بعد ترحيلهم من أمريكا.. بنما تحتجز مهاجرين بمعسكر معزول وسط الأدغال
نيويورك – (أ ش أ)
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن قرابة 100 مهاجر، بينهم أطفال، نُقلوا إلى معسكر احتجاز معزول في الأدغال بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى بنما بموجب قرار من الرئيس دونالد ترامب، وفقًا لشهادات عدد منهم.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير أن المهاجرين، الذين كانوا محتجزين في أحد الفنادق، أُجبروا على الصعود إلى حافلات في وقت متأخر من ليلة أمس الأول، ليجدوا أنفسهم داخل منشأة محاطة بأسوار وصفها أحد المحتجزين بأنها "تشبه حديقة حيوانات بأقفاص مسيجة"، في حين تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة صارمة للهجرة يتم تنفيذها بموجب قرار من ترامب، مما يثير مخاوف حقوقية بشأن أوضاع المحتجزين وظروف احتجازهم.
ولم يتضح بعد المدة التي ستظل فيها المجموعة محتجزة في معسكر الغابة، والتي تم ترحيلها في إطار الجهود الشاملة التي تبذلها إدارة ترامب لطرد المهاجرين غير الشرعيين.
وقال معتقلون، في مقابلة أجرتها معهم الصحيفة عبر الهاتف، إن الأوضاع في الموقع بدائية حيث تنتشر الأمراض، بما في ذلك حمى الضنك، في المنطقة، مع الإشارة إلى أن الحكومة منعت الصحفيين ومنظمات الإغاثة من الوصول إلى المنطقة.
وقال أحد المرحلين يدعى أرتميس قاسم زاده، وهو مهاجر يبلغ من العمر 27 عامًا من إيران، بعد وصوله إلى المخيم بعد رحلة بالسيارة استغرقت أربع ساعات من مدينة بنما: "يبدو وكأنه حديقة حيوانات، هناك أقفاص مسيجة.. لقد أعطونا قطعة خبز بائتة.. نحن نجلس على الأرض".
وتشمل المجموعة ثمانية أطفال، بحسب شخص مطلع على الوضع تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، وقال محامون إنه من غير القانوني احتجاز الأشخاص في بنما لأكثر من 24 ساعة دون أمر من المحكمة.
من جانبه، أكد نائب وزير خارجية بنما كارلوس رويز هيرنانديز، أنه تم نقل 97 شخصًا إلى المخيم، وأضاف أنهم "ليسوا معتقلين.. إنه معسكر للمهاجرين حيث سيتم الاعتناء بهم، وليس معسكر اعتقال"، مؤكدًا أن المخيم هو الخيار الأفضل المتاح للحكومة لإيواء المهاجرين.
وأشار إلى أن المهاجرين لديهم الغذاء والماء والقدرة على الوصول إلى الرعاية الطبية والنفسية، نافيًا وجود أقفاص احتجاز.
وفي مقابلة بُثت أمس الأربعاء مع برنامج "بنما إن دايركتو" الإخباري، قال وزير الأمن في البلاد فرانك أبريجو إن المهاجرين محتجزون من قبل بنما "من أجل حمايتهم" ولأن المسئولين "بحاجة إلى التحقق من هوياتهم".
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن هذا النقل يعد الخطوة الأحدث في جهود استمرت أسبوعًا لمجموعة من حوالي 300 مهاجر وصلوا إلى الولايات المتحدة على أمل طلب اللجو، أُرسلت المجموعة إلى بنما، التي وافقت على مساعدة الرئيس ترامب في خطته لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين.
وتشكل هذه الاتفاقية جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تنتهجها إدارة ترامب لتصدير بعض تحديات الهجرة الأكثر صعوبة إلى دول أخرى، حسب قول الصحيفة، إذ لا تستطيع الولايات المتحدة، لأسباب مختلفة، ترحيل الأشخاص بسهولة إلى دول مثل أفغانستان وإيران والصين، ولكنها نجحت من خلال ممارسة ضغوط مكثفة في إقناع بنما باستقبال بعضهم.
وفي الأسبوع الماضي، قال رويز هيرنانديز إن بنما امتثلت لطلب مباشر من إدارة ترامب بقبول المهاجرين، في حين قال محللون إن بنما تتعرض أيضًا لضغوط شديدة من جانب ترامب، الذي هدد بالاستيلاء على قناة بنما بسبب ما يعتقد أنه نفوذ صيني متزايد في الممر المائي، وهو الادعاء الذي دحضه رئيس بنما مرارًا وتكرارًا.
وعند وصولهم إلى مدينة بنما الأسبوع الماضي، تم نقل حوالي 300 مهاجر إلى فندق في وسط المدينة، يسمى "ديكابوليس"، حيث مُنعوا من المغادرة، حسبما قال العديد منهم للصحيفة في مكالمات ورسائل نصية.
وقالت المحامية جيني سوتو فرنانديز، التي كانت تسعى لتمثيل العديد منهم، إنها مُنعت أربع مرات على الأقل من زيارتهم في الفندق، حيث تحدثت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة مع المهاجرين حول خياراتهم، وفقًا للحكومة، وعرضت رحلات جوية إلى بلدانهم الأصلية لأولئك الذين يريدونها.
وبعد إرسالهم إلى بنما، لم يعد المهاجرون المرحلون خاضعين للقانون الأمريكي.
كذلك، تستقبل كوستاريكا أيضًا بعض المرحلين، بمن فيهم مهاجرين من آسيا الوسطى والهند، وقالت البلاد إنها تخطط لإعادتهم إلى أوطانهم، ومن المتوقع أن تصل رحلة جوية قادمة من الولايات المتحدة إلى كوستاريكا اليوم الخميس.
هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: