بدعم أمريكي.. لماذا احتلت إسرائيل أراضٍ سورية بعد سقوط الأسد؟
كتبت- سلمى سمير:
بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتوالي المتغيرات على الأراضي السورية، التي عصفت بها الأحداث منذ عام 2011 باختبارها تدخلات عسكرية من عدد من الدول والفصائل المسلحة، انتهى أخيرًا الوضع بتوغل عسكري إسرائيلي في المنطقة العازلة التي لم تطأها تل أبيب منذ 50 عامًا، بموجب اتفاق مع الرئيس السوري حينها حافظ الأسد.
قال الجيش الإسرائيلي، إن توغله في المنطقة العازلة وتواجده في جبل الشيخ الذي يبعد عدة كيلومترات عن العاصمة السورية، دمشق يأتي بشكل مؤقت ولهدف محدد وهو حماية الأمن الإسرائيلي، من الجماعات المسلحة التي تتقدمها هيئة "تحرير الشام" والتي يمكن أن تُشكل هدفًا محتملًا على أمن تل أبيب وتفتح جبهة رابعة للحرب المندلعة منذ أكثر من عام، وهي الخطوة التي أثارت مخاوف عن أسبابها وأهدافها وتأثيراتها المحتملة على المنطقة.
خطوة استباقية
ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن تل أبيب اتخذت خطوة استباقية بتوغلها العسكري في المنطقة العازلة بعد سقوط الأسد، مشيرة إلى أن الخطوة الإسرائيلية جاءت في سياق "تأمين المناطق الحساسة".
بينما قالت "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الضربات الجوية الإسرائيلية، ضد أهداف عسكرية سورية، جاءت في إطار الضرورة، بالاعتقاد أن تلك المناطق كانت تحتوي على أسلحة كيميائية ومعدات عسكرية متطورة أثارت مخاوف من وقوعها تحت سيطرة الفصائل المسلحة السورية على رأسها "جبهة تحرير الشام" أو الأخرى المتحالفة مع إيران.
لم تقتصر الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد والتي تضمنت مصانع الأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى، بل شملت أيضًا عمليات ضد مراكز ثقل للجماعات الداعمة لإيران في سوريا، وهو ما استندت فيه تل أبيب بشكل أساسي إلى واشنطن التي تعاونت معها بدعمها بمعلومات استخباراتية هامة بفضل شبكتها التي تديرها في سوريا، وذلك حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
وفي ذات الوقت، فإنه رغم دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات محتملة، فإنها يراودها مخاوف من أن يتسبب التوغل الإسرائيلي في سوريا في تصعيد التوترات بشكل أكبر مما يضطر الولايات المتحدة للانجرار إلى تدخل عسكري في سوريا وهو ما لا ترغب به، بحسب " نيويورك تايمز".
انتهاك للقانون الدولي
كما لم يقتصر الثقل الاستخباراتي الإسرائيلي "المعقد"، على الدور الغربي وعلى رأسه الحليف الأمريكي فقط، بل تضمن أيضًا المعلومات التي يجمعها عن طريق الأقمار الصناعية وكذلك الصور والمعلومات التي يحصل عليها من المسيرات التي يرسلها بهدف التجسس وتوجيه ضربات دقيقة ضد أهداف حساسة، إضافة لدو رلا غنى عنه من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية وذلك بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن التوغل الإسرائيلي، يضع السياسة البريطانية في موقف محير، بين دعمها لإسرائيل في حقها للدفاع عن نفسها، وبين المخاوف من تبعات التوغل العسكري الإسرائيلي على الأمن الإقليمي المتأزم في المنطقة.
من جانبها، حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، من أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية والتوغل البري، قد يؤدي لانتهاك السيادة السورية بشكل كامل، وهو ما سيفاقم بدور الوضع الإنساني المتأزم هناك ويزيد من أعداد الضحايا من المدنيين.
الجوانب الاستخباراتية والأمنية
وتركز العمليات الإسرائيلية في سوريا على منع الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، وكذلك الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى أيدي الجماعات المسلحة أو الفصائل التي قد تشكل تهديدًا لإسرائيل.
وتلعب الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية دورًا محوريًا في جمع المعلومات من خلال شبكات محلية ومصادر بشرية، إلى جانب التكنولوجيا المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية، وتستخدم إسرائيل هذه الأدوات لتحديد مواقع الأسلحة المتطورة وتدميرها قبل أن تصل إلى حلفاء إيران مثل حزب الله في لبنان.
علاوة على ذلك، تعمل إسرائيل، من خلال أنظمة المراقبة والعمليات الاستخباراتية المشتركة مع حلفائها، على مراقبة حركة الجماعات الداعمة لإيران في سوريا بشكل مستمر، حيث تعتبر هذه الجماعات أحد أكبر التهديدات الأمنية في المنطقة، والتي تبذل إسرائيل جهودًا كبيرة لمنع أي محاولات لتهريب الأسلحة المتقدمة من داخل الأراضي السورية.
فيديو قد يعجبك: