حل تحالف "معسكر الدولة".. المفتاح لبقاء نتنياهو في السلطة أم معضلة جديدة؟

كتب- محمد صفوت:

تتصاعد الخلافات والانقسامات داخل إسرائيل مع استمرار الحرب في غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي وطريقة إدارة الحرب التي انتقدتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا، فضلاً عن الخلافات في وجهات النظر في مفاوضات صفقة الأسرى.

مع استمرار الانقسامات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، ترجح مصادر في النظام السياسي الإسرائيلي، عدم استمرار حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية بسبب الطريقة التي تدار بها.

معضلة نتنياهو

تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن حل تحالف "معسكر الدولة" بقيادة وزير حكومة الحرب بيني جانتس زعيم حزب "أبيض أزرق" يضع نتنياهو أمام معضلة كبيرة.

وفي وقت سابق، أعلن عضو الكابينت الأمني جدعون ساعر زعيم حزب "أمل جديد" حل "تحالف معسكر الدولة" مع بيني جانتس، وطالب بالانضمام إلى حكومة الحرب، والتداعيات بين نتنياهو وجانتس، مثل حل معسكر الدولة ومطالبة ساعر بالانضمام إلى الحكومة المخفضة، تضع نتنياهو أمام معضلة.

توضح "يديعوت أحرونوت" أن طلب ساعر يشكل أزمة جديدة لنتنياهو، حيث الموافقة على طلبه ستدفع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش لتقديم طلب انضمام إلى حكومة الحرب وذلك بعد إرسال الوزير المتطرف إيتمار بن غفير طلبه هو الآخر بالفعل، وترى الصحيفة صعوبة انضمام كليهما إلى حكومة الحرب.

وترجح الصحيفة الإسرائيلية، أن يُفضل نتنياهو العودة إلى صيغة موسعة لحكومة سياسية أمنية ومناقشات حساسة مع وزير الدفاع يوآف جالانت.

وتقول الصحيفة، إن هناك من يتساءل من النظام السياسي، عما إذا كان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان سيدخل الحكومة بعد ساعر، لكن ليبرمان نفى الفكرة وأكد أنه لا توجد لديه مثل هذه النوايا، وأن احتمال حدوث ذلك هو أمر غير مقبول، وأن وقت انضمامه للحكومة قد ولّى.

نتنياهو وجانتس

وأعلن جانتس صراحة أنه يعارض ضم ساعر إلى حكومة الحرب، وأخذ يدافع عن قرارات الحكومة وطريقة إدارتها.

وبحسب الصحيفة، تقدر مصادر سياسية أن الفترة المقبلة ستشهد أحداثًا سياسية كبرى تحيط برغبة ساعر في تقديم نفسه كحزب يميني جديد ومنفصل، وإضافة جديدة إليه.

الانقسامات الأخيرة التي تشهدها دولة الاحتلال، تأتي في وقت توترت فيه العلاقات بين نتنياهو وجانتس الذي أجرى زيارة إلى الولايات المتحدة مؤخرًا وناقش مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية الحرب على غزة وصفقة وقف إطلاق النار.

وفي فبراير الماضي، انتقدت جانتس خلال اجتماع لحكومة الحرب نتنياهو وطريقة إدارته للحرب ومفاوضات وقف إطلاق النار، وقال: "هذه ليست حكومة وحدة ولا حكومة حرب. هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور".

وبعد زيارة جانتس للولايات المتحدة وبريطانيا، أصدر مكتب نتنياهو تعليماته لسفارتي إسرائيلي بلندن وواشنطن بعدم المساعدة في زيارة جانتس.

ساعر مفتاح بقاء نتنياهو

ووفقًا لاستطلاع جديد نشرته القناة "14 الإسرائيلية" اليوم الأربعاء، فمن المحتمل أن يكون قرار ساعر تفكيك تحالف "معسكر الدولة" بزعامة جانتس، هو مفتاح بقاء نتنياهو في السلطة، موضحة أن انضمام حزب "أمل جديد" بزعامة ساعر، إلى تحالف نتنياهو المكون من الأحزاب اليمينية المتطرفة سيضمن حصوله على 62 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي.

وبحسب الاستطلاع الذي نشرته القناة "14 الإسرائيلية" فمن المتوقع حصول ائتلاف نتنياهو على 56 مقعدًا بدون انضمام ساعر، أي أقل بـ 5 مقاعد من الأغلبية البالغة 61 مقعدًا في البرلمان.

وسيكون لانسحاب ساعر من تحالف "معسكر الدولة" بزعامة جانتس، تأثيرًا عكسيًا على ائتلاف جانتس الذي يتوقع أن يحصل 22 مقعدًا فقط في الانتخابات المقبلة.

وشغل ساعر عدة مناصب وزارية سابقًا، وكان أحد أكثر الشخصيات شعبية في حزب الليكود، ويُنظر إليه على أنه الخليفة المحتمل لنتنياهو، وترك حزب الليكود عام 2020 ليؤسس حزبه الخاص، بعد خسارته الانتخابات التمهيدية لزعامة الليكود أمام نتنياهو.