بالفيديو والصور- "عم حسن الإسكندراني".. ماسح أحذية من زمن ألف ليلة وليلة

الإسكندرية – سرحان سنارة:

انهمرت دموعه يوم قامت "البلدية" بإزالة كشك الشاي، ليس حبا فى العمل بائعا للمشروبات بل لأنه مصدر الرزق الوحيد لأسرته، لم تقض هذه الأزمة على طموحه وإصراره فى العيش بكرامة والحصول على "لقمة عيش" حلال.

زادت تلك المشكلة وغيرها من عزيمته ، ليبدأ فى البحث عن فرصة عمل أخرى، وبعد تفكير طويل عاد لنفس الشارع فى شكل وزى وأدوات أسطورية ، قال أنه إستلهم فكرتها من قصور الملوك والخدم والحشم فى زمن ألف ليلة وليلة .

أنه عم "حسن صبحى" "ملمع الأحذية" الأشهر فى عروس البحر المتوسط .. والذى أصبح بزيه الشبيه بملابس " الشماشرجية" فى زمان الملوك ، وكرسيه الضخم المحاط بالأنوار واللمبات الفسفورية من كل جانب .. أحد أهم معالم ميدان محطة سكة حديد سيدى جابر شرق الإسكندرية – هذا المكان الذى تحول الى نقطة إلتقاء لحشود المتظاهرين فى 30 يونيو .

"الفكرة جاتلى عن طريق الخدم أيام زمان ".. بهذه الكلمات بدأ عم حسن صبحى "52 سنة" حديثه لـ "مصراوى" – فى الوقت الذى انشغل فيه بسماع أغنية "أسمر ياسمرانى" للعندليب عبد الحليم حافظ من كاسيت قديم وضعه بجواره ، قبل أن يأتيه "زبون" وينشغل في تلميع حذائه.

دقائق قليلة وعاد عم حسن لإكمال حديثه معنا بعد أن حصل من الزبون على جنيهان "وهى قيمة التسعيرة التى حددها لزبائنه " نظير تلميع أحذيتهم ، قائلا :" بعد أن فقدت الكشك الى كنت بسترزق منه قبل ثورة يناير وقامت البلدية بإزالته ..جلست فى بيتى حزينا فى ظروف مادية صعبة حتى جائتنى فكرة العمل فى تلميع الأحذية .. وبدأ تجهيز عدتى لبدأ العمل ولكنى أردت أن أكون مميزا وليس كأي ماسح أحذية آخر".

وتابع عم حسن :"فكرت فى عمل فرش لتلميع الأحذية يضم كرسيين إحدهما للزبون والآخر أقل منه إرتفاعا لى وأزينهم بالأنوار والإضاءة وأرتدى ملابس تشبه الخدم أيام زمان لجذب الزبون .. ولكن كانت المشكلة فى تدبير المبلغ اللازم لكل هذه التجهيزات".

وأضاف :" بعت حلق مراتى وإستلفت مبلغ مالى من جوز بنتى .. ونجحت فى تكوين فرش محترم بعد أن صرفت 5000 جنيه بالتمام والكمال".

ويصمت لحظات ويكمل قائلا :" فى البداية مشيت الأمور تمام وكان الحال زى الفل ونلت شهرة واسعة .. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن .. وأصبح أفضل الأيام أحقق إيراد لا يتعدى 30 جنيها .. مش عارف ليه الناس مش بتلمع جزمها ".