"مُعبرة ولا تحتمل التأويل".. وزير أردني سابق يعلق على تصريحات الملك عبدالله أمام ترامب

كتب - أحمد جمعة:

اعتبر وزير الدولة الأردني السابق للشؤون القانونية، محمود الخرابشة، أن تصريحات ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، جاءت "معبرة ولا تحتمل التأويل" تجاه "رفض التهجير".

وقال "الخرابشة" في تصريحات خاصة لمصراوي من عمّان، إن الموقف الأردني في هذا الشأن "ثابت وواضح، وعبّر عنه الملك عبدالله في مناسبات عديدة، كما أن الشعب الأردني بمختلف أطيافه يعارض التهجير بجميع أشكاله، ويرفض أي مخططات تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها".

وأشار إلى أن هذا الالتزام لا يقتصر على الأردن وحده، بل يمتد إلى مصر، حيث عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري عن رفضهم التام لأي مشاريع تهدف إلى التهجير أو التوطين، إضافة إلى الموقف السعودي الواضح، الذي أكدت خلاله المملكة مرارًا أنه لا يمكن إقامة أي علاقات مع إسرائيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة وإقامة دولته المستقلة.

كان ملك الأردن قال خلال لقاء ترامب إن بلاده تعتقد أن هناك سبيل لإحلال السلام والرخاء في المنطقة، موضحا أنه سيكون هناك رد من عدة دول على مقترح ترامب بشأن غزة.

ورد العاهل الأردني على سؤال عما إذا كانت هناك قطعة من الأرض يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون: "علي أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي"، متابعًا: "يجب أن ننتظر لنرى خطة من مصر".

وعاد الوزير الأردني السابق للتأكيد على أن الملك عبد الله شدد خلال زيارته إلى الولايات المتحدة على أهمية التوصل إلى موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية، والتنسيق بين الدول العربية لإيجاد حلول عادلة، مؤكدًا أن هناك جهودًا تُبذل من قِبل مصر ودول عربية أخرى لبلورة خطة واضحة لتحقيق السلام في المنطقة.

كما لفت إلى أن هناك رفضًا عربيًا واسعًا لأي ضغوط أو تهديدات تمارس على الدول المعنية، مشيرًا إلى أن الأولوية تظل للحفاظ على المصالح الوطنية والقومية.

واعتبر "الخرابشة" أن الطرح الأمريكي الذي يتحدث عن سيطرة على غزة من أجل تطويرها اقتصاديًا وتوفير فرص عمل، "ليس منطقيًا ولا يتماشى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

كيف يرى الداخل الأردني تصريحات الملك؟

وعن رؤية الداخل الأردني لتصريحات الملك عبدالله، أكد الخرابشة أن "موقف الأردن واضح، وهناك تطابق بالموقف الأردني على المستويين الرسمي والشعبي، وكذلك المواقف في الأردن ومصر والسعودية والجامعة العربية".

وأضاف: "لا مجال للمساومة على حقوق الشعب الفلسطيني، وكلام الملك معبر عن مصلحة الجميع والأمة العربية والفلسطينيين".

وشدد الوزير الأردني السابق أن ملك الأردن لم يُلق بالمسؤولية على مصر وحدها، بل أكد في تصريحاته "على دور الشقيقة الكبرى مصر، مع تنسيق المواقف من خلال المباحثات العربية".

ومضى قائلا إن "الملك شدد خلال لقائه ترامب على أن الأردن لن يقبل بأي إجراءات تمس أمنه القومي، وأن القضية الفلسطينية يجب أن تُحل وفق رؤية عربية موحدة، تحافظ على حقوق الفلسطينيين وتضمن استقرار المنطقة".

ماذا قال ملك الأردن بعد لقاء ترامب؟

وغرّد ملك الأردن عبر حسابه على منصة إكس عقب لقاء ترامب قائلا إنه أكد أن "مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار".

وأضاف: "أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وهذا هو الموقف العربي الموحد. يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع".

أنهيت للتو مباحثات بناءة مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض. ممتنون لحسن الضيافة. بحثنا الشراكة الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة، وأهميتها في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك.

— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) February 11, 2025