إعلان

"الدفع مقابل الحماية".. أجندة ترامب الخارجية تثير مطامع الصين في تايوان

07:03 م الخميس 18 يوليو 2024

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود الطوخي:

لم يتطلب الأمر وقتا طويلا، للكشف عن ملامح السياسة الأمريكية الخارجية إذا ما فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالسباق الرئاسي المنتظر في نوفمبر المقبل، والتي تبدو معاكسة لما هي عليه في ولاية الرئيس الحالي جو بايدن، إذ تتسم بحسب خبراء بـ"الغموض الاستراتيجي".

وفي أحدث تصريحاته، قال ترامب إن على تايوان أن تدفع للولايات المتحدة مقابل حمايتها في مواجهة التهديدات الصينية القائمة، معتبرا أن الجزيرة "لا تقدم شئ لأمريكا".

صورة 1

وقال ترامب في مقابلة إعلامية، في الـ25 من يونيو الماضي: "لم نعد نختلف عن شركات التأمين وتايوان لا تدفع شيئا، يجب أن تدفع لنا مقابل الدفاع عنها"، لافتا إلى البعد الجغرافي الفاصل بين البلدين، إذ "تبعد عن الولايات المتحدة 9500 بينما تبعد عن الصين 68 ميلا فقط".

تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، سببت ارتيابا كبيرا لدى المسؤولين في تايبيه، خصوصا وأن تايوان تربطها علاقات جيدة بالولايات المتحدة، وفق رئيس الوزراء التايواني تشو جونج تاي، الذي قال إن بلاده ملتزمة بتعزيز دفاعاتها وأن "حكومته زادت من ميزانيتها الدفاعية وتحملت مسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي".

صورة 2

وتُبرر مخاوف تايوان، بأن الولايات المتحدة هي أبرز الداعمين الدوليين للجزيرة من الناحية السياسية والعسكرية، على الرغم من عدم وجود اتفاق دفاعي رسمي بينهما.

وتزايدت التهديدات الصينية في الآونة الأخيرة، في سبيل السيطرة على جزيرة تايوان التي تعتبرها بكين جزء من أراضيها، غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد بالدفاع عن تايوان إذا ما أقدمت بكين على تنفيذ غزو عسكري للجزيرة.

التعاون العسكري بين أمريكا وتايوان

وفي ضوء هذه التهديدات، أقر مجلس النواب الأمريكي، حزمة مساعدات عسكرية لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان بمليارات الدولارات، كما وافقت واشنطن على صفقة أسلحة لتايبيه بقيمة 300 مليون دولار في مايو الماضي.

صورة 3

وفي سياق متصل، كشفت الرئيس التايوانية السابقة تساي إنج وين، في عام 2021، عن استضافة الجزيرة لقوات أمريكية للمساعدة في تدريب الجيش التايواني، الأمر الذي أكده مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".

لتكون المرة الأولى التي يعترف فيها زعيم تايواني بوجود قوات أمريكية منذ مغادرة الحامية العسكرية الأمريكية الأخيرة عام 1979.

وعلى مدار سنوات سبب الدعم الأمريكي لتايوان، توترات كبيرة في العلاقات بين بكين وواشنطن، إذ فرضت الصين عقوبات اقتصادية على عدد من الشركات الدفاعية الأمريكية بسبب صادراتها من الأسلحة إلى تايوان.

صورة 4

إلى جانب ذلك، علّقت الصين مشاوراتها مع الولايات المتحدة بشأن "الحد من انتشار الأسلحة النووية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: "واشنطن تجاهلت معارضة بكين الصارمة.. واتخذت سلسلة من الإجراءات التي تقوّض بشكل خطير المصالح الأساسية للصين".

التهديدات الصينية

تعتبر بكين الجزيرة الانفصالية التي تتمتع بحكم ذاتي جز من أراضيها، إذ تسعى لضمها لتحقيق مبدأ "الصين الواحدة".

ونفذت الصين التي تمثل التهديد الأكبر لتايوان، نهاية مايو الماضي، مناورات عسكرية وُصفت بأنها الأكبر على الإطلاق بالقرب من مواقع عسكرية استراتيجية في الجزيرة، حتى أنها امتدت إلى بعض المناطق التي تسيطر عليها تايبيه.

صورة 5

المناورة التي شارك فيها كافة الأسلحة الرئيسية في جيش التحرير الشعبي، جاءت كمحاكاة لهجوم شامل على الجزيرة الانفصالية.

لكن الإدارة الأمريكية حذرت الصين من اتخاذ إجراءات من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.

سابقة مماثلة

خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، طالب المملكة العربية السعودية مرارا، بدفع مبالغ مالية ضخمة مقابل الدفاع عنها أمام الهجمات التي شنتها جماعة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران، خصوصا بعد أن أثيرت تساؤلات حول تقاعص القوات الأمريكية المتواجدة بالمملكة في صد الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية.

صورة 6

وحينذاك، قال ترامب أمام حشد انتخابي: "ندافع عن دول غنية جدا ولا تقوم بتعويضنا.. كل ما يدفعونه نسبة بسيطة جدا، لدينا علاقات جيدة مع هذه البلدان، لكن على سبيل المثال السعودية، هل تعتقدون أن لديهم المال؟ نحن ندافع عنهم وهم لا يدفعون إلا نسبة ضئيلة".

ألمانيا الشريك الأبرز في الناتو

لم تسلم ألمانيا أحد أبرز شركاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من سياسات ترامب القاطعة، إذ أمر في عام 2020 بسحب جزء كبير بلغ 25% من القوات الأمريكية في ألمانيا، بعدما تخلفت برلين عن بلوغ الحد الأدنى من الإنفاق الدفاعي الذي وضعه الحلف.

صورة 7

وعلّق ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، على قرار سحب نحو 12 ألف جندي أمريكي، قائلا: "لم نعد نود أن نكون المغفلين بعد الآن.. إننا نخفض قواتنا لأنهم لا يدفعون مستحقاتهم، الأمر بسيط جدا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان