بعد "اليد الطويلة".. ما أبرز خيارات الحوثيين للرد على الهجوم الإسرائيلي؟
كتب- محمود الطوخي
لم ينتظر قادة الاحتلال الإسرائيلي طويلا، للرد على الهجوم الحوثي الذي استهدف العاصمة تل أبيب بطائرة مسيّرة، أمس الجمعة، حتى شنت مقاتلاته الحربية غارات على محافظة الحديدة اليمينة، مساء السبت.
الهجوم الإسرائيلي الذي أطلق عليه جيش الاحتلال عملية "اليد الطويلة"، استهدف محطة للكهرباء وخزانات نفطية بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وفي ظل التفاخر الإسرائيلي بالعملية التي تم تنفيذها على بعد يزيد عن 2000 كيلومتر ووصفها مسؤولوه العسكريون بأنها من بين أبعد العمليات في التاريخ، توعدت الجماعة اليمنية الموالية لإيران برد أكثر تأثيرا.
اي يمني يبرر العدوان الصهيوني على اليمن عليه أن يراجع يمنيته وعروبته،نختلف داخليا لكن اي عدوان خارجي يجعلنا نتوحد ضده فكيف والعدوان صهيوني إسرائيلي هذا يجعل الموقف اكثر صرامه من كل يمني وعربي ومسلم وحر .#اليمن_ينتصر_لفلسطين#اليمن_يضرب_تل_أبيب pic.twitter.com/73923PwtXK
— مختار الرحبي (@alrahbi5) July 20, 2024
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أن الجماعة تعد العدة لحرب طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، فما هي أبرز الخيارات التي قد تمكن الحوثيين من الرد على إسرائيل؟
في عام 2014 تمكن الحوثيون مع بداية النزاع في اليمن، من السيطرة على جزء كبير من أسلحة الجيش اليمني، وعملوا منذ ذلك الحين على تطويرها وخصوصا الشق الجوي، بدءً من الطائرات المسيّرة "الدرون" وحتى صواريخ "كروز" والصواريخ البالستية.
وإثباتا لذلك، أعلن مسؤولون عسكريون في الجماعة الموالية لإيران، تمكنهم من تصنيع طائرات مسيّرة وعربات مدرعة وصواريخ.
الطائرات المسيّرة
مع اندلاع الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، استهدف الحوثيون عددا من السفن التي قالوا إنها تتبع دولة الاحتلال بالطائرات المسيّرة؛ والتي تُعد أقل كلفة من الصواريخ.
وفي عام 2021 كشف الحوثيون عن بعض الطائرات المسيّرة المُصنّعة محليا أثناء عرض عسكري أُقيم في العاصمة صنعاء، إلى جانب ما يمتلكونه في ترسانتهم من مسيّرات إيرانية مثل "شاهد-136" التي يبلغ مداها نحو 2000 كم ويستخدمها الجيش الروسي في حربه بأوكرانيا، وفق تصريحات الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز لوكالة "فرانس برس".
ولعل أبرز هذه المسيرات المحلية، الطائرة بدون طيار من طراز "يافا" التي استهدفت العاصمة الإسرائيلية تل أبيب أمس الجمعة، والتي بإمكانها تجاوز المنظومات الدفاعية والتخفي عن أجهزة الرادار، وفق ما أعلنه المتحدث العسكري الحوثي.
كما تمتلك الجماعة اليمينة، المسيّرة "صماد-3"، التي تستطيع حمل 18 كجم من المتفجرات، دون معرفة مداها بشكل وثيق، والذي من المرجح أنه يمكن أن يصل إلى نحو 1600 كلم، وفق هينز.
ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير أصدره في 2020، إن هذه الطائرات الحوثية تستخدم نظام "جي بي إس" لتحديد المواقع، كما "يمكنها التحليق بشكل منفصل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا تجاه أهدافها".
صواريخ بالستية
لم تقتصر قدرات الحوثيين العسكرية على امتلاك الطائرات بدون طيار فقط، لكنها الترسانة الحوثية تشمل صواريخ بالستية من نوع "طوفان" وهي ذاتها صواريخ "قدر" الإيرانية التي أعادت الجماعة اليمنية تسميتها، والتي يتراوح مداها بين 1600 و1900 كم، وفق فابيان هينز.
وأشار الخبير العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن تلك الصواريخ غير دقيقة إلى حد كبير، أو على أقل تقدير النسخ التي ظهرت خلال العروض العسكرية.
من جانبه يشير كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأمريكية محمد الباشا، خلال تصريحاته لـ "فرانس برس"، إلى أن الحوثيين كشفوا عن امتلاكهم صواريخ "طوفان" قبيل عملية "طوفان الأقصى" بأسابيع قليلة.
صواريخ "كروز"
وإلى جانب ما يمتلكه الحوثيون من مسيّرات وصواريخ بالستية، تتضمن ترسانتهم بعض طرازات صواريخ "كروز"، مثل صواريخ "قدس" الإيرانية التي تتوفر منها عدة نسخ مختلفة يصل مدى بعضها إلى 1650 كم، بحسب هينز.
وعلى مدار السنوات السابقة أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ هجمات باستخدام صواريخ "كروز"، ما يبرهن امتلاكها لتلك النوعية من الأسلحة.
الصواريخ "فرط الصوتية"
في مارس الماضي، أعلن الحوثيون نجاح التجارب العملية لصاروخ "فرط صوتي" يعمل بالوقود الصلب، وفق ما أدلت به مصادر عسكرية مقربة من الجماعة الموالية لإيران لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وقال زعيم الجماعة اليمنية عبد الملك الحوثي، إن جماعته تسعى لتصنيع الصواريخ "فرط الصوتية"، والتي ستضعهم وفق تعبيره "ضمن مصاف الدول ذات القدرات العالية".
لكن رئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية الروسية، أندريه كلينتسفيتش، رجح في تصريحات لموقع "نيوز ري" الروسي، حصول الحوثيين على هذه النوعية من الصواريخ من إيران، مؤكدا أن ليس لديهم القدرة الكافية أو التقنية لإنتاج مثل هذه الأسلحة.
وتمتلك إيران في ترسانتها العسكرية صاروخ "فتاح" الفرط صوتي، والذي بإمكانه التحليق بسرعة تبلغ 15 ضعف سرعة الصوت، وفق ما أعلنته طهران.
فيديو قد يعجبك: