بعد هروب الأسد .. ما التحديات التي تقف عقبة أمام عودة اللاجئين السوريين؟
بي بي سي
يحظى ملف اللاجئين السوريين وعودتهم إلى بلدهم بأهمية كبيرة هذه الأيام، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي المعارضة مقاليد الأمور، خاصة في الدول المضيفة لهم.
فبعد مرور 24 ساعة فقط على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، كانت ألمانيا أول من فتح الباب أمام قرار تجميد فحص طلبات اللجوء الجديدة وتلك التي لا تزال قيد المعالجة، بعد أن كانت الدولة المضيفة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بقرابة مليون لاجئ، لتحذو دول أخرى حذوها، بما في ذلك النمسا وإيطاليا والسويد والنرويج.
خطوة استنكرتها منظمات دولية وحقوقية عدة، وقالت إن الوضع في سوريا لايزال ضبابيا وغير مستقر بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد، وأدت إلى تردي الوضع الاقتصادي بشدة وإحداث دمار كبير في بنيتها التحتية.
ويقول أكثر من نصف اللاجئين السوريين إن منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، إضافة إلى وجود مخاوف كبيرة، حيث لا تزال بعض المناطق غير مستقرة أمنيا.
كما يعاني كثير من السوريين داخل البلاد من نقص في فرص العمل، ما يعني أن العودة ليست خيارا آمنا ومضمونا لملايين اللاجئين من الناحية المعيشية.
ويرى مراقبون أن ملف اللاجئين السوريين معقد ويحتاج إلى تعاون دولي وجهود إنسانية واقتصادية وسياسية واسعة للوصول إلى حلول دائمة، في ظل ضبابية المشهد وعدم وجود إجماع حتى الآن بشأن خطة سياسية واضحة ومستدامة للسلام وإعادة الإعمار.
في الأثناء، قالت ريما جاموس إمسيس مديرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الثلاثاء 17 ديسمبر إنه من المتوقع عودة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلدهم في الستة أشهر الأولى من عام 2025.
وقالت إمسيس "لدينا احتياجات إنسانية هائلة على نطاق لم يتضاءل بحال"، وأشارت إلى أن مليون شخص نزحوا منذ بدء تقدم قوات المعارضة في سوريا.
وأضافت أن الآلاف فروا من سوريا هذا الشهر عقب سيطرة قوات المعارضة على السلطة، بينما عاد الآلاف أيضا إلى البلاد معظمهم من تركيا ولبنان والأردن.
ومضت تقول إن بعض الفارين ربما مرتبطون بالحكومة السابقة أو من الأقليات الدينية التي تشعر بالقلق على وضعها في ظل السلطة الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام التي كانت لها علاقات بتنظيم القاعدة.
وأضافت أنه يجب على الدول التحلي بالصبر ريثما يفكر اللاجئون السوريون في العودة. وقالت "من المهم الإبقاء على هذه الحماية للسوريين الذين وجدوا بالفعل ملجأ في البلدان المضيفة، وألا تتم إعادتهم قسرا إلى سوريا".
وفي رد على سؤال عن قرارات بعض الدول بوقف طلبات اللجوء للسوريين، قالت "كنا واضحين جدا في تحذيرنا لجميع البلدان بعدم إعادة اللاجئين. من السابق لأوانه جدا اتخاذ هذا القرار بشأن سلامة واستقرار سوريا وهناك أسئلة كثيرة يتعين الإجابة عليها".
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقارب ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، 3 أرباعهم (76%) في الدول المجاورة، 3 ملايين منهم في تركيا، ونحو 775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، ونحو 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفا في مصر.
فيديو قد يعجبك: