عاملون في "بيت النار": بنشوف الموت يوميا في مصانع الطوب

الدقهلية- رامى محمود:

تحولت حياة العاملين في صناعة الطوب الطفلى بمحافظة الدقهلية إلى مأساة حقيقية، فأصحاب المصانع يتعاملون معهم على أنهم عمال بالسخرة ومنهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما.

في مدينة ميت غمر والتى تبعد حوالي 49 كيلو عن العاصمة المنصورة، تنتشر مصانع الطوب الطفلي على جانبي الطريق من بنها إلى أجا، وهناك في "بيت النار" -كما يصفها العمال هناك- تعالت الصرخات الصامتة من العيون.

محمد عبد الرحمن وهو أحد العمال بمصنع طوب طفلي يقول: أصحاب المصانع يعاملونا معاملة "السخرة"، العمل داخل المصنع يبدأ من الساعة الخامسة فجرا وينتهى فى الخامسة من المساء بمعدل 12 ساعة يوميا، ونعمل على مساحة 4 في 8 أمتار من "النار".

يكمل عبد الرحمن: العمال مقسمين منهم من يعمل على حمل الطوب ونقله الى "مقاطير" تنتظر خارج المصنع، ومنهم من يعمل بـ"بيت النار"، ويضيف: نعمل في مهنة بمهب الريح، نعمل بقوت يومنا، ولو تعرض أحدنا لمكروه، لن يجد الرعاية الصحية المناسبة، وستفقد أسرته مورد رزقها، فنحن نعمل بدون تأمينات ولا معاشات.

وأوضح عبدالرحمن، أن هناك من النساء والرجال من يعمل بتلك المصانع على تحميل الطوب على مقاطير بالخارج، مشيرا إلى أن الانتاجية الواحدة تصل الى 50 ألف طوبة يتم تحميلها على العربيات بمقابل 60 جنيه للعامل الواحد طوال 12 ساعة يوميا.

وكشفت رحلة "مصراوى" داخل المصانع عن عمالة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما مقابل 40 جنيها يوميا، ورفض أصحاب المصانع تصوير الأطفال أو حتى التعامل معهم، وطالبوا أتباعهم بإخفاء الأطفال عن أعيننا، وتمكن "مصراوي" من الحديث خلسة مع أحد الأطفال وقال إن ظروفي المعيشية الصعبة أجبرته على تلك المهنة، مشيرا إلى أن عمله يبدأ من الصباح حتى المساء على حمل الطوب ورصه ببلوكات بالخارج.

سألنا المحامي الحقوقي وائل غالي عن قانونية عمالة الأطفال فأجاب: المادة 98 من قانون العمل تعتبر الطفل فى تطبيق أحكام القانون كل من بلغ 14 عام أو تجاوز سن التعليم الأساسي ولم يبلغ 17 عاما كاملة.

وأضاف غالى أن المادة 101 من القانون أيضا تحظر تشغيل الطفل أكثر من 6 ساعات يوميا، ويجب أن تتخلل ساعات العمل فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة ، ولا تقل فى مجموعها عن ساعة واحدة وتحدد هذه الفترة أو الفترات بحيث لا يعمل الطفل أكثر من 4 ساعات متصلة، مطالبا بتشديد الرقابة على تلك المصانع للحد من عمالة الأطفال، واستخدامهم فىي أعمال شاقة قد تنهي حياتهم في أي لحظة.