إعلان

هل ينهار اتفاق وقف النار في لبنان بعد إعادة نشر إسرائيل قواتها في الجنوب؟

02:27 م الثلاثاء 28 يناير 2025

جيش الإحتلال الإسرائيلي أرشيفية

كتبت- سهر عبد الرحيم:

مع اشتعال الأوضاع في لبنان في الآونة الأخيرة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله اللبناني، تتزايد المخاوف بشأن انهيار الاتفاق، خاصة بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المقررة لانسحاب قوات جيش الاحتلال من المناطق التي يتواجد فيها بالجنوب وانتشار الجيش اللبناني بدلًا منه.

واتهم لبنان إسرائيل بأنها "تماطل" في تنفيذ قرار الانسحاب من جنوب البلاد، وذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إعادة انتشاره في بعض المناطق التي كان من المقرر الانسحاب منها، فهل من الممكن أن ينهار اتفاق وقف إطلاق النار؟.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن قواته لا تزال منتشرة في جنوب لبنان، تزامنًا مع تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير المقبل، زاعمًا أنه أعاد انتشاره لضمان عدم تمكين حزب الله اللبناني من إعادة ترسيخ قوته.

وقال جيش الاحتلال في بيان له، "إلى سكان الجنوب اللبناني: كما تعلمون، أعاد الجيش انتشاره في الفترة الأخيرة في مواقع مختلفة من جنوب لبنان، عملًا ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وذلك بهدف تمكين انتشار فعال للجيش اللبناني تدريجيا، وتفكيك وإبعاد حزب الله بعناصره وبنيته التحتية، من جنوب

1_11zon

ويعتقد العميد ركن أول ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة ببيروت، دكتور هشام جابر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تنسحب من جميع مناطق الجنوب وربما تبقى لأشهر تساوم عليها، مؤكدًا أن لبنان لن يساوم على أرضه، مع العلم أنه من المحتمل أن تبقي تل أبيب قواتها على 5 نقاط أساسية استراتيجية بجنوب البلاد متمركزة بها.

وأوضح دكتور هشام جابر خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن النقاط الخمس هي: تلة العويضة في القطاع الشرقي وربما تلة الحمامص في القطاع الأوسط لأنها تلتين يشرفان على فلسطين المحتلة كلها وعلى القطاعين كل واحدة القطاع الأوسط والقطاع الشرقي، وكفر كلا، فضلًا عن قرية العديسة، والطيبة، وربما بعد ذلك نقطتين أخريتين غير معروفين حتى الآن.

ولفت، إلى أنه بعد نهاية المهلة المحددة، وهي يوم 18 فبراير المقبل، من الممكن أن تطلب إسرائيل تمديدها مرة أخرى، مضيفًا: وفي حال أنه لم تطلب تل أبيب ذلك ستوقف خروقاتها واعتداءاتها لكنها ستبقى في هذه المقاطع الخمس المذكورة.

وقال رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة، إنه إذا تحقق هذا السيناريو، فإن الدولة اللبنانية ستسعى لإقناع المجتمع الدولي وسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال الضغوط الدبلوماسية، للضغط على إسرائيل للانسحاب من كامل أراضي الجنوب.

2

أما بخصوص رد فعل حزب الله، أشار جابر إلى أنه من المحتمل أن يعود الحزب لحرب عصابات ضمن الأراضي اللبنانية لتحرير تلك المناطق، لكن دون أن يقصف فلسطين المحتلة حتى لا يشعلوا حرب واسعة من جديد، لكن الخوف من عودة الحرب من جديد إذا ردت إسرائيل على مراكز أو شخصيات.

ويختتم العميد ركن اول هشام جابر حديثه، أنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب في اشتعال حرب جديدة، سيتمكن من منع إسرائيل من الرد.

وعلى الجانب الأخر، يعتقد الصحفي والكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية، أن اتفاق وقف إطلاق النار لن ينتهي وسوف يثبت، برغم تمديد مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في الجنوب.

كما يرى خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن قوات الاحتلال ستنسحب قبل انتهاء المهلة المحددة، وهي يوم 18 فبراير المقبل، لكنها قد تحتفظ بالسيطرة على بعض التلال الحاكمة.

3

وأوضح قمورية أن هناك قرار أمريكي كبير بذلك، مضيفًا "اللهم إلا إذا قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المغامرة وأطاح بكل شيء".

وأكد أن ما أظهره اللبنانيون خلال الأيام الأخيرة من تحدي للتحذيرات الإسرائيلية والعودة إلى منازلهم في الجنوب ومؤازرة الجيش اللبناني من دخول البلدات التي انسحب منها جيش الاحتلال، قلب المعادلات رأسًا على عقب.

وأشار الكاتب السياسي اللبناني، إلى أن إسرائيل ظنت أنه بإمكانها مواصلة الانتشار في الأراضي اللبنانية وسط صمت لبنان وبتغطية أمريكية ، لكن هذا لم يحدث، ذاكرًا أن ما حدث من شأنه أن يزيد الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي لمنعه تفجير الأوضاع في لبنان.

وأوضح أنه في حال عدم الانسحاب، فإن ذلك يعطي حزب الله الموجود عبر بيئته الحاضنة في المناطق الجنوبية "الحجة" لاستنهاض مقاومته والتمسك بسلاحه على الأقل شمالي نهر الليطاني بذريعة بقاء الاحتلال.

وأكد قمورية، أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب هو شئ لا يقبل به أي لبناني حتى خصوم حزب الله في الداخل ، وبالتالي، سيعطي الاحتلال المقاومة شرعية كاملة محفوظة للدستور اللبناني والمواثيق الدولية في الدفاع عن أرضهم.

4

وكان البيت الأبيض أعلن، الأحد الماضي، تمديد الاتفاق بين إسرائيل ولبنان إلى 18 فبراير المقبل، مضيفًا أن "لبنان وإسرائيل وأمريكا ستبدأ مفاوضات بشأن عودة الأسرى اللبنانيين الذين أسرتهم إسرائيل بعد الـ7 من أكتوبر2023.

ومن جانبه أكد الجيش اللبناني أنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب نهر الليطاني منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة"، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيقه، وقوة الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب (اليونيفيل)".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان