هل عفو بايدن عن نجله هانتر مدفوعا بمشاعر الأبوة أم مناورة سياسة؟
لندن- (أ ش أ)
تساءلت صحيفة الجارديان البريطانية في مقال تحليلي لها عن الهدف من وراء العفو الذي منحه الرئيس الأمريكي جو بايدن لنجله هانتر بايدن وما إذا كان هذا العفو هو عمل رحيم من أب محب عرف بالفعل الكثير من الحزن أم مناورة سياسية تنطوي على الكثير من النفاق تذكرنا بعدوه الأكبر (دونالد ترامب)؟ وأجابت بأنه ربما يكون كلاهما صحيحا.
وقالت الصحيفة -في مقالها التحليلي الذي أوردته اليوم الاثنين- إنه من المرجح أن يكون إعلان جو بايدن الليلة الماضية عن عفوه عن ابنه هانتر، الذي يواجه الحكم في قضيتين جنائيتين، نتاجًا لصراع بين العقل والقلب.
ونقلت الصحيفة عن بايدن قوله في بيان مباشر وشخصي بشكل غير عادي: "منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في عملية صنع القرار في وزارة العدل"، مضيفة أن تقويض فصل السلطات يتعارض مع كل عناصر كيانه السياسي.
وأضافت أنه من ناحية أخرى،لا يمتلك بايدن شيئا بدون عائلة. فقد تأثر بايدن بشكل عميق بوفاة زوجته الأولى، نيليا وابنته نعومي البالغة من العمر 13 شهرا في حادث سيارة، وبعد ذلك بكثير، وفاة ابنه بو بسرطان المخ. وفي هذا السياق، فإن وضع هانتر كأول نجل لرئيس في السلطة يواجه اتهامات جنائية سيؤلم والده بشدة.
وأدين هانتر هذا الصيف بالكذب بشأن تعاطيه للمخدرات عندما اشترى سلاحا، في حين استبعد جو بايدن بشكل قاطع العفو أو تخفيف العقوبة عن ابنه، قائلا للصحفيين: "أنا ملتزم بقرار هيئة المحلفين. سأفعل ذلك ولن أعفو عنه".
كما أقر هانتر بالذنب في محاكمة منفصلة للتهرب الضريبي وكان من المقرر أن يُحكم عليه في كلتا القضيتين في وقت لاحق من هذا الشهر .
وأشارت الجارديان إلى أنه في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن بايدن أمضى شهورا في التفكير في ما يجب فعله. ومن المؤكد أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي قد قلب الموازين.
وكان احتمال ترك هانتر تحت رحمة وزارة العدل التي من المؤكد أنها مسيسة ومدفوعة بالانتقام أكثر مما يمكن أن يحتمل. فعادة ما يأخذ بايدن النصيحة من الأسرة المقربة ومن المرجح أن يكون قد توصل إلى القرار بعد مناقشته خلال عطلة عيد الشكر.
وقال بايدن في بيان: "لا يمكن لأي شخص عاقل ينظر في وقائع قضايا هانتر أن يتوصل إلى أي استنتاج آخر غير أن هانتر تم اختياره فقط لأنه ابني - وهذا خطأ"، واصفا ذلك بأنه "إجهاض للعدالة".
وأضاف: "كانت هناك محاولة لكسر هانتر -الذي كان رصينا لمدة خمس سنوات ونصف، حتى في مواجهة الهجمات المتواصلة والملاحقة القضائية الانتقائية. وفي محاولتهم لكسر هانتر، حاولوا كسري - ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الأمر سيتوقف هنا. كفى".
ومضت الصحيفة تقول إنه لا شك في أن المدافعين عن جو بايدن سيزعمون بأن قضية السلاح لم تكن لتصل إلى هذا الحد لو كان هانتر مواطنا عاديا، وأن والده كان ببساطة يصحح الخطأ. لقد أمضى الجمهوريون سنوات في الترويج للتحقيقات في قضية هانتر التي فشلت في تقديم أي دليل يربط والده بالفساد.
وكتب إريك هولدر، المدعي العام السابق، على وسائل التواصل الاجتماعي أن أي محام أمريكي "لم يكن ليوجه اتهاما في هذه القضية بالنظر إلى الحقائق الأساسية. وبعد تحقيق دام خمس سنوات، أوضحت الحقائق كما تم اكتشافها ذلك فقط. لو كان اسمه جو سميث، لكان القرار - بشكل أساسي وأكثر عدالة - هو رفض القضية والعفو".
وبالنسبة للعديد من الأمريكيين، سيكون هناك شيء مزعج بشأن المعايير المزدوجة لرئيس يعفو عن أحد أفراد عائلته قبل العديد من الحالات الأخرى الجديرة بالاهتمام.
وأوضحت الصحيفة أنه كان هناك أيضا اعتراضات أكثر، مستشهدة بما كتبه جاريد بوليس حاكم ولاية كولورادو الديمقراطي، على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "بينما أفهم بالتأكيد كأب الرغبة الطبيعية للرئيس جو بايدن في مساعدة ابنه بالعفو عنه، أشعر بخيبة أمل لأنه وضع عائلته قبل البلاد. هذه سابقة سيئة يمكن أن يستغلها الرؤساء اللاحقين وستشوه سمعته للأسف".
من جانبه قال قال جو والش، عضو الكونجرس الجمهوري السابق الذي تحول إلى ناقد لترامب،: "لقد قال جو بايدن مرارا وتكرارا إنه لن يفعل هذا، لذا فقد كذب مرارا وتكرارا. وهذا يزيد من سخرية الناس بشأن السياسة وأن هذه السخرية تقوي ترامب لأن ترامب يستطيع أن يقول.. إذا فعلت شيئا لطفلي أو صهري أو أي شيء آخر، انظر، جو بايدن يفعل الشيء نفسه". أفهم ذلك ولكن هذه كانت خطوة أنانية من بايدن والتي تعزز ترامب سياسيا. إنها خيبة أمل ".
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه من المستحيل تجاهل سياق ترامب في هذه المتاهة الأخلاقية. ففي الشهر المقبل سيصبح أول مجرم مدان يؤدي اليمين كرئيس، على الرغم من أن ثلاث قضايا ضده قد انتهت تقريبا. وهو يتحرك بالفعل لتعيين الموالين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: