدينة ناصر، يصف دير الأنبا بولا بأنه مثال للمحبة والتعاون بين المسلمين والأقباط، فالدير يعتليه شعار هلال يحتضن صليب، وعلى أرضه تحل مشاكل المسلمين وبعضهم او المسلمين والأقباط، تصل لتوزيعه المساعدات الإنسانية والكراتين الرمضانية والبطاطين على الفقراء من المسلمين والمسيحيين".