بعد 15 عامًا بالسجن.. من هي الناشطة السورية طل الملوحي التي خرجت في ردع العدوان؟
القاهرة- مصراوي
في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وفراره مع عائلته إلى روسيا، شهدت السجون السورية الإفراج عن مئات المعتقلين، ومن بينهم الناشطة السورية طل الملوحي، التي وُلدت عام 1991 بمدينة حمص. اشتهرت الملوحي بكتاباتها الجريئة ومقالات الرأي التي نشرتها على مدونتها، وتناولت مواضيع سياسية واجتماعية، وبسببها اعتقلها النظام السوري وهي لم تتجاوز بعد الـ18 من عمرها.
وُلدت طل دوسر خالد الملوحي في مدينة حمص بتاريخ 4 نوفمبر 1991. كانت طالبة في المرحلة الثانوية عندما اعتقلها النظام السوري في 27 ديسمبر 2009، وهي بعمر 18 عامًا، بتهم تتعلق بالتجسس والتعامل مع جهات خارجية. هذه الاتهامات نفتها عائلتها ومؤيدوها بشدة، وأكدوا أنها مجرد محاولة لإسكات صوتها.
حكم على طل بالسجن لمدة خمس سنوات في 14 فبراير 2011، بتهمة "إفشاء معلومات لدولة أجنبية". ورغم المناشدات الحقوقية والدولية، لم يفرج عنها. في 24 أكتوبر 2013، وافقت محكمة الجنايات بدمشق على طلب إعفائها من ربع مدة عقوبتها، لكن القرار لم يُنفذ. بدلاً من ذلك، تم نقلها من سجن عدرا إلى مكتب الأمن القومي، حيث قضت شهورًا عدة في ظروف قاسية، قبل أن تعود مجددًا إلى سجن عدرا.
أفادت تقارير حقوقية حينها بأن الحالة الصحية والنفسية للملوحي تدهورت بشكل كبير بسبب سوء التغذية والمعاملة السيئة. ووفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن مدونتها لم تحتوِ سوى على أبيات شعرية وتعليقات عن قضايا اجتماعية، أبرزها مصير الفلسطينيين، ولم تتناول الوضع السياسي في سوريا.
في 27 ديسمبر 2011، أعلنت طل إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، قائلة في بيان:
"بعد مرور سنتين على اعتقالي، ذقت خلالهما مرارة العذاب وحجز الحرية، أُعلن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام طلبًا للحرية وأملًا في إنهاء مأساة اعتقالي. أستصرخ ضمائركم لإنهاء معاناتي وإطلاق سراحي".
في ديسمبر 2024، تم تحرير طل الملوحي من سجن عدرا عقب معركة "ردع العدوان"، التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية في 27 نوفمبر من العام نفسه. تمكنت الفصائل المعارضة من السيطرة على مدن إدلب وحلب وحماة وحمص خلال الأيام الأولى من المعركة ثم بعد ذلك السيطرة على دمشق، ما أدى إلى انهيار النظام السوري وإطلاق سراح العديد من المعتقلين السياسيين.
The first photos of the freed activist Tal al-Mallohi after a decade and a half spent in the prisons of the #Assad regime in #Syria pic.twitter.com/lvjLQ1I73i
— Qusay Noor (@QUSAY_NOOR_) December 10, 2024
فيديو قد يعجبك: