لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إسرائيل تدرس "مقترح الجنرالات" بشأن شمال غزة وتحويله لمنطقة عسكرية مغلقة

05:26 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

غزة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بي بي سي

"لن نرحل ولن نترك بيوتنا ولا شوارعنا رغم ما نحن فيه من دمار وخراب وما يشبه المجاعة"، هكذا تحدث كامل عجور، أحد سكان شمال غزة، ردا على ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن مقترح تقدم به عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي ينص على إخلاء شمال القطاع من سكانه.

يقول عجور، وهو رئيس اتحاد المخابز في شمال غزة لـ بي بي سي: "لن نذهب من الموت للموت لن نترك الشمال لنذهب للجنوب، فلا يوجد أي مكان آمن في غزة، وكل أهالي الشمال سيرفضون أي خطط إسرائيلية لإخلائه بالقوة".

وحسب الخطة التي قدمها عسكريون سابقون، على رأسهم الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، والتي تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يدرسها، يجب القضاء بشكل كامل على حركة حماس شمالي القطاع من خلال إفراغه تماما من سكانه.

ما هي خطة الجنرالات؟

تتحدث الخطة عن إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه، وتحويله إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، بحيث يصبح تحت السيطرة العسكرية.

كما تنص على إجلاء أكثر من 300 ألف غزي وفرض حصار على من تعتقد إسرائيل أنهم مسلحون تابعون لحركة حماس يتحصنون في هذه المنطقة، وقطع جميع المساعدات الإنسانية الواصلة إلى الشمال، ما يجعل هؤلاء المسلحين أمام خيارين إما الاستسلام أو الموت جوعا، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

ويُقدر عدد عناصر حماس في مناطق شمال القطاع بنحو خمسة آلاف، وفقا لوكالة رويترز.

وبحسب واضعي الخطة، فإن الحصار هو الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء الحرب، ما يجعل عدد الضحايا أقل، سواء بين الجنود أو المدنيين.

واعتبر واضعو الخطة أن من شأن السيطرة على المنطقة، تأليب سكان غزة ضد حركة حماس، ووصفوا ذلك بأنه سيكون أكبر "كابوس" لزعيم الحركة يحيى السنوار، ما يؤدي إلى التوصل لصفقة أسرى بشكل أسرع.

تتطابق الخطة مع رؤية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي اإيتمار بن غفير وغيرهما من ساسة اليمين المتطرف، الذين طالبوا باتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ بداية الحرب.

وسبق أن استبعد المحلل السياسي لصحيفة هاًرتس عاموس هارئيل أن يطبق الجيش "خطة الجنرالات"، واعتبر أنها تتضمن إجراءات ترقى إلى ما وصفه بمرتبة "جرائم الحرب" في نظر القانون الدولي.

"تحت الدراسة"

وتطرق نتنياهو للخطة الأحد خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مشيراً إلى أن الخطة هي واحدة من الخطط التي يتم دراستها، حسبما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل".

"رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت يدرسان الخطة بجدية بالغة" هذا ما يقوله أمير بار شالوم، المحلل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي لـ "بي بي سي" عند سؤالنا له عن الخطة التي يجري الحديث عنها.

ويقول بار شالوم إن رئيس الوزراء تحدث عن الخطة في الكنيست، ولكن ليس واضحا حتى الآن في أي مرحلة وعلى أي مستوى سيتم تنفيذها.

ويضيف المحلل العسكري الإسرائيلي أنه يعتقد، أن الجيش سيبدأ - حال التصديق على هذه الخطة - في السيطرة على جميع المساعدات التي تدخل إلى شمال قطاع غزة "لمنع حماس من وضع يدها عليها"، ومن ثم توزيع تلك الإمدادات الإنسانية على الفلسطينيين.

ولكنه أشار إلى أن "خطة الجنرالات" لم تحظ بعد بالموافقة من قبل المجلس الوزاري المُصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل.

الاستسلام أو الموت!

وبحسب الخطة، فإنه "بعد أسبوع من أوامر الإخلاء، يتم فرض الحصار العسكري الذي لا يتيح لمن يظل أي مقومات للعيش، بل يترك لكل من يبقى، باعتبارهم وفقا للوثيقة من عناصر حماس، خيارا واحدا، وهو إما الاستسلام أو الموت".

وفقا للجنرال آيلاند، "فإن التجويع حتى الموت هو سيد الموقف، حيث يؤكد أن الصفقة الأولى في نوفمبر 2023 تكللت بالنجاح، وذلك "لأن إسرائيل أدخلت للقطاع فقط شاحنتي مساعدات يوميا".

ويراهن من هم وراء هذه الخطة على أنه لا يوجد ما تخشاه حماس أكثر من "حكم بديل وجماهير غاضبة؛ نتيجة للتجويع".

كما يؤكد آيلاند، الذي شغل في السابق منصب رئيس قسم العمليات، وكذلك رئيس مجلس الأمن القومي، أن المقترح "لا ينتهك القانون الدولي؛ كونه يتيح للسكان الخروج، قبل بدء الحصار المطبق"، على حد زعمه.

"لا أثر حتى الآن"

لا يوجد أي مؤشرات أو إجراءات عملية تنفيذية على الأرض من قبل قوات الجيش الإسرائيلي تشير إلى بدء تنفيذ تلك الخطة، هذا ما علمته بي بي سي بعد حديثها مع العديد من سكان شمالي القطاع الذين بلا شك لم يخفوا حالة الرعب والخوف الشديدين التي تنتابهم إزاء تلك المخططات التي وصفها كثيرون منهم بأنها "صعبة التنفيذ" كما يتوقعون لأنهم سيرفضون الانصياع لها.

ولكن في الوقت نفسه، يقول أبو المعتز عجور، صاحب مجموعة مخابز، مساء السبت إن خمسة مخابز من أصل ستة توقفت بشكل كامل عن العمل في مدينة غزة وشمالها بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

ويقول عجور في تصريح صحفي إن الجانب الإسرائيلي يمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المخابز من جنوب قطاع غزة إلى مدينة غزة وشمالها، منذ نحو أسبوعين.

وحذر عجور من خطورة وتداعيات توقف مخابز مدينة غزة وشمالها عن العمل، خاصة وأنها تقدم خدماتها لأكثر من 340 ألف شخص هناك.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: