"الثلاثاء الكبير".. متى بدأ وأين تكمن أهميته للمرشحين بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟

كتب- محمود الطوخي
تشهد بعض الولايات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، جولة من الانتخابات التمهيدية المصيرية للمرشحين إلى سباق الرئاسة المقرر في 5 نوفمبر المقبل؛ إذ تحدد بشكل نهائي المتنافسين على الوصول إلى البيت الأبيض من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ويعرف اليوم الحاسم بين الأمريكيين بـ "الثلاثاء الكبير"، إذ تجري جولة الانتخابات التمهيدية في أكبر عدد من الولايات الأمريكية، والذي عادة ما يصادف يوم 5 مارس، وفي أحيان نهاية فبراير.
وبينما حسم الحزب الديمقراطي مصير ممثله في السباق الرئاسي؛ بسبب ترشح الرئيس الحالي جو بايدن لولاية ثانية، فإن الأمور لا تزال ضبابية إلى حد ما في الجهة المقابلة؛ فرغم تقدم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن منافسته في الحزب نفسه نيكي هايلي ترفض الانسحاب لصالحه.

"الثلاثاء الكبير".. الحسم
يعتبر "الثلاثاء الكبير" كما يعرفه الأمريكيون، المرحلة الأكثر أهمية من الانتخابات التمهيدية للمرشحين؛ إذ أنه يؤهل الفائزين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى المرحلة الأخيرة والرئيسية في السباق إلى البيت الأبيض، حيث يتم إجراؤها في 15 ولاية أمريكية ومنطقة واحدة.
وقد بدأ "الثلاثاء الكبير" بشكله المعروف في عام 1988، بعدما قرر عدد من المرشحين الديمقراطيين في بعض ولايات الجنوب الأمريكي، اعتماد هذه التسمية عقب فوز المنافس الجمهوري رونالد ريجان بانتخابات عام 1984، وفق متخصصين بالسياسة الأمريكية.

في حين ترى بعض المصادر أن "الثلاثاء الكبير"، يعود اختياره إلى عام 1845 لتمكين الأمريكيين من الإدلاء بأصواتهم وبشكل خاص المزارعين الذين قد تتأثر أعمالهم بقية الأسبوع حال إجراء الانتخابات في يوم آخر، وفق "فرانس 24".
ولايات "الثلاثاء الكبير"
وينطلق "الثلاثاء الكبير"، في 15 ولاية أمريكية تشكل تكتلا ذات ثقل انتخابي لدى المرشحين، وتشهد ولايات (كاليفورنيا، يوتاه، ماساتشوستس، أركنساس، ألاباما، فيرجينيا، أوكلاهوما، مينيسوتا، كولورادو، تكساس الشمالية، ماين، ألاسكا، فيرمونت، تينيسي، كارولينا، بالإضافة إلى إقليم ساموا جنوب المحيط الهادي) الفعاليات الفاصلة لليوم الحاسم.

ويركز الحزبان الجمهوري والديمقراطي، بشكل كبير على ولايتي كاليفورنيا وتكساس، إذ إنهما تأويان أكبر نسبة من الناخبين ما يضعهما نصب أعين المرشحين، لذا فإن الحزب الجمهوري أفد إليهما نحو 36% من مندوبيه بعدد 169 لكاليفورنيا و161 لتكساس، انتظارا لصدور إحصاءات نتائج التصويت في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت كل ولاية.
تبعات "الثلاثاء الكبير" على الحزبين
وترجح التقاليد الأمريكية الانتخابية أن الفائز في "الثلاثاء الكبير" هو المرشح الأول لتمثيل حزبه في السباق إلى البيت الأبيض.
وتعتقد المتخصصة بالسياسة الأمريكية سيليا بولان، أن الأمور بات محسوما في الحزب الجمهوري، إذ أن فوز المرشح دونالد ترامب في الجولات الانتخابية التمهيدية السابقة جعل الطريق مفتوحا أمامه إلى السباق الرئاسي الأساسي.

كذلك يرى مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في فرنسا، روجيه كوهين، أن ترامب هو المرشح الأول للفوز بانتخابات "الثلاثاء الكبير"، مشيرا إلى أنه لم يتبق سوى التأكد من مواصلة هايلي للانتخابات من عدمها، واحتمال مساندة ترامب في حال انسحبت فعليا.
ترامب في مواجهة هايلي
ولم تتمكن هايلي من التغلب على منافسها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري دونالد ترامب سوى مرة واحدة، ما يقلل من حظوظها في منافسة مرشح الحزب الديمقراطي
وفي 27 فبراير الماضي، حقق ترامب فوزا كاسحا على هايلي في ولاية "ميشيجان" بعدما حصد 40 نقطة، في حين فقدت هايلي في انتخابات ولاية كارولينا الشمالية 20 نقطة، ما عزز الفارق بين المتنافسين الجمهوريين.
وأكد مراقبون أن انتخابات "الثلاثاء الكبير" ستكون النهاية لنيكي هايلي، إذ أن داعميها سيمتنعون عن تمويل حملتها الانتخابية في حال خسارتها.
الديمقراطيون و"الثلاثاء الكبير"
وفي جهة الديمقراطيين، فإن الهدوء يخيم على مرشح الحزب والرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن؛ إذ لا يحتاج إلى الفوز بالانتخابات التمهيدية لضمان تمثيل الحزب، ولكن يكفيه فقط تزكية 1439 مندوبا ديمقراطيا من بين 3979، وقد وافق الحزب على ذلك بالفعل.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس بايدن خطابا في أغسطس المقبل بولاية شيكاجو، خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، إلا أن كوهين يرجح فوز دونالد ترامب بانتخابات نوفمبر؛ لعدة أسباب من بينها شعور الأمريكيين بتردّي أحوالهم الاقتصادية بعكس ما كان في عهد ترامب بالإضافة إلى تقدم بايدن في العمر واستطلاعات الرأي في هذا الشأن.