من الجنجويد إلى الدعم السريع.. رحلة مليشيا حميدتي تحت غطاء محاربة "الإسلاميين"
كتب- محمود الطوخي
منذ اندلاع الحرب في السودان، أصرّ زعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على ترويج مزاعمه بمحاربة الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان "لتخليص البلاد من الإسلاميين (الكيزان)"، غير أن تقرير جديد نشره موقع "أفريكا إنتليجنس" الفرنسي كشف أكاذيبه.في منتصف أبريل عام 2023 حشد حميدتي الدعم اللازم لحربه ضد الجيش السوداني، بذريعة محاربة النظام الذي شكله الرئيس السابق عمر البشير وأعوانه من الإسلاميين، وفق التقرير الفرنسي.
لكن التقرير أشار إلى أن الانتماءات القبلية وعلاقات النسب والقرابة، لعبت دورا كبيرا في حشد الدعم للمليشيا المتمردة، إذ أن كثير من قادة الجماعة المتمردة كانوا من أتباع نظام البشير قبل أن يقدموا الولاء لحميدتي بسبب روابط الدم.
وكشف التقرير أن المستشار البارز لحميدتي، يوسف عزت الماهري، أحد المنشقين عن الحزب الشيوعي، موضحا كذلك أن أخاه محمد عزت، القيادي الأقل مكانة في المليشيا المتمردة، كان أحد الفاعلين البارزين بشمال دارفور حيث منشأ حميدتي.
وذكر الموقع الفرنسي المتخصص في الشؤون الأفريقية منذ ثمانينيات القرن الماضي، أن الأخوين عزت ينتميان إلى قبيلة "الرزيقات"، وهي ذات القبيلة التي ينحدر منها حميدتي كما ينتميان لنفس العشيرة، كما أن كثيرا من القياديين في الدعم السريع ينتمون إلى قبائل قريبة من حميدتي، مثل المتحدث باسم المليشيا المتمردة الفاتح القرشي، أحد الزعماء الإسلاميين النشطين في عهد البشير.
إلى جانب هؤلاء، كان من أبرز المنضمين إلى لواء حميدتي وفق"أفريكا إنتليجنس"، نائب الرئيس في عهد البشير، حسبو محمد عبد الرحمن نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، مشيرا إلى أن بعض التقارير تفيد بأن حميدتي قد ينصبه حاكما لإقليم دارفور، حال تمكنوا من السيطرة عليه.
وأوضح التقرير الفرنسي، أن الدعم السريع أطلقت في بداية الحرب حركة واسعة النطاق لتجنيد كوادر مؤهلة من قوات الدفاع الشعبي وقوات الأمن السودانية.
وفي عام 2019، حاولت قوات الدفاع الشعبي قمع المظاهرات الاحتجاجية ضد الرئيس السابق عمر البشير، وكان من بين أعضائها نجل نائب الرئيس "أحمد حسبو عبد الرحمن" الذي يعمل بالعلاقات العامة للمليشيا المتمردة، وأحد المؤثرين السودانيين البارزين "علي دخرو" قائد الدعم السريع في الخرطوم.
وأبرز الموقع الفرنسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، انضمام صحفي وعضو سابق في حزب المؤتمر الوطني، إبراهيم بقال، إلى مليشيا الدعم السريع في الفترة بين منتصف أبريل 2023 وأغسطس من العام نفسه.
وفي سبيل اجتذاب أكبر عدد من الأفراد إلى صفوف المليشيا المتمردة، قام حميدتي "باصطياد" عددا من كبار الضباط السودانيين الذين أُحيلوا إلى التقاعد، أمثال مهدي كبا والنور حامد مراهد، المنتميان لقبيلة "الحوزامة البدوية"، واللذين أصبحا حاليا مسؤولين عن السيطرة على بلدات الرهد وأم روابة شمالي كردفان.
وتعود نشأة مليشيا الدعم السريع التي انبثقت عن قوات "الجنجويد" إلى عام 2003 على يد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، من أجل قمع المتمردين على حكمه في ولاية دارفور، وهو ما نجحت فيه بالفعل آنذاك.
فيديو قد يعجبك: