إعلان

بين تهديدات ترامب لحماس وتكذيب نتنياهو.. الفلسطينيون يخشون تصعيدًا جديدًا

08:15 م الأربعاء 08 يناير 2025

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

غزة - (د ب أ)

يتزايد قلق الفلسطينيين في قطاع غزة من تصعيد جديد في الصراع، بعد أن جدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تهديداته بفتح ما أسماه "أبواب الجحيم" في الشرق الأوسط إذا لم تطلق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين قبل تنصيبه في 20 يناير الجاري.

ودخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس عشر، واستمر القصف الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع، بينما تستمر الوساطة الدولية في العاصمة القطرية الدوحة في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن 28 شخصا على الأقل استشهدوا منذ الليلة الماضية وحتى ظهر الأربعاء، في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي.

فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 51 فلسطينيا استشهدوا وأُصيب 78 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 45 ألفا و936 شهيدا، إضافة إلى 109 آلاف و 274 مصابًا.

تهديدات ترامب تزيد المخاوف

في ظل المساعي المستمرة للتوصل إلى اتفاق عبر محادثات غير مباشرة في الدوحة، صعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من لهجته، وقال في مؤتمر صحفي بفلوريدا يوم الثلاثاء: "إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل 20 يناير، فإن أبواب الجحيم ستفتح على الشرق الأوسط، ولن يكون ذلك جيدا لحماس أو لأي طرف آخر".

ومن جانبها، رفضت حركة حماس تهديدات ترامب، حيث قال القيادي في الحركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي في الجزائر: "يجب على ترامب أن يتحلى بمزيد من الدبلوماسية بدلا من إطلاق تهديدات تزيد من تأجيج الصراع".

وأضاف حمدان أن موقف حماس ثابت ويشمل "وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى، وبدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة دون شروط مسبقة".

مخاوف على الأرض

وسط أنباء التهديدات والتصعيد، يجلس علي حمد، نازح في منطقة المواصي جنوب القطاع، متابعا الأخبار عبر هاتفه المحمول، وقال: "لا أعرف ماذا بقي في غزة ليُحرق في جحيم ترامب.. كنا نأمل أن تكون تصريحاته أكثر اتزانًا ومسؤولية، وأن يدفع باتجاه وقف إطلاق النار بدلًا من إشعال الموقف".

وتفاقمت الأوضاع المعيشية لسكان القطاع مع استمرار القصف الإسرائيلي وارتفاع أسعار السلع الأساسية، بينما تضيق فرص إدخال المساعدات الإنسانية.

وقال رشيد مطر، نازح آخر من مدينة غزة يقيم حاليا في دير البلح: "نحن ننتظر أن تؤدي مفاوضات الدوحة إلى وقف لإطلاق النار ينهي معاناتنا.. تصريحات ترامب لا تبشر بالخير".

وأضاف مطر: "نأمل أن ينجح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق يخفف من معاناتنا ويجنبنا المزيد من الدمار".

مأزق عسكري وسياسي

مع استمرار القتال، بدأت تظهر مؤشرات على حالة "استنزاف" في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال قولهم إن العمليات البرية "وصلت إلى نقطة تتطلب قرارات سياسية صعبة، بما في ذلك خيار وقف القتال والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى".

من جانبه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هارتسي هاليفي، خلال زيارة للجنود شمال القطاع، في وقت سابق إن "حماس تدرك يوميا حجم الخسائر التي تتكبدها، وسنجبرها على الوصول إلى النقطة التي تدرك فيها أن عليها إعادة جميع الرهائن".

التفاوض عبر الدوحة

في سياق المفاوضات الجارية، نفت إسرائيل تقارير إعلامية تحدثت عن اتفاق وشيك على هدنة طويلة الأمد، ووصف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه التقارير بأنها "كاذبة وجزء من الحرب النفسية التي تمارسها حماس".

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن وثيقة إسرائيلية تتعلق بالمفاوضات الجارية، تتضمن: وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتفكيك المنشآت العسكرية الإسرائيلية في نتساريم، إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، تشمل الوقود ومواد الإعمار إضافة إلى تسليم قوائم بأسماء الأسرى الذين ستفرج عنهم حماس في المرحلة الأولى.

كما تشمل الوثيقة مطالب إسرائيلية تتعلق بمنع مرور المسلحين الفلسطينيين عبر مناطق معينة، وزيادة عدد الأسرى الذين يتم إبعادهم إلى الخارج أو إلى غزة.

آمال معلقة في الدوحة

بينما تستمر المفاوضات، يبقى ملايين الفلسطينيين في غزة عالقين في دوامة الحرب، مع آمال ضعيفة بأن تفضي جولات التفاوض الحالية إلى وقف لإطلاق النار، وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، وإنهاء معاناة استمرت لأكثر من عام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان