جيورا آيلاند.. من هو مخطط "حلم تهجير غزة" ومهندس خطة الجنرالات؟
كتبت- أسماء البتاكوشي:
اسم بارز في المشهد الأمني والسياسي الإسرائيلي، معروف بمقترحاته المثيرة للجدل، والتي كان من أبرزها خطة الجنرالات في قطاع غزة، هو اللواء الإسرائيلي المتقاعد "جيورا آيلاند"، الذي شغل آيلاند العديد من المناصب في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولعب دورًا رئيسيًا في صياغة استراتيجيات الأمن القومي في إسرائيل.
في بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، رفض آيلاند الغزو الإسرائيلي البري لغزة، قائلًا إنه سيكون "خطأً فادحًا"، إذ سيتعين على الجنود تطهير كل منزل وإزالة الأفخاخ من الأنفاق التي يبلغ طولها عدة كيلومترات، واقترح بدلًا من ذلك "أن تخلق إسرائيل أزمة إنسانية في غزة" لاستعادة الأسرى.
كما أن اللواء المتقاعد هو صاحب خطة الجنرالات المثيرة للجدل، والتي تقترح أن يمنح جيش الاحتلال جميع المدنيين في شمال غزة أسبوعًا واحدًا لإخلاء المنطقة، وبعد ذلك سيتم اعتبارهم مقاتلين وسيتم استهدافهم بالقتل من قبل الجيش، كما ستمنع الخطة جميع المواد الغذائية والمياه والوقود والإمدادات الطبية من دخول شمال غزة.
ويزعم اللواء المتقاعد أن الخطة تهدف إلى تدمير حماس، وإطلاق سراح أي أسرى متبقين، ثم احتلال غير محدد الأجل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن تلك الخطة ستجعل حماس تضطر إما إلى الاستسلام أو الجوع"، قائلاً إنه "لن يكون من الضروري" أن يقتل الاحتلال كل شخص في شمال غزة لأن "الناس لن يكونوا قادرين على العيش هناك. سوف تجف المياه".
وتبنى جيش الاحتلال نسخة معدلة من خطة الجنرالات في أكتوبر 2024، والتي تتضمن أوامر لجميع السكان بالمغادرة في غضون أسبوع؛ وحصار كامل للمياه والغذاء والوقود؛ ثم اعتقال أو قتل كل من تبقى، حسب ما أوردته شبكة سي إن إن الأمريكية.
وجيورا آيلاند الذي ولد عام 1952 في موشاف كفار هس، هو لواء متقاعد من جيش الاحتلال، ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي. بعد تقاعده من القطاع العام عمل كباحث مشارك أول في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، فضلًا عن أنه معلق في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية بشأن الأمن القومي والشؤون الاستراتيجية.
وأسس اللواء الإسرائيلي المتقاعد شركة استشارية للأمن القومي والخدمات الاستراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات، نفذت العديد من المشاريع منها تطوير منهجية مقارنة لتقييم القواعد والسلوكيات العسكرية أثناء النزاعات المسلحة لمبادرة دولية.
وانضم آيلاند إلى الجيش في عام 1970، وخدم في كتيبة لواء المظليين 890، كما خدم في مجموعة متنوعة من الأدوار داخل اللواء: كقائد فصيلة (معركة المزرعة الصينية عام 1973 في حرب يوم الغفران)، ضابط عمليات، قائد سرية (عملية عنتيبي عام 1976)، نائب قائد كتيبة (عملية الليطاني عام 1978)، قائد كتيبة "باسلت" المحمولة جوًا رقم 50 (حرب لبنان الأولى عام 1982) وقائد احتياطي للواء المظليين.
وبعد حرب لبنان الأولى، كان اللواء المتقاعد، قائدًا لمدرسة ضباط المشاة التابعة لقائد سلاح المشاة، في عام 1984، وأكمل دورة المشاة المتقدمة في فورت بينينج، جورجيا، الولايات المتحدة، وبعدما عاد إلى إسرائيل، تم تعيينه ضابطًا في مديرية العمليات في سلاح المشاة (إسرائيل).
وفي الأعوام 1990-1992، تولى قيادة مدرسة ضباط جيش الاحتلال (قاعدة التدريب 1)، وفي الأعوام 1992-1993 كان قائدًا للواء جفعاتي، بينما في عام 1993، عُين رئيسًا لسلاح المظليين والمشاة برتبة عميد، وفي عام 1996 عُين رئيسًا لقسم العمليات في مديرية العمليات.
وعام 1999 عُين رئيسًا لمديرية العمليات برتبة لواء، إذ شارك في الاستعدادات لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وأيضًا في الصراع مع الفلسطينيين (الانتفاضة الثانية)، وفي 2001 عُين رئيسًا لمديرية التخطيط، مشاركًا في العملية السياسية، خلال عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وآنذاك تم تعيين آيلاند لمرافقة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في محادثاته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كما مثل قوات الأمن الإسرائيلية في محادثات مع مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين وغيرهم، ومع انتهاء فترة عمله بمديرية التخطيط عام 2003، رفض عرضًا ليصبح ملحقًا عسكريًا لجيش الاحتلال في واشنطن، وتقاعد من الجيش بعد 33 عامًا من الخدمة.
وترك آيلاند مديرية التخطيط والجيش ليقبل في يناير 2004 عرض أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بتولي رئاسة مجلس الأمن القومي، وكان هو الرئيس الرابع لمجلس الأمن القومي خلال السنوات الست من عمر المجلس.
وفي عام 2006، تم تعيين آيلاند من قبل رئيس الأركان آنذاك دان حالوتس، رئيسًا للجنة الخبراء للتحقيق في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على يد حركة حماس في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
"جيورا آيلاند".. ما هي خطة صديق نتنياهو التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي للقضاء على حماس؟
فيديو قد يعجبك: