فور تنصيبه.. لماذا انسحب ترامب من "الصحة العالمية"؟

كتبت- أسماء البتاكوشي:

بعد ساعات قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، اتخذ قرارات عدة مثيرة للجدل، والتي كان من أبرزها انسحاب واشنطن من منظمة الصحة العالمية، إذ اتهمها بخداع أمريكا خلال جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، بالإضافة إلى أزمات صحية أخرى.

ووقع ترامب أمرًا تنفيذيًا لبدء عملية سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، في المرة التي تعد الثانية خلال أقل من 5 سنوات التي تتخذ فيها الولايات المتحدة هذه الخطوة، إذ قال، "إن الصحة العالمية تخدعنا، الجميع يخدعونا، لن يحدث هذا بعد الآن، فإنها أساءت التعامل مع جائحة كوفيد 19 وأزمات صحية دولية أخرى.

وفي هذا الشأن يقول مهدي العفيفي عضو الحزب الديمقراطي، إن الرئيس الأمريكي، كان قد شن هجومًا قويًا على منظمة الصحة العالمية بسبب سياساتها التي اعتمدت على فرض إجراءات صارمة لمكافحة جائحة كوفيد-19، السياسات التي كان لها تأثير سلبي غير مبرر على الاقتصاد الأمريكي حسب اعتقاد ترامب.

ويضيف عضو الحزب الديمقراطي، خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن ترامب كان يرى أن حماية الصحة العامة لا ينبغي أن تأتي على حساب النشاط الاقتصادي، كما كان يعتقد أن الصحة العالمية اتخذت قرارات من شأنها إبطاء النمو الاقتصادي في وقت كان يحتاج فيه الاقتصاد الأمريكي إلى التعافي السريع.

وخلال جائحة كورونا كان ترامب يصر على ضرورة إيقاء المصانع والشركات مفتوحة، حتى في ظل الأزمة الصحية، لتجنب الأضرار الاقتصادية الجسيمة التي قد تلحق بالمواطنين والشركات، فقد كان يرى أن الإغلاقات قد تؤدي إلى انكماش الاقتصاد، ما يؤثر بشكل سلبي على الطبقات العاملة والمتوسطة، التي تعتمد على دخل يومي، حسب ما قاله مهدي العفيفي عضو الحزب الديمقراطي.

يشار إلى أن خطوة انسحاب الولايات المتحدة، جاءت في أعقاب انتقادات ترامب السابقة لمنظمة الصحة العالمية خلال جائحة كورونا في عام 2020، إذ اتهم المنظمة بالفشل في التعامل مع أزمة الصحة العالمية والتأثر بالتحيزات السياسية، والتحول إلى دمية في يد الصين.

وفي حديثه في المكتب البيضاوي، سلط ترامب الضوء على أوجه عدم المساواة المالية المتصورة، قائلًا: "لقد دفعنا 500 مليون دولار أمريكي للصحة العالمية عندما كنت هنا، وأنهيت ذلك. الصين، مع 1.4 مليار شخص، لديها 350 معاليًا... كانوا يدفعون 39 مليون دولار أمريكي. كنا ندفع 500 مليون دولار أمريكي. بدا لي ظلما قليلا ".

وأضاف ترامب أنه على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة في البداية من منظمة الصحة العالمية في عام 2020، فإن إدارة بايدن عادت إلى المنظمة بموجب ترتيب التمويل السابق. "عرضوا علي العودة مقابل 39 مليون دولار أمريكي. من الناحية النظرية، يجب أن يكون أقل من ذلك، لكن عندما عاد بايدن، عادوا مقابل 500 مليون دولار ".

ومن جانبها علقت منظمة الصحة العالمية على إعلان ترامب، بانسحاب الولايات المتحدة من المنظمة، فور تنصيبه، إذ قالت المنظمة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، "نأسف للإعلان عن نية الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب، فقد كانت عضوًا مؤسسًا للمنظمة في عام 1948".

وأضافت، أن الولايات المتحدة شاركت في تشكيل وإدارة عمل منظمة الصحة منذ ذلك الحين، جنبًا إلى جنب مع 193 دولة عضو أخرى، بما في ذلك من خلال مشاركتها النشطة في جمعية الصحة العالمية والمجلس التنفيذي، معربة عن أملها للنظر والتطلع إلى المشاركة في حوار بناء للحفاظ على الشراكة بينهما، لصالح صحة ورفاهية ملايين البشر في جميع أنحاء العالم.