الحملة الأكبر منذ سنوات.. ما سر الحملة التي أطلقتها السلطة الفلسطينية في الضفة؟
كتبت- سلمى سمير:
في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، أطلقت السلطة الفلسطينية حملة أمنية واسعة النطاق تستهدف مدينة جنين ومخيمها الشهير، في محاولة لاستعادة السيطرة وفرض سيادة القانون، حيث تأتي هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم "حماية وطن"، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في الضفة الغربية.
وقال الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، إن الحملة انطلقت فجر السبت بهدف "حفظ الأمن والسلم الأهلي، ومواجهة الفوضى في مخيم جنين"، مشددًا على ضرورة إنهاء هيمنة "الخارجين عن القانون" في إشارة للفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أن الحملة لن تتوقف حتى استعادة المخيم وضمان أمان المواطنين، الذين عانوا من تعطيل الخدمات وتهديد حياتهم اليومية، بحسب تعبيره.
وشهد المخيم اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين ينتمون للفصائل الفلسطينية، حيث اندلعت مواجهات اُستخدم فيها الأسلحة النارية، ووقعت انفجارات وحرائق في أزقة المخيم.
من جانبها اتهمت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "الجهاد الإسلامي"، السلطة الفلسطينية بتنفيذ "استهداف ممنهج للمقاومين"، بعدما قُتل يزيد جعايصة، أحد قادة "كتيبة جنين"، خلال الاشتباكات.
ونعت "الجهاد الإسلامي" جعايصة واتهمت السلطة بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي "لقمع المقاومة"، فيما أصدرت حركة "حماس" بيانًا أدانت فيه الحملة ووصفتها بأنها "ضربة موجهة للمقاومة الفلسطينية"، مطالبة السلطة الفلسطينية بـ"إعادة توجيه جهودها نحو الاحتلال بدلاً من ملاحقة المقاومين".
رام الله تدافع عن الحملة
من جانبها رفضت السلطة الفلسطينية هذه الاتهامات، معتبرة أن حركتا "الجهاد" و"حماس" تسعيان لتقويض الاستقرار في الضفة الغربية، قائلة إن الحملة تهدف إلى حماية الضفة من مصير مشابه لما حدث في قطاع غزة، في ظل "وجود مخططات إسرائيلية لدفع المنطقة نحو الفوضى بهدف تبرير تدخل عسكري شامل".
وحظيت الحملة بتأييد من حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك من خلال دعوة نائب أمين سر اللجنة المركزية لـ"فتح"، صبري صيدم، إلى مواجهة مظاهر الفلتان الأمني بكل حزم، قائلًا إنه "لا مكان لسلطة موازية داخل الدولة الفلسطينية"، بينما شدد أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، على ضرورة توحيد السلاح تحت مظلة القانون الشرعي.
رسائل إسرائيلية
مصادر إسرائيلية كشفت أن تل أبيب وجهت تحذيرًا للسلطة قبل بدء الحملة، مفاده: "إما أن تتحركوا، أو سنتدخل بأنفسنا"، وذلك حسبما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، ومع ذلك، أكدت السلطة أن عمليتها في جنين ليست مرتبطة بإسرائيل، وأنها تهدف فقط لإعادة الاستقرار إلى المخيم.
وكان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد صرح في وقت سابق، أن إسرائيل ستفرض سلطتها بشكل كامل على الضفة الغربية في عام 2025، وبمساعدة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتولى منصبه بشكل رسمي في الـ6 من يناير المقبل.
وفي أثناء زيارته إلى جنين، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إن الهدف الأساسي من العملية هو "إنقاذ المخيم وحماية المواطنين"، مؤكدًا على أن السلطة ستواصل عملياتها في محافظات أخرى لاستعادة زمام المبادرة.
فيديو قد يعجبك: