إعلان

أوروبا تواجه لحظة أمنية لا تحدث إلا مرة واحدة كل جيل

08:22 م الأحد 02 مارس 2025

كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني

بي بي سي

اختتمت قمة الزعماء الأوروبيين، التي ترأسها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أعمالها بعد نحو ساعتين من المناقشات المكثفة.

وغادر القادة مقر القمة في لانكستر هاوس واحدًا تلو الآخر. ومن المتوقع أن يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ساندرينجهام لملاقاة الملك تشارلز الثالث.

ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء البريطاني ستارمر مؤتمراً صحفياً بعد قمة أوكرانيا، في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة من الزعماء الأوروبيين لوضع خطة لعرضها على الولايات المتحدة، في إطار مساعٍ لدعم أمن أوكرانيا.

وفي تصريحات له خلال محادثات حول دعم أوكرانيا، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن "أوروبا تواجه لحظة أمنية لا تحدث إلا مرة واحدة كل جيل".

وأضاف ستارمر: "خلال محادثاتي الأخيرة، اتفقنا على أن نعمل مع أوكرانيا على خطة لوقف القتال، ومن ثم نناقشها مع الولايات المتحدة ونمضي قدماً في تنفيذها معاً".

وأشار إلى أنه رغم تصريحات روسيا حول السلام، إلا أنها تواصل عدوانها بلا توقف. وقال: "هذه هي أجندتنا، ونحن بحاجة إلى الاتفاق على الخطوات التي ستسفر عنها هذه المحادثات لتحقيق السلام من خلال القوة لصالح الجميع".

كما أشار ستارمر إلى محادثة أجراها عن بُعد مع "حلفاء البلطيق" في وقت سابق من اليوم.

واستقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى لانكستر هاوس في لندن.

ومن المتوقع أن تنطلق قمة القادة الأوروبيين في وقت قريب.

ووصل كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، ورئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك. وكان في استقبالهما ستارمر.

ويستمر موكب الوافدين، إذ وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن.

وأفاد مراسل بي بي سي جيمس لانديل، أن القادة الأوروبيين يأملون في "حل العلاقات عبر الأطلسي و فتح خطة سلام لأوكرانيا" اليوم.

وأضاف أن رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، أوضح أنه يريد أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في هذه العملية، وأن اليوم هو يوم الأوروبيين، حيث قال "نحتاج إلى أن نكون جزءاً من هذه المعركة".

وأشار لانديل إلى أن ستارمر سيبحث عن زيادة في الإنفاق الدفاعي، وعن التزام من الدول بوضع قوة عسكرية على الأرض في أوكرانيا في المستقبل.

وقال لانديل إن القادة الأوروبيين سيسعون لعرض خطة على الولايات المتحدة بهدف إقناعها بتغيير رأيها بشأن ضمانات الأمن.

وأضاف: "إذا لم يكن لديك غطاء جوي أمريكي، ودعم لوجستي، وتغطية استخباراتية، فقد لا يكون أي نوع من القوة الرادعة فعالاً بما يكفي لردع العدوان الروسي المستقبلي".

بدورها أكدت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، في تصريحات تلفزيونية مع زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، على أهمية تجنب انقسام الغرب، مشيرة إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية.

وأضافت ميلوني أن المملكة المتحدة وإيطاليا يمكنهما لعب دور حاسم في تعزيز التعاون بين الدول الغربية.

كما أعربت عن رغبتها في تحقيق "سلام دائم" في أوكرانيا، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى تسوية مستدامة للأزمة.

جاء ذلك خلال اجتماعها مع ستارمر في داونينج ستريت قبيل القمة الأوروبية التي ستجمع قادة الدول الأوروبية لاحقاً.

وقال كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يحظى "بدعم كامل من المملكة المتحدة" حيث التقى الاثنان في 10 داونينغ ستريت، مقر رئيس الوزراء البريطاني.

وأبلغ الرئيس الأوكراني ستارمر أنه سعيد لأن بلاده لديها أصدقاء مثل شعبه، بعد وصوله إلى المملكة المتحدة في أعقاب اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي تحوّل إلى خلاف بين الرئيسين.

كما وقّع زيلينسكي وستارمر على قرض بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني للإمدادات العسكرية لأوكرانيا، والذي سيُسدد من خلال أرباح الأصول الروسية المجمدة.

وتستضيف بريطانيا قمة لقادة أوروبيين الأحد تتناول الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الدفاع الأوروبي بشكل عام، كما سيلتقي زيلينسكي بالملك تشارلز الثالث.

وسوف تطغى على الاجتماعات، الخلاف الذي وقع بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن والمخاوف بشأن تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، سعى ستارمر إلى تصوير نفسه كجسر بين الولايات المتحدة وأوروبا مع تطور رغبة إدارة ترامب في تقليل مشاركتها في الدفاع الأوروبي، حيث عقد اجتماعاً ودياً مع ترامب قبل يوم واحد من اجتماعه مع زيلينسكي.

وخلال ذلك الاجتماع، سلّم باليد رسالة من الملك تشارلز يدعو فيها ترامب إلى زيارة بلاده. وسرعان ما دعا نواب الحزب الوطني الاسكتلندي رئيس الوزراء إلى سحب الرسالة بعد الخلاف الذي دبّ في المكتب البيضاوي بين الزعيمين الأمريكي والأوكراني.

كما حاول ستارمر أن يكون جسراً لأوكرانيا في سعيها للحصول على ضمانات أمنية أمريكية في أي اتفاق سلام، حيث اتصل بكل من ترامب وزيلينسكي عبر الهاتف في أعقاب خلافهما.

وكانت الزيارة إلى داونينغ ستريت يوم السبت فرصة لرئيس الوزراء البريطاني لتأكيد دعمه المستمر لزيلينسكي بعد الخلاف العلني مع ترامب.

وفي تعليقه على الهتافات التي سمعها في الخارج، قال ستارمر للرئيس الأوكراني، "هذا هو شعب المملكة المتحدة الذي خرج ليُظهِر مدى دعمه لك، ومدى دعمه لأوكرانيا".

وأضاف "نحن نقف معك ومع أوكرانيا مهما طال الوقت".

ورد زيلينسكي، "لقد رأيت الكثير من الناس وأريد أن أشكر شعب المملكة المتحدة، على هذا الدعم الكبير منذ بداية هذه الحرب".

وقال إنه سعيد بلقاء الملك تشارلز يوم الأحد، وإنه ممتن للقمة الأوروبية.

يشار إلى أن الاجتماع بين زيلينسكي والملك كان بناءً على طلب الرئيس الأوكراني، ووافقت حكومة المملكة المتحدة عليه.

وعقب اجتماع داونينغ ستريت، أشاد زيلينسكي بالدعم "الهائل" من المملكة المتحدة، مشيراً تحديداً إلى القرض الذي تبلغ قيمته 2.26 مليار جنيه إسترليني وقال إن الأموال ستُستخدم لإنتاج الأسلحة في أوكرانيا، معتبراً أن "هذه عدالة حقيقية، يجب أن يكون الشخص الذي بدأ الحرب هو الذي يدفع".

وتم الإعلان عن القرض لأول مرة في أكتوبر.

وبعد لقاء زيلينسكي، تحدث ستارمر مرة أخرى مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي أعقاب المشادة الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض ومطالبة زيلينسكي بالمغادرة، حاول الرئيس الأوكراني إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي بيان، قال عن ترامب: "على الرغم من الحوار الصعب، فإننا نظل شركاء استراتيجيين. لكننا بحاجة إلى أن نكون صادقين ومباشرين مع بعضنا البعض لفهم أهدافنا المشتركة حقاً".

وعندما هبطت طائرته في مطار ستانستيد شمال شرق لندن، كتب الرئيس الأوكراني في تغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، "من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب. إنه يريد إنهاء الحرب، ولا أحد يريد السلام أكثر منا".

وجاء فيها أيضاً "نحن الذين نعيش هذه الحرب في أوكرانيا. إنها معركة من أجل حريتنا، من أجل بقائنا".

وتعد قمة الأحد في لندن هي أحدث جولة من الاجتماعات الأوروبية رفيعة المستوى رداً على النهج الجديد الذي تنتهجه واشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت بغزو روسيا الكامل لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.

ولقد استبعدت إدارة ترامب حتى الآن أوروبا من المحادثات التمهيدية مع روسيا، في حين اتُهم الرئيس ترامب بترديد الدعاية الروسية.

وستكون على رأس جدول أعمال قمة يوم الأحد، زيادة القدرات الدفاعية الأوروبية مع تراجع الولايات المتحدة، فضلاً عن السعي للحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا من البيت الأبيض كجزء من أي اتفاق سلام.

وقبل القمة الأخيرة في باريس، اقترح ستارمر نشر قوات بريطانية في أوكرانيا كجزء من قوة حفظ سلام أوروبية، لكنه قال إن هذا سيتطلب "دعماً" أمنياً أمريكياً.

ولقد قاوم ترامب باستمرار الالتزام الكامل بتقديم الدعم العسكري المباشر لاتفاق سلام في أوكرانيا، لكنّه عرض علاقات اقتصادية أقوى تشمل صفقة المعادن، وقال إن ذلك قد يعمل كوسيلة ردع.

واشنطن وكييف تتفقان على شروط صفقة المعادن النادرة، ماذا تمتلك أوكرانيا منها؟

ماكرون يدعو الولايات المتحدة لدعم نشر قوات أوروبية في أوكرانيا

ومنذ خلاف يوم الجمعة، تشير التقارير الإعلامية الأمريكية إلى أن ترامب يفكر في قطع المساعدات عن أوكرانيا تماماً.

وفي الوقت نفسه، أدرك القادة الأوروبيون الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، لكنّ خبراء حذّروا من أن الجيش البريطاني غير مستعد حالياً لتولي دور دفاعي موسع.

وفي يوم الأحد، سينضم إلى ستارمر وزيلينسكي زعماء فرنسا وألمانيا وبولندا ورئيسا المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.

وسيتم الإعلان عن حزمة دفاعية خاصة من المفوضية الأوروبية في 6 مارس/ آذار الحالي، وفقاً لرئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.

ودفع الخلاف في المكتب البيضاوي الحلفاء الأوروبيين إلى تبني دفاع قوي عن الرئيس الأوكراني المحاصر.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان