مسؤول إسرائيلي: الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية بشأن إسرائيل وغزة غير ناجحة
لندن – (أ ش أ)
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية بشأن إسرائيل وغزة غير ناجحة.
وذكرت الصحيفة، في مقال رأي لرئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي والمفاوض الإسرائيلي السابق دانييل ليفي، أن السياسات الأمريكية تعزز موقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يفضل سياسيا في الأمد القريب حربا مفتوحة، وليس التوصل إلى اتفاق.
وأشار المقال إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تظل في مرحلة مكثفة من النشاط الدبلوماسي في الشرق الأوسط، إذ تعمل على تجنب حرب إقليمية في حين تروج بتفاؤل لآفاق التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وقال إنه في أعقاب الجولة الأخيرة من عمليات القتل الإسرائيلية الاستفزازية في طهران وبيروت وتبادل إطلاق النار المكثف بين إسرائيل وحزب الله مطلع الأسبوع الجاري، بدا أن المنطقة تتجه أكثر نحو حرب شاملة، ومنع ذلك قضية جديرة بالاهتمام في حد ذاتها.
وأشار إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وعدم شعبية السياسة الأمريكية بشأن غزة وإسرائيل والشرق الأوسط بين الناخبين الديمقراطيين أنفسهم، هناك أيضا أسباب سياسية ملحة تدفع الإدارة الديمقراطية إلى تجنب المزيد من الحرب والسعي إلى تحقيق انفراجة دبلوماسية.
وأوضح كاتب المقال أن فريق بايدن يحاول تحقيق ثلاثة أهداف صعبة، أولها، أن إدارة بايدن تحاول ردع المحور الإيراني عن المزيد من الاستجابات لعمليات القتل المستهدفة التي نفذتها إسرائيل مؤخرا في طهران وبيروت.
وثانيها، تحاول الإدارة الأمريكية الوصول إلى يوم الانتخابات بشكل إيجابي، من خلال إنهاء صراع مثير للانقسام، أو كخطة احتياطية، لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد تجر إليه إسرائيل الولايات المتحدة.
وثالثا، قد ترغب إدارة بايدن في وضع حد للدمار الوحشي وقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، والأزمة الإنسانية هناك، ومحنة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وقال ليفي إنه في العادة، قد يشكل تحقيق هذين الهدفين الأولين إنجازا مقبولا، ويصبح الهدف أكثر قابلية للتحقيق بفضل عدم رغبة محور المقاومة الذي تقوده إيران في الوقوع في فخ حرب شاملة.
ومع ذلك، فإن الفشل في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة يخاطر بانهيار كل شيء آخر ويبقي المنطقة عند نقطة الغليان، وسوف يكون من الصعب للغاية الحفاظ على التهدئة الإقليمية والهدوء السياسي الداخلي إذا انهارت محادثات غزة مرة أخرى.
وأكد الكاتب أنه لا شك في أن وضع حد للمعاناة اليومية غير المسبوقة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، فضلا عن إعادة الأسرى الإسرائيليين هناك إلى ديارهم، يشكل سببا كافيا لبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف إطلاق النار، ولكن إدارة بايدن كانت عاجزة بشكل فريد عن التعامل مع الفلسطينيين على قدم المساواة مع الإنسانية والكرامة التي يتمتع بها الإسرائيليون، وهو أحد الأسباب التي جعلت هذا الأمر يؤثر بشكل سيئ للغاية على قاعدة التصويت الديمقراطية.
وقال ليفي إنه حتى لو كانت الحكومات الأمريكية تشعر بالإحباط الشخصي إزاء نتنياهو، فإن سياساتها تعمل على تعزيز موقفه في الداخل.
وأضاف أن التفضيل الأيديولوجي لنتنياهو هو تهجير الفلسطينيين وسلب حقوقهم، إلى جانب جر الولايات المتحدة بشكل أكثر نشاطا إلى صراع إقليمي مع إيران؛ ويتلخص هدفه السياسي قصير الأجل في الحفاظ على حرب مفتوحة يمكن أن تستوعب درجات متفاوتة من الشدة، ولكن ليس التوصل إلى اتفاق.
وتساءل ليفي من أين قد يأتي التغيير في نهاية المطاف، وقال إنه نظرا للتوترات الحالية، فقد يتكشف شيء يقترب من حرب إقليمية شاملة، وإلى جانب المخاطر والخسائر التي قد تترتب على ذلك، فإن اندلاع حرب أوسع نطاقا قد يؤدي بشكل متأخر إلى دفع أكثر جدية لوقف شامل لإطلاق النار.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: