إعلان

ماذا نعرف عن "لجنة السلام" التي طرحتها كولومبيا لإنهاء العنف بين إسرائيل والفلسطينيين؟

01:07 م الجمعة 02 فبراير 2024

نتانياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بي بي سي

اقترح الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، التوسط في إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة من خلال ما وصف بـ "لجنة السلام"، مستجيبا بذلك لطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إذ قال بيترو في رسالة لرئيس حكومة الاحتلال إنه يرى أن "من الأولويات التحرك بسرعة نحو وقف الأعمال العدائية، وبدء محادثات لإطلاق سراح جميع الأسرى".

كيف تنظر كولومبيا للحرب في غزة؟

وأضاف الرئيس الكولومبي في رده على رسالة خاصة تلقاها من رئيس الوزراء الإسرائيلي في 11 يناير: "أقترح أن نمضي قدما من خلال إنشاء لجنة سلام تتألف من دول مختلفة لتأمين عمليات الإفراج عن الأسرى، وتحقيق الهدف الأوسع المتمثل في إنهاء العنف بين إسرائيل وفلسطين".

صورة1

ويدعم بيترو، وهو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، القضية الفلسطينية علنا، ويؤيد جنوب أفريقيا في اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، وكان أحد قادة أمريكا اللاتينية الذين اتهموا الاحتلال باستخدام القوة المفرطة في هجومه على قطاع غزة الفلسطيني، وردًا على ذلك، قالت حكومة نتنياهو إن عمليتها كانت دفاعا مشروعا عن النفس، كما صوتت كولومبيا في الأمم المتحدة ضد احتلال الأراضي الفلسطينية.

وكان نتنياهو قد طلب منه في رسالة نشرتها الصحافة الكولومبية - وأكدت إرسالها السفارة الإسرائيلية بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس- بذل "قصارى جهده" للتوسط في الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.

وأشار الرئيس الكولومبي، في اقتراح الوساطة الذي قدمه، إلى عملية السلام في بلاده، والتي كان أحد أبطالها عندما ألقى هو وغيره من مقاتلي حركة "إم-19" اليسارية الراديكالية أسلحتهم عام 1990، قائلًا إن هذا "كان مثالا ناجحا للمصالحة والبناء الحضاري"، مضيفا أن "هذا الجهد والالتزام نفسه دفعه إلى تقديم اقتراح إلى الأمم المتحدة بعقد مؤتمر للسلام بشأن فلسطين وآخر بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا".

صورة2

ماذا قال نتنياهو؟

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد دعا الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو إلى المساعدة في تأمين إطلاق سراح 136 شخصا تحتجزهم حركة حماس – ومن بينهم مواطن كولومبي، إذ قال إن "كولومبيا لديها قضية مشتركة مع إسرائيل" للنضال من أجل إطلاق سراح الأسرى، الذين أسروا خلال هجوم حماس، والذي ردت عليه إسرائيل بعمليات عسكرية في غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 26 ألف شخص خلال 3 أشهر.

وأشار نتنياهو في رسالته إلى مرور ثلاثة أشهر منذ عملية طوفان الأقصى وأسرت فصائل المقاومة الإسرائيلين من منازلهم ومن مهرجان موسيقي، بحسب وصفه، قائلا إن من بين الأسرى المواطن الكولومبي إلكانا بوهبوت، الذي حرم – وفق قوله – من المساعدة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مثل بقية الرهائن.

وهو مواطن إسرائيلي متزوج من مواطنة كولومبية تدعى ريبيكا غونزاليس، ولديه ابنة منها، وكان يعمل في الفريق اللوجستي لمهرجان سوبر نوفا الذي استهدفته حماس في الهجوم، وفي 21 نوفمبر الثاني الماضي، منحته حكومة بيترو الجنسية الكولومبية، وهو ما كان من المتوقع أن يسهل إطلاق سراحه ولم شمله مع عائلته، لكن هذا الإجراء لم يكن له أي تأثير.

وادعى نتنياهو في الرسالة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت "سلبية على نحو غير مقبول" تجاه احتياجات الأسرى الإسرائيليين، وأن المنظمة تجنبت إصدار "بيان لا لبس فيه بشأن مسؤولية حماس عن انتهاك القواعد الأساسية للسلوك المتحضر".

ودعا نتنياهو الرئيس الكولومبي في الرسالة، إلى الانضمام للقتال ضد "الإرهابيين"، قائلا: "إن أي ضغط يمكن أن تمارسه لتحقيق هذه الغاية، وتحديداً تجاه إيران وقطر وتركيا، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سيكون لا يقدر بثمن وسيساعد في إنقاذ أرواح الأبرياء".

صورة3

علاقات كولومبيا وإسرائيل

وكان الرئيس الكولومبي قد تحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل أقل من شهر من هجوم حماس، عن الحاجة إلى بدء مفاوضات سلام في كل من أوكرانيا وفلسطين، قائلا: "ما الفرق بين أوكرانيا وفلسطين؟ ألم يحن الوقت لإنهاء الحربين؟" وتساءل: "الأسباب التي استخدموها للدفاع عن [الرئيس الأوكراني] هي نفسها التي يجب استخدامها للدفاع عن فلسطين".

وتمثل رسالة نتنياهو إلى بيترو فصلًا جديدًا في العلاقات بين إسرائيل وكولومبيا، التي بدأت في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، إذ ظلت متوترة بعد بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبلغ التوتر ذروته في أكتوبر عندما دخل بيترو والسفير الإسرائيلي لدى كولومبيا، غالي داغان، في جدال حاد على موقع إكس، بحسب موقع إل باييس يو إس إيه، إذ كتب الرئيس الكولومبي على موقع التواصل الاجتماعي: "كنت في معسكر اعتقال أوشفيتز، والآن أرى ذلك في غزة"، وأثار هذا غضب المجتمع الإسرائيلي.

وقال ليور حيات، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية: "تدين إسرائيل تصريحات الرئيس الكولومبي التي تعكس الدعم للأعمال الوحشية التي يرتكبها إرهابيو حماس، وتؤجج معاداة السامية، وتؤثر على ممثلي دولة إسرائيل وتهدد سلام الجالية اليهودية في كولومبيا". وقال إن إسرائيل أوقفت، ردا على ذلك، الصادرات الأمنية إلى كولومبيا.

ورد الرئيس بيترو قائلا: "إذا كان علينا تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فهذا ما سنفعله، لا يمكنك إهانة رئيس كولومبيا"، كما كرر الرئيس الكولومبي انتقاداته للهجوم الإسرائيلي على غزة في قمة المناخ كوب-28، وأعلن عن افتتاح سفارة كولومبية في رام الله بالضفة الغربية، وقال إنه سيطلب من الأمم المتحدة قبول فلسطين عضوا كامل العضوية فيها.

وكانت كولومبيا قد امتنعت عن التصويت في عام 1947، خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أوصى فيها قرار الجمعية العامة بتقسيم فلسطين، وتحسنت العلاقات بشكل كبير في عام 1988 عندما وُقعت اتفاقيات تجارية كبرى بين إسرائيل وكولومبيا.

صورة4

كولومبيا والفلسطينيين

وفي 15 أكتوبر 2023، أوقفت إسرائيل جميع الصادرات الأمنية إلى كولومبيا بسبب تصريحات الرئيس الكولومبي، التي قارن فيها الجيش الإسرائيلي بالنازيين، ووصفت صحيفة الغارديان البريطانية الخلاف بين البلدين بأنه "خلاف دبلوماسي شرس". واستدعت كولومبيا سفيرها من إسرائيل لإدانة القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في غزة.

وتدعم كولومبيا تطلعات الشعب الفلسطيني إلى إنشاء دولة حرة مستقلة، ففي عام 2018، اعترفت كولومبيا رسميا بدولة فلسطين، وكانت قبل ذلك التاريخ واحدة من الحكومات القليلة المتبقية في أمريكا اللاتينية التي لم تعترف بفلسطين كدولة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان